رسالة من هابيل البار

  أولاد الله سماء و أما القتلة فهم الأرض القديمة التى ليست تراباً فقط بل بشراً.فاسدون.يبقون فى أسفل أسافلها.الأرض للقتلة و الدم عليها لا يسكت.صارخ صارخ فى جنباتها من الصخور إلى القصور.الصوت يعلو المبانى الشاهقة على قمم الجبال يلوح .تفسير الكلمات صوب خيط الدم فتتبعوه.النسور تنبئكم اين تربض الجثث.الصوت يدعوكم فترقبوا. يشير إليكم أين يتعثر كل قايين. أنظروه و إندهشوا ,العلامة على وجهه تفضحه. أخى كان هو و لم يعد.فقد قسمات البشر و لبس القسوة ثوباً إذ صار الإفتراس لغته. هابيل يدعو حزانى الأرض لا تبتأسوا .هوذا الصوت يسير على الأرض الخضراء و لا ينخدع. الصوت و الدم شاهدان إلهيان على أرض القتلة الأرض القديمة.صوت دمى مع دم كل الشهداء يحتفل قريباً.أنظروا ها هو السيد قد إقترب من كل قايين.تتفتت قوته هذا الذى نحر أخاه.يندب كالكاذبات فى الأسواق.ينادى إلهاً كسر وصيته هل أموت فيجيبه بل تموت.كان أخى قايين يتبجح كل الوقت أما الآن فهو بثقل الدم يترنح.

إجمعوا أحزانكم يا شعب الشهداء فإنها ستنزل على رأس القتلة كالآكام الدهرية.صوت النقمة دنا إلى الباب.الذين شمتوا فى شعب المسيح يأتيهم هوان الكيان كله و لا يفارق.الذين قطعوا صوت التسبيح يتقطعون سريعاً.ترنيمة الملك الداخل أورشليم فى أذنى تطن.ما هذا الجبار القادم بغضب . يا سافكي الدم اطلبوا الجبال تغطيكم و لن تفلح.تمرغوا فى الوحل و لن يهدأ إنتقامه.خرجت الكلمة و لن ترجع.تتحطم كئوس الذين تبادلوا التهانى بموتنا.يا شعب الفادى هوذا المخلص آت و ستبصرونه كالشمس فلا يكذبه و لا أعداؤكم و سيتحول حزنكم إلى فرح.
أيها الشعب الذى صار أيقونة تجهز لزمن الإنتصار.نهاية التجربة تقرع الأبواب و روح الله يشفيكم بالتعزيات.حين ترون ذراع الرب العالية تطيح بمن إستهانوا بشعبه و ظنوا كنيسته نهباً, وقتها تترنمون.أم الشهداء تحضنني و أحضنها .الكأس قارب آخره. على أطراف أصابعكم قفوا و شبوا كمن لا يلمس الأرض , ها هو عند الحافة. أوان الإستجابة مع الفجر يأتى.إجمعوا من الإيمان تيجانكم.قطرات دماءنا ستتلألأ و تشارككم. قليل و تخبركم الأرض أنها لن تشرب من هذا الجيل ثانية.بصبركم تربحون.
يا قايين أين ظننت أنك تنجو و من أوهمك أنك تتبرأ.تندحر بهيبتك فلا تكون بعد و الرب يغضب على من يندبك.يداك صارعت شعب المسيح إذ ظننت أنه أعزل و الرب حصن له لكنه أوصانا بأن نترك له النقمة و قد دنت.لا تكذب فتقول لا أعرف أين هابيل أخى.أكنت حقاً أخ لى؟ كم كنت أطعمك من قطيعى حتى أنك كنت تنهبنى.كم إحتملت قائلاً إبن أبى أنت و أنت ما ظننت أنى إبن أبيك.جاء اليوم لتعرف من الإبن.ليس أنا الإبن الذى تخشاه بل الإبن الأعظم قادم إليك فأين تمضى.يا من تصفق لقايين هوذا يأت يوم و تتجمد يداك رجفة و هلعاً حين ترى من ظننته بطلاً و قد سادت النقمة عليه.يا من وافقت أى قايين على سفك دمى و دم الأبرياء أنت قاتل بالفكر فإنجو بنفسك و إعتدل.فالسيف إن جاء لن يتركك كما القتلة.يا من آزرت قايين بآلات الموت هوذا الحكم قد صدر و بنفس الآلات تندحر.كل أموال الموت تتبدد لا مكسب فى الموت يا قايين.أنت خاسر كل شيء و من كل وجه.
إن كنت لا تعرف من أنت فأنظر إسمك مكتوب على رمال ساخنة.مكتوب عند صخور البحر.مكتوب فى كهوف الجبال.مكتوب فى أوراق هذا الزمان من صحف .إسمك معلن فأين تفلت؟أيها القاتل هل ظننت أنك تنجو و تخدع الله؟الصوت و الدم شاهدان يكشفانك.
بلدان القتلة تتفسخ حية كفريسة بين أنياب الضباع.و من آلاتهم تنجو مقادسى.سرو لبنان يشهد لى و عند دار حنانيا يسترح المتعبون.هوذا يجازى الناس و البلدان عن دمائنا.إفرحى يا كنيسة مصر إذ يأتيك مجد مثلما يأت آشور.عند الأردن يبق لى مسكن و من نهر الأردن ترتوى العائدات.كل مدن الدم تترنح.أما دمائنا فستبق لتبنى بلدانا أخرى.لاشيء يتلاشى عندما يأت الجزاء.لا شيء أبداً. قد أخذنا وعداً و الحقول قد أبيضت بالحصاد لكى يبتهج الذين زرعوا بالدموع .حان زمن الفرح بالرب لأنه قريب و نحن أخذنا منع وعداً.أنا هابيل أطمئنكم .من الفردوس أتكلم حيث ليس للقتلة هنا موضع.كل من تخضبوا بالدم فى الأرض القديمة متسربلين بالنور هنا.سنأت و نحتفل معكم بعيد إنتصار المسيح على كل قايين و أتباعه.موكبنا يتجهز فإستعدوا بالفرح للفرح.
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.