قراءة .. للمفهوم الجنسي في الموروث الأسلامي (*1)

المقدمة : ليس من دين سماوي أو أرضي ، أو أي أنتماء معتقدي أو مذهبي ، أستخدم تعابير جنسية أو مفردات أيحائية أو لغة تدل على العلاقات الحميمية أو ممارسات وطرق أو تعاليم تهدف لهذا المعنى “الجنسي “.. كالأسلام ، وذلك من خلال الموروث الأسلامي / النصوص والأحاديث التي كانت على لسان الرسول أو أزواجه ، أضافة الى كل ما جاء بتفاسير المفسرين وفتاوى الشيوخ .. فالأسلام على ما أعتقد ، يشكل الرحم الأكبر لهذه الثقافة ، وله بنفس الوقت الأسبقية في هذا المضمار .. في هذا البحث المختصر سأتعرض الى هذا الموضوع الحساس والمثير للجدل ، وسأسرد غيض من فيض من الموروث الأسلامي ، والبحث الذي نحن بصدده ، هو مجرد نواة متواضعة لهذا الموضوع الغني بالنصوص ! .
النص : أرى أن نقسم البحث الى محاور / مستعينا بتفاسير المفسرين لبعض النصوص ، وحسب مقتضيات الأمر : – ** محور الزواج : في هذا المحور ، سأسرد مايلي من النصوص : أولا ، الأية ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 32 / سورة النور ) ، وجاء في تفسير ” القرطبي ” لهذه الأية ، وحسب موقع
quran.ksu.edu.sa
التالي ( هذه المخاطبة تدخل في باب الستر والصلاح ؛ أي زوجوا من لا زوج له منكم فإنه طريق التعفف ؛ والخطاب للأولياء . وقيل للأزواج . والصحيح الأول ؛ إذ لو أراد الأزواج لقال وانكحوا بغير همز ، وكانت الألف للوصل . وفي هذا دليل على أن المرأة ليس لها أن تنكح نفسها بغير ولي ؛ وهو قول أكثر العلماء . وقال أبو حنيفة : إذا زوجت الثيب أو البكر نفسها بغير ولي كفء لها جاز ) . ثانيا ، الأية ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً َوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا / 3 سورة النساء ) ، وجاء في تفسير الأية بموقع / الأسلام سؤال وجواب ، ما يلي ( قال الحافظ ابن كثير: إذا كان تحت حجر أحدكم يتيمة ، وخاف ألا يعطيها مهر مثلها ، فليعدل إلى ما سواها من النساء فإنهن كثير ، ولم يضيق الله عليه .) . ** محور تكييف نصوص لزواج الرسول : وهناك واقعة متداولة بهذا المجال ، وهي عندما وقع الرسول في هوى أبنة عمته زينب بنت جحش المتزوجة من أبنه بالتبني زيد ، فقد جاء في موقع / حراس العقيدة ، ما يلي ( وفي رواية ذكرها ابن جرير في تفسيره قال : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : كان النبي قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش بنت عمته ، فخرج الرسول يوماً يريده وعلى الباب ستر من شعر ، فرفعت الريح الستر فانكشفت و هي في حجرتها حاسرة ، فوقع إعجابها في قلب النبي ، فلما وقع ذلك كرهت الآخر- تفسير الطبري 22 / 13 .. وفي رواية أخرى ذكرها القرطبي في تفسيره قال مقاتل : زوّج النبي زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حيناً ، ثم إنه أتى زيداً يوماً يطلبه ، فأبصر زينب قائمة ، و كانت بيضاء جميلة جسيمة منأتمّ نساء قريش ، فهويها وقال : سبحان الله مقلب القلوب ، فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد ، ففطن زيد فقال : ( يا رسول الله ائذن لي في طلاقها .. ) ، ولأجل تكييف زواج الرسول بزينب ، نزلت الأية ( فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا / سورة الأحزاب 37 ) ، وفي تفسير الطبري لهذه الأية ، جاء ما يلي ( وقوله: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ، يقول تعالى ذكره : فلما قضى زيد بن حارثة من زينب حاجته ، وهي الوطر ) . ** محور الطلاق : في هذا المحور ، سأسرد الأية التالية ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا 4 / سورة الطلاق ) و جاء في تفسير الأية السابقة في الموقعين التاليين
quran.ksu.edu.sa & library.islamweb.net
، ما يلي ( وكذلك عدد اللائي لم يحضن من الجواري لصغر إذا طلقهنّ أزواجهنّ بعد الدخول . قال : القواعد من النساء ” وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ ” : لم يبلغن المحيض ، وقد مُسِسْن ، عدتهنّ ثلاثة ) . وجاء في موقع أخر ، وهو التالي
daikiri.over-blog.com
( أجمع شيوخ السلفية و شيوخ الأحزاب الإسلامية على أن معنى قول الله تعالى ” وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ” أي الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض . وهذا ما ذهب اليه ” الأمام الطبري ” و اتبعه ابن كثير و الجلالين و ابن تيمية … و كذالك شيخ الإخوان سيد قطب في تفسيره .. ) ، في هذه الأية ومع أجماع كل المفسرين ، أنه هناك دلالة ثابتة على السماح بزواج الفتيات الصغيرات في الأسلام ! .
