المحامي ادوار حشوة : الله في معبودات الشرق

 كان الانسان الشرقي يعتقد ان في كل الموجودات ارواح تخفيها ووزعها على ستة أقسام. سماوي وارضي وجنسي وحيواني وبشري وإلهي )

اول معبودات الشرق كان القمر ونظروا اليه كرجل شجاع أغوى النساء وسبب لهن الحيض في كل شهر قمري.

ثاني المعبودات كانت الشمس وذلك بعد انتقال الانسان من الاعتماد على الصيد الى الزراعة فصارت معبودا تنفخ الحياة في الزرع وحين زالت عبادة الشمس بقي منها الهالات التي تحيط صور القديسين وإمبراطور اليابان هو تجسيد لإله الشمس .

كوعبد الشرق النجوم والمطر والسماء
وحين كانوا يستعملون كلمة الله فكانوا يقصدون السماء.
وعبد الشرق ارواح الموتى ومن هذا جاءت عبادة الأسلاف في الصين .كان الانسان الشرقي يعبد الآلهة خوفا من وحشيتهم وبعضهم يعبد الآلهة لا ابتغاء الجنة بل لكي لا يموتوا.

بدات فكرة الله في وقت متاخر كثيرا
فالإنسان الشرقي امام مجهول ما بعد الموت كان صيدا ثمينا للكهنة الذين رسموا صورا خياليا عن حياة في الآخرة واختلفوا في تفاصيلها فصار للمعبودات الشرقية طبيعة كهنوتية لا تمت بصلة الى المحسوسات الالهيةالسابقة .

هذه الطبيعة الكهنوتية وضعت تحديدا للمحرمات فكانت المراة اول المحرمات ونظروا اليها كشيء نجس وحرموا الجماع بها في مرحلة الحيض ومنعوها من الاغتسال بالأنهار حتى لا تتلوث.

في تلك المرحلة كان هدف الكهان المحافظة على محرماتهم اكثر من خلق قيم جديدة.

صار الحكام الأقوياء آلهة. تعبد بديلا عن آلهة من الأسلاف. ثم تعددت الآلهة. وصار لكل مدينة وقرية وعشيرة اله يعبد وانتشرت الطواطم لتدل على النسب الالهي

كثرت الآلهة ولكن كانت الهة الدول القوية ذات مقام خاص واستقرت الوثنية على هذا الشكل الى ان. جاء
اخناتون في مصر فأعلن. الوحدانية في الاله !والغى التعدديات وقال ان الله كلمه من فوق التلة وأوحى اليه بأعمدة الحكمة
وقال ليس للعالم الا اله واحد هو أتون وان جميع الاحتفالات والطقوس والآلهة وثنية محضة ورفضها )
وقال أيها الاله الأوحد الذي ليس لغيره سلطان كسلطانه يا من خلقت الارض وانت أوجدت
العالم وأقمت كل ما فيه لابنك اخناتون ولزوجته الملكة الكبرى محبوبته نفرتيتي

وقال ان هذا الاله الأوحد موجود في الأزهار والاشجار وفي الوقائع والانتصارات وفي مختلف صور الحياة والنماء.

لذلك يمكن القول ان بداية التجريد الالهي كانت في مصر وتطورت بعد ذلك .
فاحناتون رفض الاله المحسوس في الوثنية واعتبره مجردا غير قابل للتصوير ويمكن اكتشافه في صور النماء في الطبيعة
واخناتون رفض تعدد الزوجات رغم حاجته لوريث انطلاقا من مبدأ رجل واحد لامرأة واحدة .

مع. اليهودية صار المعبود في السماء تراه ولا يراك موجود في كل مكان خالق السماء والارض والإنسان ويحاسب على الشر في جهنم وعلى الخير في الفردوس.

دخلت اليهودية في حرب مع الوثنية في وقت كانت كل الدول تتبع ألهتها الوثنية فبقيت محصورة في عشيرة ولم تمتد لان الناس لم يقتنعوا باله لا يرونه. وبقي المحسوس اقرب الى عقولهم ومصالحهم .

عندما جاءت المسيحية كان المسيح يركز على ان الله محبة وليس اله حرب ونار ورفض فكرة الحساب والجنة والنار وقال من يتبعني لا يذهب الى دينونة .

ورفض
الطقوس اليهوديةواختصرها في صلاة من عدة اسطر هي أبانا الذي في السموات والشبيهة بالفاتحة في الاسلام ورفض الهياكل و وقال ادخل بيتك ومخدعك وصلي وكانت كلمة الكنيسة تعني مجموع المؤمنين لا مكان اجتماعهم.

انتشرت المسيحية بين الوثنين لان المسيح باعتباره ابنا او من روح الله هو شخص محسوس فصارت المسيحية ديانة نصفها مجرد ونصفها محسوس و ولكنها واجهت وجود تثليث متجذر في مصر وبعلبك وبلاد الرافدين وفي مصر وبلاد الرافدين فتم في وقت لاحق اعتماد التثليث الالهي كعقيدة
مسيحية فانتهى معهاالتثليث الوثني .

عام ٤٥١ ميلادي قرر مجمع المطارنة في خلقدونيا على دستور الايمان وهو (اومن باله واحد خالق السماء والارض وبابنه يسوع وبالروح القدس المنبثق عن الاب والابن الناطق في الانبياء)
فالإله واحد ولكنه مكون من ثلاثة أقانيم مختلفة في الشكل موحدة في المضمون .

في تلك الفترة نشأت هرطقة تقول ان المسيح اله منفصل عن الاب والابن وليس جزءامنه اي اخذوابالتثليث ورفضوا الوحدانية. التي تقول ( اومن باله واحد خالق الارض والسماء ) ويعبدون ثلاثة الهة
فإعلنتهم الكنيسة هراطقة واستمرت. على الايمان باله واحد مكون من ثلاثة أقانيم حتى الان .

ًوربما ان ما ورد في سورة المائدة في القران الكريم كان المقصود فيه تلك الهرطقة التي تعبد المسيح ( من دون ) الله اي انه اله كامل والاية كما وردت هي ( لقدكفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. ….ولقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد ).
ًوالمسيحية لا تقول بثلاثة الهة منفصلة بل باله واحد مكون من أقانيم على عكس ما جاءت به الهرطقةالتي تعبد المسيح من دون الله وترفض الوحدانية في الاله الواحد كما هو دستور الايمان .

والمسيحيون لا يعبدون المسيح من دون الله ولا يعتبرونه منفصلا ومستقلا عن وحدانيته
الواضحة. وبالتالي التثليث الذي رفضه الاسلام هو نفسه الذي رفضته المسيحية واعتبرته كفرا .
هذه الجولة حول مفهوم الله في الشرق يعني ان بدايات العبادةوالاديان السماوية جاءت من ارضنا ويقولون. لانها مقدسةوبعض الخبثاء يقولون لأننا الأكثر ضلالا لكي يخصنا الله بعشرات الانبياء وهذا هو بين القصيد

٢٧-٦-٢٠١٧
ملاحظة قسم من هذه المعلومات جاءت في محاضرة لي في نادي الرابطة بحمص في التسعينيات

About ادوار حشوة

مفكر ومحامي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.