ما أعز من الولد الا ولد الولد

 كانت متل هالأيام و قبل ضرب مدفع العيد ، كانت تعمل والدة احد أصدقاء الطفولة في اللاذقية صدور الحلو من كل الأنواع ، ورشة عمل كاملة تستعين فيها بكل نسوان العيلة ليطلعوا بالمعمول و الكرابيج ، شي بفستق و شي بجوز بكل الأحجام و الأشكال ..

و كانت الله يطوّل بعمرها تحط ليرة دهب كل سنة بقطعة من المعمول ، و تنتظر مين صاحب النصيب من الأهل و الضيوف اللي رح تطلعهلهون هالليرة الدهب..

سنين و انا و كل ضيوف هالبيت الكريم كنّا ناكول معمول الحجّة حتى التخمة رغبةً بالطعمة الاستثنائية من جهة و طمعاً بالحصول على ليرة الذهب من جهة تانية ..

و كانت هالليرة و بالصدفة ، و ركزولي و حطّولي الف خط تحت كلمة صدفة ، كانت هالليرة كل سنة تطلع من نصيب ابنها الصغير اللي جمع ثروة من ليرات أمّو ..

لحد ما اجا اليوم و اتزوج هالصغير و اجاه ابن متل القمر ، و صارت هالليرة الدهب تروح و بالصدفة ذاتها لحفيد الحجّة بدل عن ابنها و لا حدا يقلّي كيف..

اليوم و انا اشاهد أُمِّي عم تلاعب بنتي الصغيرة بكل محبة صرت افهم شو معنى متلنا الشعبي القديم اللي بيقول : ما أعز من الولد الا ولد الولد..

الله يخليلكون ولادكون و أمهاتكم و يعطينا العمر لنرد جزء من المحبة لأمهاتنا ، و لنشوف ولادنا بأيام احلى من أيامنا ..

كل عام و انتو بألف خير

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.