وفرزُ النّفوس كفرزِ الصّخور

أبيات من ذهب لأبي العتاهية

وفرزُ النّفوس كفرزِ الصّخور .. ففيها النّفيس وفيها الحجر .
وبعضُ الأنام كبعض الشّجر .. جميلُ القوامِ شحيحُ الثّمر .
وبعضُ الوعودِ كبعض الغُيُوم .. قويّ الرعودِ شحيحُ المطر .
وكمْ من كفيفٍ بصيرِ الفؤاد .. وكم من فؤادٍ كفيفِ البصر .
وكمْ من أسيرٍ بقلبٍ طليق .. وكم من طليقٍ كواه الضّجر .
وكم من شهابٍ بعالي السّماء .. بطرفةِ عينٍ تراه اندثر .
وما كلّ وجهٍ مضيءٍ يدور .. بعتمةِ ليلٍ يسمّى قمر .
وخيرُ الكلامِ قليلُ الحروف .. كثيرُ القطوفِ بليغُ الأثر .
فكيف يجود كمان وعود … اذا لم تهز يداك الوتر
ولو لم تغر بالتراب النواة … ما قام منها الربيع الأغر
وللسيف حرف أتى بالدمار  … وللحرف سيف أتى بالقمر
فقطرةُ ماءٍ مراراً تدقُّ .. على الصَّخْر ِ حتى تشقُّ الصّخر .
ولو لم تهزّ الرياحُ الزهورَ .. لما فاحَ عطرٌ وماتَ الزَّهَر .

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.