أزمة صورتنا القابعة الراسخة في عقول الآخرين، صورة عنا ليس لها علاقة بنا

الاديبة السورية سوزان محمد علي

حاولي أن تبقي حلم، ففي نظر الآخرين أنت حلم، ما إن يمشي على الأرض حتى تصحو تلك الكائنات وتعود إلى طبيعتها الدبقة…
عندما تكونين حلما، سيكون الآخر متسرنما بك…لا سؤال ولا جواب ولا وعد ولا وعيد.
أعلم بأنكِ تريدين التحقق، تريدين الفساتين المتطايرة على الشرفة، رائحة الحب في المطبخ، تحت السلم، بين الزواريب، أعلم كل ذلك، لكن صدقيني لن يحصل أي شيء من هذا، عندما يفيق الهائم من نومه بك، من حلمه بك، سيصبح عبئا على العالم وعلى نفسه وعليك وعلى الخليقة…
لكن من صنع تلك الصورة لك؟
إنه مخياله….وليس خيالي.
لكن السؤال المهم والأهم هنا، هل أجدتُ حياكة صورتي؟ هل اقتربت من شخصيتي؟ وإلى أي مدى لامست أعماقي؟ وكيف للآخر بأن يظن بأنني أشبه في الظاهر أعماقي؟ ألهذه الدرجة الأعماق سطحية؟
والسؤال الأجدر هنا، كيف كانت طريقتي في تقديم ذاتي أو صورة ذاتي عبر الفيس بوك؟ هل كانت ممتعة غريبة قبيحة جميلة أي شيء …؟
لماذا لا تشكرني على مهارتي في هذا البناء، بغض النظر إن كان يشبهني إلى درجة عظيمة أم لاء؟
استغرب الذين ينتظرون أن يلمسون أعماقي…كما لو كانوا يتصفحون صفحتي الشخصية على الفيس بوك.
ما أجمل أن أقضي مكالمة طويلة وأنا أتحدث عن حقول البصل في السلمية أو جوارب جدي المهترئة فوق برميل المياه في الحديقة، أو هكذا أتكلم عن اهتزاز القطارات في ألمانيا فجأة كيف يذكرني بباصات الهوب الهوب في سوريا مثلا…


ما أجمل أن أقسم ب الامامو علي وأضحك فجأة…
ما أجمل أن أقول لك:
خذني إلى بيتك وانساني هناك.
لماذا لا يفكر الآخر في عظمة وذوق وجمال الإطار…الذي استوعب هذه الصورة القبيحة ربما….أنا الإطار والفيس بوك هو الصورة.
( أزمة صورتنا القابعة الراسخة في عقول الآخرين، صورة عنا ليس لها علاقة بنا)

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.