ماذا تعني صفقات ترامب مع السعودية بالنسبة للثورة السورية

رأي أسرة التحرير 20\5\2017 ©مفكر حر

لقد قام الدكتور طلال عبدالله الخوري, رئيس تحرير موقع مفكر حر, بدراسة أثر الصفقات السعودية الضخمة على الثورة السورية والشعب السوري قبل اكثر من شهرين بمقال هذا رابطه ( لماذا حرض ولي العهد السعودي أميركا على ترك السوريين يقتلون على يد النظام وداعميه: سوريا قضية خاسرة), وقد رصد فيه محاولة المال السعودي الضخم لحث الإدارة الأميركية لعدم الاستثمار بالقضية السورية ومساعدة الشعب السوري, وعوضاً الاستثمار أكثر بالحرب اليمنية, لأن الحرب اليمنية التي هي بالواقع حرب بالوكالة بين ايران وتدعمها روسيا وحلفائها في سورية من جهة والسعودية وتدعمها اميركا وحلفائها من جهة أخرى, قد اتعبت كاهل الحكم السعودي وأصبحت تؤرق مضاجعهم, ويريدون نهاية سريعة لها, بهزيمة كاملة لإيران, والانتصار الكامل للسعودية وحلفائها.. وأكد المقال بأن مصالح الأمن القومي الأميركي وحلفائه يفرض عليه عدم ترك الساحة السورية للروس والإيرانيين .

اليوم, بدأ دونالد ترامب بزيارة للسعودية, واول ما رشح عنها هو توقيعه لاتفاقيات عسكرية فقط معها بقيمة 460 مليار دولار!! هذا عدى عن الاتفاقيات بالمجالات الأخرى الغير عسكرية كالطاقة!! ..  نحن نعتقد بأن هذا المبلغ انما هو ثمناً لزج أميركا بالحرب اليمنية بشكل مباشر من اجل هزيمة ايران وروسيا هناك!! فكيف سيكون أثر هذه الخطوة على الثورة السورية؟؟..  بالواقع هناك احتمالان:

الأول: ان تزيد كل من ايران وروسيا من استثماراتهم بالحرب اليمنية لمواجهة الزيادة الأميركية, مما سيؤدي بالضرورة الى خفض استثماراتهم بالحرب السورية..مما سيؤدي ايضا لان تستثمر اميركا وحلفائها اكثر بالحرب السورية, من اجل تشتيت قدرات كل من ايران وروسيا وهذه من بديهيات الحنكة العسكرية … هنا بالحقيقة لا نستطيع ان نتكهن كيف سيتصرف كل طرف, لان زيادة الاستثمارات سيكون له اثار سلبية على كل من الداخل في روسيا وايران… فهنا سيكون لدينا ايضا احتمالان : الاول: ان تتصرف روسيا برعونة وتسير نحو حرب عالمية وتستخدم اسلحتها النووية, لانها ستكون محصورة بالزاوية وهذا اسوء الاحتمالات!! ولا نعرف هنا كيف ستكون التكهنات… الاحتمال الثاني هو ان تقر كل من روسيا وايران بالهزيمة, والبدئ بالتراجع عن مطامحهما الإقليمية والانكفاء للداخل .. وفي هذه الحالة نتوقع ان يهرب المجرم بشار الاسد وجنرالاته وعائلاتهم او انهم سينتحرون.

الاحتمال الثاني هو ان تنسحب كل من ايران وروسيا من الحرب اليمنية من اجل التركيز على الحرب في سوريا, وعندها سيطول امد الحرب السورية لعشرات السنين القادمة, وهذا اسوء الاحتمالات بالنسبة لسورية,.. ولكن بعد الانتصار في اليمن ايضا ستركز أميركا وحلفائها على سوريا, مما سينهي الحرب السورية بسرعة .. وهنا ايضا لا ندر كيف ستتصرف روسيا؟؟ ويمكن ان تلجأ الى نفس الاحتمال السابق, والنحو نحو حرب عالمية وتستخدم اسلحتها النووية, لانها ستكون ايضا محصورة بالزاوية, وهذا أسوأ الاحتمالات ولا نعرف هنا كيف ستكون التكهنات ايضاً

نحن تنتمنى ان تقتنع روسيا بأنها ليست دولة عظمى وتكتفي بالتنمية الداخلية والتي هي بأمس الحاجة لها ونفس الكلام ينطبق على إيران.

ملاحظة اخيرة: نحن ايضا نعتقد بأن هذا المبلغ الضخم من الاستثمارات هو ايضا ثمنا لمباركة اميركا لتولي ولي ولي العهد محمد بن سلمان الحكم خلفا لوالده, اي تغيير القاعد في التوريث من الاخوة الى الابناء .

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.