** محور الأستمتاع الجنسي بين الزوجين : سأسرد في هذا الصدد الأية التالية ، ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم / 223 سورة البقرة ) ، وجاء في تفسير الأية في موقع / منتديات ن نسوة ، ( وفي التفسير أن التقدمة هي القبلة وفي الحديث اجعل بينك وبين امرأتك رسول والرسول القبلة ويجوز للرجل والمرأة الاستمتاع بكل أنواع التلذذ فيما عدا الإيلاج في الدبر ؛ فإنه محرم أما ما ورد في السؤال من المص واللعق ( * 2 ) والتقبيل وما لم يرد من اللمس وما يسمى بالجنس الشفوي بالكلام فكله مباح فعل أغلبه السلف الصالح .. / من فتوى للشيخ علي جمعة محمد ) ، وهناك تفسير أخر لذات الأية كما هو وارد في الجلالين (*3) ، وأرى أن نفس معنى التفسير ينطبق على الأية التالية ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن / 187 سورة البقرة ) . ** سيرة الرسول الخاصة وزوجاته : للرسول في علاقاته الحميمية الكثير من النصوص في الموروث الأسلامي ، سأختار منها التالي : أولا – حول قوة الرسول الجنسية ، والتي تصل الى حد الخرافة ، وفي حديث عن أنس بن مالك ( كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشر . قلت لأنس : أو كان يطيقه . قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين .. ) ، ثانيا – وحول العلاقة الحميمية ودور عائشة بنت أبي بكر ، في خلقها ، جاء في ” صحيح البخاري” (عن عائشة قالت : كان النبيّ ، يباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فاغسله وأنا حائض صحيح البخاري ج 1/ 239 باب الحائض ترجل المعتكف وباب غسل المعتكف و 242 ومسند أحمد ج 6/ 204. ) ، ( حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلَانَا جُنُبٌ وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ ) / نقل من موقع / يا حسين . ثالثا – وحول دخول الرسول بمارية القبطية ، فقد جاء في فتح الباري لابن حجر ج 8 ص 657 ، عن أبي هريرة قال دخل الرسول بمارية بيت حفصة ، فجاءت فوجدتها معه فقالت : ” يا رسول الله في بيتي تفعل هذا معي دون نسائك ، فذكر نحوه وللطبراني من طريق الضحاك عن ابن عباس قال : دخلت حفصة بيتها فوجدته يطأ مارية فعاتبته فذكر نحوه ، هذه طرق يقوي بعضها بعضا ” ، رابعا – وحول زواج الرسول بعائشة ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب ، ما يلي ( فأما الرواية الأولى فمتفق عليها أي رواها البخاري ومسلم عن عائشة قالت: تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين وهي رواية الأكثرين . وأما الرواية الأخرى فقد رواها مسلم في صحيحه عن عائشة : أن النبي تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة . خامسا – وبصدد أن أخر ريق دخل جوف النبي هو ريق عائشة ، فقد جاء في موقع / أسلامي ، مايلي ( وآخر شيء دخل جوف النبي ريق عائشة حين دخل أخوها عبد الرحمن وفي يده سواك فنظر إليه النبي وكان يحب السواك فأشارت عائشة إليه أن آخذه لك فأشار نعم فأخذته ولينته بريقها وتسوك به النبي فكان آخر ما دخل جوفه ريق عائشة ). ** محور الجنة / حور العين : وحول القوة الجنسية للرجل في الجنة ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ( .. ويجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ، عن أنس عن النبي ، قال : ” يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ ” رواه الترمذي برقم 2459 ، وقال : صحيح غريب ) .
