يا أبي..

يا أبي..
إننا هذه الجثث التي تتساقط فوق بعضها
ثم تقوم لترقص فوق بعضها
ثم تموت وتقوم وتموت
نحن توحشنا يا أبي
العالم الساقط.. ايضا يتساقط على جثثنا
كل شيء يسقط معنا.. منا.. علينا
لم يعد يستهوينا النهوض
لاشيء
على الاطلاق
يستهوينا..
لم لا يموت هذا العالم المتوحش يا أبي.. !
لنحتفل بموتنا دون كاميرات
ودون استنكارات كاذبة
كانت صورتي السلفي وانا جثة بلا رأس.. وبلا قدم.. اللقطة الأبشع.
وأنا أريد صورة حلوة
لأرسلها لحبيبي الذي لم يعد حبيبي
لربما يشدو لجثتي
أغنية خضراء تجعلني أنهض
يا أبي..
أنا أفقد عقلي.. مثلما فقدت قلبي
وهذا العالم الكلب
ما زال يصوب زوم الكاميرا
على فردة حذائي التي بلا قدم
بلا خطوات
بلا أثر.

عفراء بيزوك

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.