هل يمكن الحكم على رمز تاريخي كصلاح الدين الأيوبي بأنه كان ( حقيرا ) ؟؟؟!!!!

تناقلت وسائل الإعلام والاتصال والتواصل الفيسبوكي،هذا الحكم على صلاح الدين الأيوبي على لسان كاتب مصري رصين ومرموق يجمع بين الأدب والفلسفة بموهبة وابداع مميز مصريا وعربيا وهو الكاتب (يوسف زيدان ) صاحب الرواية الشهيرة (عزازيز ) …
أعرف يوسف زيدان منذ أكثر من حوالي عشرين عاما كقاص في القاهرة، وذلك في إحدى الندوات التي دعيت إليها، وكان يومها يحضر لأطروحة الماجستير بالفلسفة، ولفتني ولفت زملائي من الضيوف السوريين على مصر الحضور النابه لهذا الشاب حينها .تابعت حضوره الموهوب اللافت عن بعد ، حتى صدمني بقوله الأخير الذي لم أعلق عليه حتى شاهدته على التلفزيون اليوم متلفظا به مباشرة …
حاولت أن أفلب مصطلح (الحقارة) في ذهني ، فلم أجد في التاريخ شخصا يمكن أن يوصف بالحقارة إلا الشخصيات الأدبية الرمزية التي أراد لها صانعوها هذا الرمز التمثيلي، لأن هذا الوصف يحمل شحنات أخلاقية ووجدانية تبلع الصفات بلاغيا فيها الموصوف، فلا يمكن أن تصف بها أحد إلا إذا كان اسمها يثيرك مشاعريا من خلال حضورها الراهني كبيت الأسد مثلا لسباحتهم في الدم السوري وتدميرهم لسوريا….. أوصالح مسلم (القائد البيكيكي) الغادر الخائن أسديا للشعب السوري بكرده وعربه، وذكر مثاله لأنه راهني من قوم الأكراد الذين ينتمي لهم صلاح الدين الأيوبي …
أخونا يوسف زيدان يحكم بالحقارة على صلاح الدين الأيوبي لأنه أحرق مكتبة الحكمة في القاهرة بعد اسقاطه للفاطميين، ولأنه صفى الأسرة الفاطمية الحاكمة في مصرعن بكرة أبيهم، لكنه لم يذكر دوره في قتل (السهروري) وابادة حلب، حيث اعتقدت في البداية أن حملته ونقمته على صلاح الدين قبل أن أسمعه مباشرة، إنما يفسرها هواه الصوفي نحو المتصوف الفيلسوف العظيم السهروردي بعد زيارة له لضريحه في حلب، فاستيقظت مشاعره التصوفية المضادة ضد صلاح الدين الأيو بي، فاستيقظت في ذهن صاحبنا (زيدان ) لااهنيةى امتداد حقارة بيت الأسد وتدميرهم لسوريا وحلب منذ ذلك التاريخ !!! …
لكنه لم يأت (زيدان ) على تصفية السهرودي وقمع صلاح الدين لحلب، بل تحدث عن تصفية الفاطميين كما تفعل كل الانقلابات السياسية في تلك العصور بتصفية العائلة الحاكمة السابق مثلما فعل من قبل الأمويون والعياسيون وصولا لمحمد علي باشا وتصفية المماليك فيى مصر، حيث ستوقف الإمام محمد عبده عند ديكتا توريته ووحشيته لاحقا، لكنه لم يصفه أبدا بالحقارة،!!! بل وينطبق ذلك على نشأة كل الممالك العربية والإسلامية عبر التاريخ بما فيها الأيوبيون، الذين صفوا دولتهم ودمروا بلادهم بحروبهم الداخلية بين أخوة صلاح الدين وأبنائه وأحفاده، لتعود القدس إلي الصليبيين بعد اثنين وأربعين عاما من تحريرها حربا أم صلحا،، وذلك على يد الكامل حفيد صلاح الدين المنشغل بحروبه الأيوبية الداخلية على السلطة !ّ! ..
أما عن مكتبة دار الحكمة في القاهرة وحرق مليونين ونصف كتاب فيها، فإنني لا أصدق أحدا من المؤرخين العرب المسلمين سوى شيخنا العظيم ابن خلدون الذي تحدث عن حرق (غربلة) ايديولوجية كما يحدث حتى اليوم في النسق السياسي للاستبداد السياسي الشرقي والغربي، وربما لم تبلع هذه الكتب المحروقة العشرات التي نرفض وندين حرقها نحن الأحفاداليوم حتى ولو كانت كتابا واحدا …!!!
لقد حرقها صلاح الدين حسب ابن خلدون، لأنها كانت مكتبة (فاطمية ) بحتة، مغربلة عقائديا ومذهبيا وايديولوجيا، إذ كانت قد استبعدت من قبل كل كتب ( السنة والشيعة الإثنى عشرية و والاسماعيلية القرمطية ) المرفوضة فاطميا ….
لماذا هذا الحكم الأخلاقي الجائر غير العلمي من قبل صديقنا (يوسف زيدان ) على صلاح الد\ين ؟؟؟ وما هي الوظيفة الايديولجية الاسقاطية الراهنة التي يتغياها خطاب زيدان !!!
لا نظن أن هناك رغبة كردية سياسية في استقطاب كاتب مصري لا صلة له باستقطابات الأحزاب الكردية في سوريا والعراق، سيما أن اللاعب الأول في الاستقطاب الكردي اليوم هو استقطاب مالي دو لي يمثله (حزب البي كيكي – العلوي –التركي- العلماني الوثني على الطريقة الأسدية التي ترفض الرمزية الإسلامية لصلاح الدين الأيوبي في كل الأحوال..
كما نستبعداستقطاب الإعلام الرسمي المصري وتوظيفه ضد الأخوان من خلال المقارنات المضحكة للإعلام الأخواني أنه يراد من تشويه صورة صلاح الدين هو تشو يه صورة ( القائد الأخواني الدرويش مرسي!!!)، سيما وأن صديقنا زيدان أكبر ككاتب ومبدع من أن يخضع لمغريات الإعلام السلطوي، ومن ثم فإن فيلم (الناصر صلاح الدين )كان واضحا في خضوعه للوظيفة الايديولجية لزمنه، وهي المماهاة المجازية بين عبد الناصر وصلاح الدين ، حتى من خلال العنوان (الناصر صلاح الدين )، من قبل مخرج مصري (يوسف شاهين ) قومي يساري (مسيحي النشأة العائلية) ولا نظن أن علمانية وديموقراطية ومصرية الكاتب (زيدان ) تسمح له بمغازلة إيران) الثيوقراطية الديماغوجية الشعارية الشعبوية الفاشية من خلال الدفاع عن الفاطمية التي هي ليست الشيعية الإيرانية القومية الصقوية المستخدمة أمريكيا وإسرائيليا

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to هل يمكن الحكم على رمز تاريخي كصلاح الدين الأيوبي بأنه كان ( حقيرا ) ؟؟؟!!!!

  1. Dr Hussein Gharbieh says:

    لا افهم لماذا نقدس البشر ؟؟ هذا رأي الكاتب فيه وقد أعطى بعض المبررات التي دفعته الى هذا الوصف. انا الناقد فقد وصف عائلة الأسد بأبشع الاوصاف علما ان تقدم سوريا على كل الصعد لم يكن الا عن طريق علئلة الأسد وهذا حقك. اخيراً ما أودّ قوله هو عندما نقدس البشر نعطل العقل…. الانسان يخطئ

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.