تنفٌ أم نتفٌ …

أربع مناطق خفض توتر أو نفوذٍ خارجي ومنطقة تديرها قوات سورية الديمقراطية ومنطقة شمال حلب تحت النفوذ التركي ومنطقة في ادلب تسيطر عليها جبهة النصرة ومنطقة البادية وأطرافها تسيطر عليها داعش وأخيراً المنطقة التي تديرها الحكومة وتضم معظم المدن الكبرى التي حُرِّمَت من معظم أريافها…

كل هذا ولم تنتهِ الحرب. إذ أنّ أيَّاً من أهدافها لم يتحقق. الروس يملكون النفوذ على أهم المناطق والأميركيون على مناطق أخرى، ولكن أيّاً منهما لم يصل بعد إلى غاياته.
الأتراك والخليجيون غير قادرين على التواصل (التناحري)، إيران لا تستطيع التواصل مع لبنان. حتى اسرائيل الغاصبة وهي المستفيد الرئيسي من الحرب السورية، لم تتمكن من إنهاء عدوها اللدود في لبنان. أما الإرهابيين فأضحَوا منعزلين في مناطقهم، وقرأت أنَّ آخر إنجازاتهم حِرمان فلاحي سهل الروج في إدلب من ريِّ وزراعة أراضيهم الخصبة.

شيء واحد تحقق بإمتياز … تدمير البلد.
تدمير مدنه وشعبه ونسيجه الإجتماعي والفكري وآثاره الفريدة وزراعته وصناعته وتعليمه وحتى تهذيبه.
هنيئاً لكل من ساهم في ذلك بحججٍ مختلفة.

آخر ما توصل إليه المتناحرون الصراع حول معبر التنف. بعضهم يريد تأمين الطريق من العراق إلى لبنان وبعضهم الآخر يرغب في قطعه …
أما السوريين ‘فشاهد ما شفش حاجة’ هذا إن لم يُسْتَعملوا كمطايا لتحقيق أهداف غيرهم …

أهو تَنْفٌ حقاً أم نَتْفٌ لآخر مقومات وطننا …

شيء واحد يعزينا، ما نراه من تزاحم مبارك من قبل شباب وصبايا البلاد لإعداد وجبات الطعام والسلات الغذائية لعشرات وربما مئات آلاف الجائعين أثناء شهر رمضان الكريم.

إن دلَّ هذا على شيء، فهو يدل على أنَّ كرامتنا لم تُنْتَفَ بالكامل بعد، وأنَّ قيامة سوريا لا بدَّ آتية …

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.