تعميق الغباء العربي .

على كل نسخة من القرءان الكريم تجد العرب وقد قاموا بختمها بخاتم غبائهم، فذلك هو حالنا وحال فقهائنا منذ بدأت الطباعة وحتى اليوم، فنحن نكتب [القرءان الكريم بالرسم العثماني] على كل نسخة.

فتعبير [بالرسم العثماني ] هو برهان غباء العرب وكسلهم….فالرسم رسما رحمانيا وليس رسما عثمانيا، وكنت قد قمت بنشر كتاب عام 2009 [أي منذ ثماني سنوات] اسمه [كنوز ورحمات من القرءان] وتم نفاذه من الأسواق..

والكتاب به موضوعات عن القرءان من بينهم موضوع بعنوان [هل كلمات القرءان رسم من عثمان أم من الرحمن] لكنه لم يجد اهتماما لأننا نحن العرب نعيش بنظرية ذمها الله وهي نظرية [هذا ما ألفينا عليه آباءنا].

وذلك الرسم والتكوين لأحرف الكلمات القرءانية له أسس وله معنى متفرد، لكننا نحن أهل الإسلام هيهات لنا أن ننتبه للقرءان أو نبحث فيه، فنحن قد جعلناه مهجورا….ولو فهمنا المغزى المقصود من رسم الكلمة القرءانية لتغير كثير من فقهنا عن دلالات النصوص القرءانية….ولتغير الفقه الإسلامي في دروب كثيرة.

1. ودعني أسألك ايها القارئ الكريم….لماذا أطلق الله اسم [ بكة ـ مكة] بالقرءان على ذات المدينة التي بها حرم الكعبة والمسجد الحرام؟.

2. ولماذا أطلق اسم [أحمد ـ محمد] بالقرءان على نبينا …أليس له اسما واحدا؟.

3. ولماذا كتب اسم سيدنا [إبراهيم] بدون حرف الياء بسورة البقرة بينما تمت كتابتها كاملة بحرف الياء بباقي سور القرءان!!!.

4. ولماذا يكتب القرءان كلمة [ضعفاء ـ ضعفاؤ] هكذا مختلفتين وما معنى ذلك اللغز بطريقة الرسم لكتابة الكلمة بكل مرة وما هو دلالته]؟.

5. وما الفرق في المعنى بين [ الغفار ـ الغفر] وكلاهما وردتا بالقرءان عن المغفرة؟.

6. ولماذا كتبت كلمة [ألواح ـ ألوح] مختلفتين رغم أن نطقهما واحد وكلتاهما تتكلم عن ألواح لكن تم حذف حرف الألف من احدهما؟.

7. وما الفرق بين [رأى ــ رءاى] رغم أن النطق واحد….فهكذا وردتا بالقرءان الكريم؟.

ولن أطيل عليكم أكثر من هذا فالاختلافات برسم الكلمة القرءانية داخل القرءان بالمئات ولها قواعدها الإملائية غير قواعد الإملاء باللغة العربية…..وكلها لها مغزاها لمن التزم التدبر وتمعن وأحب القرءان….

وحتى كلمة قرءان جاءت برسمين مختلفين لكن الفقهاء لم ينتبهوا بينما الناس تسير خلفهم قطعانا لا تلوي على شيئ إلا من رحم الله.

وياليتك تعود إلى كلمة [القواعد] لتعلم الفرق في رسم الكلمة وتكوينها الحرفي بين القواعد من البيت والقواعد من النساء..

وبين [العظام والكتاب ] …حينما تتم كتابتهما كاملتين…. وحين يتم حذف حرف الألف الوسطية من كل منهما…فتكون [العظم ـ الكتب] رغم أن النطق واحد حيث ننطق حرف الألف الممدودة ولا يكتبها القرءان …وغير ذلك كثير.

أكتب لكم ذلك وكلي رجاء لمن بيده سلطة أو سلطان أو حتى معرفة أن يجتمع بي مجمع البحوث الإسلامية بدلا عن الفضائح على شاشات التليفزيونات والتي سأبرز من خلالها [إن اضطررت ] ضعف الكيان الإدراكي لكل فقهاء وعلماء المسلمين منذ بدء عصر الطباعة وحتى اليوم……وفقدانهم فقه الآية القرءانية وسط اهتمامهم المحموم بمدونات السُنَّة النبوية، كما فقدوا عناصر مِلَّة إبراهيم وسط اهتمامهم بعلوم السُنّة النبوية المطهرة….

وأنه لا دخل للصحابي الجليل عثمان بن عفان بذلك الرسم الي تطلقون عليه عنوان الجهل المسمى [بالرسم العثماني]…فسيدنا عثمان بريء من ذلك الرسم لأنه رسما يفوق قدراته وقدرات كل العرب والعجم…لأنه ببساطة رسما رحمانيا من لدن رب العالمين.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.