ما معنى واصل كلمة الله أكبر

 كتب عدد من المفكرين والكتاب المبدعين المتتبعين للتاريخ الديني، كتبا ومقالات عديدة عن أصل تسمية (الله) ، وللفائد نذكر ايضا اصل تلك التسمية حسب معلوماتنا .

الله كلمة اصلها العبري و الارامي الوها او الاها ، وتلفظ ا(الوهيم) باللغة العبرية بصيغة الجمع للتكريم والتبجيل.
عرب اليمن قديما كانوا يعبدون الهة كثيرة ، وقد كانوا يجاورون نصارى الحبشة ويهود اليمن من اهل الكتاب ، وسمعوا بكتابهم المقدس التوراة والانجيل ، و عرفوا انهم يعبدون الاها في السماء لا تنظره العيون بل تعرفه العقول ويسمى الوهو او الاها او الوهيم ، حسب اللفظ الشائع لكل قوم .
ولما كان عرب اليمن متوارثين كاسلافهم عبادة الاجرام السماوية ويقدسونها كآلهة لهم ، فقد كان الههم المفضل هو القمر، ويجسدونه بصنم كبير يعبدونه ويتشفعون اليه. واطلقوا عليه كلمة اللات ، وزوجته هي الشمس وابنائهم النجوم ومن الابناء كوكب الزهرة او الشعرى اليمانية وهي اكثر النجوم سطوعا وجمالا في السماء .
وقد استبدلت كلمة اللات فيما بعد الى الله بعد قلب حرف التاء الى هاء وليصبح اسم الله الوها او الاها معربا وقريبا من اسم اله النصارى واليهود الذين كانوا يتلفظون الاسم المقدس باللغة العبرية و السريانية او الارامية .
بعد ان هاجرت قبائل العرب العاربة من اليمن وسكنوا الحجاز اخذوا معهم صنمهم الكبير (الله) ، وجدوا الناس هناك يعبدون الهة متعددة ولهم اصنامهم واوثانهم التي يصلون لها ويطلبون شفاعتها ويجسدونها بتماثيل و اصنام يحتفظون بها في بناء الكعبة . وتلك الالهة التي يتعبد لها عرب الحجاز وما يجاورها ، هي ايضا من الاجرام السماوية كالشمس والنجوم والكواكب، فقال عرب اليمن ان صنمهم ( الله) هو الاكبر حجما و قوة و مكانة بين اصنام عرب الحجاز كافة ، ولابد ان يعبده الناس و يوقرونه لأنه الأكبرشأنا . وانتشرت تلك المقولة بين الناس واصبحت معروفة ان الله أكبرالالهة .
ولما جاء الاسلام وانتشرت عبادة الله ، استخدم المسلمون نفس الأسم الوثني السابق والقريب من اسم اله اهل الكتاب واصبح الاسم الرسمي العربي هو- الله – ولكنه وصف ب (أكبر) من كل الهة الناس الذي يستوجب العبادة والتفضيل . وبقى الاسم المتوارث والمتداول اسلاميا – الله أكبر- من غير ان يكملوا القول هو أكبر من اي شئ !
لكن ذكاء محمد نبي الاسلام كان كبيرا ، فأدخل هذا المصطلح في نصوص ايات القرآن حتى يصبح اسم – الله أكبر- وصفا قرآنيا ثابتا، فقال : ” ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر- الله اكبر- والله يعلم ما تصنعون “.
وتكررت هذه العبارة ثلاث مرات في القرآن .
بقى اسم الصنم اليماني الأكبر خالدا في الاسلام تحت اسم الله ، والذي يشير الى عبادة اله القمر ، ولهذا قدس المسلمون الهلال و اتخذوه شعارا يثبّت فوق قباب المآذن الى اليوم . واتخذوا الاشهر القمرية تاريخا هجريا لهم لتحديد رؤوس الشهور حيث يصومون ويحجون ويحتفلون بأعيادهم ويقدمون الاضاحي تقربا الى (الله الاكبر)عند مشاهدتهم لظهور اله القمر التأريخي مشرقا في كبد السماء .
كما يكرر المسلمون الى اليوم اسم (الله أكبرولله الحمد) عند طوافهم حول بيت الاصنام القديم بيت الكعبة في موسم الحج ، الذي كان اسمه قديما هو موسم الحك.
حيث كانت النساء يطفن عرايا حول الكعبة ويحكون اعضائهم التناسلية بالحجر الاسود ، تشفعا وطلبا للنسل ، كما قال الدكتور جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ، واصبح لون الحجر النيزكي اسودا بعد ان كان ابيض اللون لكثرة ملامسته لدماء حيض النساء .
ان موسم الحك والطواف هذا كان معروفا ما قبل الاسلام منذ عهد الوثنية ، والطواف عرايا مشاعا حتى حرم بعد الاسلام . (1)
كان العرب ما قبل الاسلام يسمون اولادهم عبد اللات وعبد شمس و عبد الزهرة والزهراء التي هي احدى النجوم المتلالئة في السماء وهي كوكب الزهرة او نجمة الصبح او نجمة الشعرى اليمانية . وهذه تؤيد عبادة الاجرام السماوية مثل (اللات) القمر والشمس والنجوم منذ القدم . واسماء الالهة اتخذت منها .
————————————————————-
(1) لفظ الحروف بغير لفظها الاصلي معروف في لهجات العرب .
جاء في كتاب (المفصل في تاريخ العرب ) د . جواد علي .
– في لغة اليمن، تجعل الكاف شيناً مطلقاً ك ” لبيش اللهم لبيش “، أي ” لبيك اللهم لبيك”.
– لغات القبائل لا تزال مختلفة، فمنهم من يقلب “الجيم” ياء فيقول: “المسيد” بدلاً من “المسجد”، وهم قوم من اليمن والنمور في وادي محرم .
– ويلاحظ أن قبائل جنوب العراق والكويت لا تزال تستعمل مثل هذه اللهجات وغيرها،فيستعمل بعضها حرف العين في موضع الهمزة، فيقولون “سعال” في موضع “سؤال . وتستعمل بعضها الياء في موضع “الجيم”، فتقول: “ريال” في موضع “رجَّال”، أي “رجل”.
ولهذا فالحج اصلها القديم الحك ايضا .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.