تخيّل ان رجل مسلم يصلي على نبيهم ويعبد ربهم تعرض لهذه المهانه

العريفي يسربح في لندن وكأنه ملكها هنري الثامن وزوجاته؟

يعجبني برنامج ( هذا أنا ) للأستاذ الشاعر صالح الشادي على روتانا خليجية الذي يخوض تجربة التلفزيون لأوّل مرّة ويكون مقدم لبرنامج قصير في عرضه وثقيل بمضمونه.. حلقة محمد عبده وطلال سلامة كانت إستثنائية بالنسبة لي والأسئلة الموجهه للضيف لم تكن تقليديّة ، استطاع الشادي بأسلوبه ان يُطلعنا على قصص ومعاناة حصلت للضيوف من قبل المجتمع الذي سيطر عليه التشدد الديني.
محمد عبده مثلاً سرد لنا قصة وفاة والدته حينما كان بالصفوف الأخيرة اثناء جنازتها بالحرم النبوي حيث كان يخشى ان يعرف من كان خلف جنازة امّه انها والدة فنان فيتركوا الصلاة عليها(!)، كان يتحدث بحسرة والم ومرارة ، اعرف شعور محمد عبده لأني مررت بتجربه مشابهه بمراهقتي رغم عدم شهرتي وعدم احترافي للموسيقى، الاّ انّ والدتي عانت كثيرا من السنة الناس القذرة وهم يعايرونها بأن ابنها يعزف على آلة العود ويغنّي في الإستراحات وانها لا تقوى على تربية ابنها(!) ،على كل حال فإن دموع محمد عبده جعلتني اشاركه تأثراً بتجربته من قذارة الفكر الصحوي الديني البغيض.. تخيّل ان رجل مسلم يصلي على نبيهم ويعبد ربهم تعرض لهذه المهانه بوقت ما فكم بالحري بالآخر الذي انشق عنهم؟ انهم وحوش لا يرحمون من خالف نهجهم وفكرهم وتشددهم.
نحتاج لسنوات طويلة قادمه لإصلاح ما افسدته الصحوة اللعينة القذرة لتنظيف عقول اتسخت بالرجعية وامتلأت بحجارة التراث الأغبر وشوّهت ملامح حياتنا وطبيعة مجتمعنا .

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.