القراءة : 1 . أحتلت الثقافة الجنسية مركزا محوريا في الموروث الأسلامي ، وهذا متأتي من مقدار العطش المجتمعي لهذا النوع من السلوك ، خاصة في المجتمع الأسلامي المحمدي ، وحتى الحقب اللاحقة ، الذي هو أمتداد / أي الثقافة الجنسية ، بشكل أو بأخر من الحقبة الجاهلية . 2 . النصوص القرأنية كانت أكثر تعبيرا للحاجيات والعلاقات الحميمية والخاصة ، وأرى أن هذا كان فتحا كبيرا مثيرا للجدل ويستحق للأنتباه بشأنه ، فلو قارنا القرأن بالأنجيل / فيما يتعلق بهكذا نصوص ، للاحظنا ، ان الأنجيل كان مبتعدا كل الأبتعاد عن هكذا نهج ، لعفة وطهارة شخصيته المحورية وهي المسيح ، المختلفة تماما عن حياة الرسول ، وأرى أن الموروث الأسلامي ، اخذ هذا التفصيل المصبوغ بالصبغة الجنسية ، من الطبيعة الجنسية للرسول ، المعروف شخصيا بزيجاته المتكررة ، الأمر الذي جعل من الحال أن يبدو طبيعيا . 3 . كان الرسول أكبر الفاعلين في الموروث الأسلامي ، وأضافوا أليه المفسرين هالة وصلت الى حد الخرافة ، خاصة فيما يتعلق بقوته الجنسية ! ، وأرى أن هذا متأتي من عدم دقة كتاب أحاديث صحيح البخاري / مثلا ، الذي أقحم نفسه في مجال جدا خاص وحميمي ، خاصة فيما يتعلق بأن الرسول ( كان يطوف على نسائه كلهن بساعة ) ، فهل يعقل من وجود فرد كان يراقب الرسول ويحصي كيف يطأ الرسول كل زوجاته بساعة ، حتى لو كان مفهوم الساعة في تلك الحقبة ليس المعني بها 60 دقيقة . 4 . أرى أن القرأن هو الكتاب المنفرد من بين كل الكتب الأخرى ، الذي مزج نصوصه التشريعية بمفهوم جنسي عميق ودقيق وتفصيلي . 5 . أرى أن النقطتين ( 3 و 4 ) السابقتين ، قادت المفسرين والشيوخ الى أن يفتوا بأدق العلاقات الجنسية ، مرتكزين على أن ورود هكذا أساليب أو نهج ، أصلا كان واردا في الموروث الأسلامي / النصوص والأحاديث النبوية وغير ذلك . 6 . أن الغريب بالأمر بأن عائشة لا تتردد بنشر أدق وأعمق وأكثر العلاقات حميمية بينها وبين الرسول ، ومن الممكن أن يرد هذا الى التفاخر عن باقي زوجات الرسول ، أو الى نضوجها الجنسي المبكر ، خاصة أذا عرفنا أن الرسول ” عقد عليها بسن 6 سنوات وبنا بها وهي بسن 9 سنوات ” ، ولعائشة أيضا جرأة وشجاعة على التكلم عن علاقاتها الحميمية مع الرسول زوجها ، على الملأ ، أختلافا وتميزا عن باقي كل زوجات الرسول ! .
————————————————————————————————–
( *1) التراث الإسلامي ، مصطلح شامل يتسع لكل ما له علاقة بالإسلام من نصوص القرآن والسنة النبوية واجتهادات العلماء السابقين في فهم هذه النصوص وتطبيقها على الواقع ، وقد حصل خلاف حول ما إذا كان هذا التراث دينا مقدسا يجب الالتزام به ، أو نصوصا واجتهادات مرتبطة بأزمانها وأماكنها الغابرة ، تعامل على أنها تاريخ ينقل لنا تجربة بشرية قابلة للنقد والنقض والتعديل والتطوير بما يتناسب مع الزمان والمكان والظروف الخاصة بكل عصر . / نقل من الويكيبيديا . (*2 ) حديث تلفزيوني للشيخ أحمد الكبيسي ، حول طرق الأستمتاع بين الزوجين ، يرجى الأطلاع على الفيديو التالي :

(*3) ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنىّ شئتم / سورة البقرة 223 ) وجاء فى تفسيرالجلاليْن لهذه الآية ( نساؤكم حرث لكم ، أى محل زرعكم ( الولد ) فاتوا حرثكم أى محله وهو القبل (أى) كيف شئتم من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار . ونزلتْ هذه الآية ردًا على قول اليهود: من أتى امرأته فى قبلها من جهة دبرها جاء الولد أحول .

About يوسف تيلجي

باحث ومحلل في مجال " نقد النص القرأني و جماعات الأسلام السياسي والمنظمات الأرهابية .. " ، وله عشرات المقالات والبحوث المنشورة في عشرات المواقع الألكترونية منها ( الحوار المتمدن ، كتابات ، وعينكاوة .. ) . حاليا مستقر في الولايات المتحدة الأميريكية . حاصل على شهادتي MBA & BBA .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.