التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي

عنوان هذا المقال هو قول لإبن تيمية عن جعفر بن المنصور أنه قال (التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي) و التقية – بفتح التاء و كسر القاف هى أن يُظهر الإنسان عكس ما يبطن.بإختصار التقية هى الكذب أو النفاق أو الإدعاء أو التظاهر بكلام أو مشاعر غير ما فى القلب.
لكننا ننبه من يمارسونها أننا في القرن الحادى و العشرين.لم يعد هناك مكان تمارسون فيه التقية أو تخفون فيه الحقيقة.لا سيما بعد أن فهمنا ما التقية من أبونا زكريا بطرس و الأخ رشيد فإنتبهنا لأمور لم نكن نعرفها و أدركنا أسباب سلوكيات لم نكن نفهمها.كنا نتساءل هل يكذب الشيخ بضمير مستريح؟هل ينافق المتدين؟ أين السماحة و الشعارات التى يتاجرون بها . لماذا تتغير لغتهم حسب نظام الحكم.توقفت الدهشة لما قرأنا فى كتبهم أن للكذب تشريع و رخصة تخدر الضمير لكى بالتقية يدارون على التقية.
و من مشهد حاضر فى الأذهان و هو سباب و تكفير و إزدراء الشيخ سالم لنا و لإيماننا يمكن أن نتبين المعني الحقيقى للتقية.
– سالم هذا بعد أن إرتكب جريمته على الهواء تلقى إتصالاً من الصحفي خالد صلاح لكي يتم إحتواء الأمر فطلب خالد صلاح من سالم أن يعتذر فكرر كلامه ببجاحة و أكد أنه لن يعتذرمبرراً تطرفه بأنه كان يفسر القرآن. متجاهلاً سبنا و الحكم علينا بالكفر و الهلاك فى الدنيا و الآخرة و فساد عقيدتنا و إزدراء العذراء مريم.فلما توالت الإتصالات من عدة قنوات أحس بخطورة تصريحاته فإبتدأ يقول أنا أعتذر (لو) أن تفسيرى أساء للمسيحيين.ثم تدرج الإعتذارفى قناة تالية بأنه يعتذر لأنه (قال عبارات كان ممكن يقولها) لكن بأقل حدة. ثم تقهقرفى قناة أخرى إلي أنه يعتذر للمسيحيين و نسى تبرير كلامه بأنه كان يفسر قرآنه. و لكي تتأكد تقية سالم فإنه في إتصال بالجزيرة مباشر منذ يومين أي بعد الضجة الكبيرة أعاد القول أن عقائدنا فاسدة.ثم لما سمع تصريحات وزير الأوقاف و مجمع البحوث بدأ هو يبحث فى القنوات لكي يتصل و يقول أنه ما كان يجب أن يفسر هكذا و يتعرض لشرائع الآخرين و أنه آسف.ثم رتب له اليوم السابع محكمة صحفية لكي يحكى عن أمجاده و تاريخه و نسي أن تاريخه يشهد بأنه كان يُدعى من خلال الهيئة القبطية الإنجيلية في ندوات في فنادق خمس نجوم (بشهادة الفقيه الدستورى نور فرحات) الذى طالبه برد ما كان يتقاضاه منهم و هو يتكلم عن سماحة الإسلام و إحترام ديانة المسيحيين .نسى سالم أنه الشيخ المعترض على إعتبار عيد الميلاد أجازة رسمية للمسيحيين ايام مبارك لما كان وكيل وزارة الأوقاف ثم كان يمجد النظام أيام مرسي و يفتخر أيامها أنه إخوانى ثم نسى أنه كان يذهب إلى رابعة مع أولاده و بأنه يدعى أن إعتصام رابعة سلمي .نسى أنه نسى فقال أنه إدعى تصريحاته السابقة لأن أولاده كانوا مهددين.ثم لما إنتشر فيديو المصلين يحتجون علي تكفيره لنا و عدم تهنئتنا و إعتراضهم عليه إدعى كذباً أنهم إخوان كانوا يريدون إغتياله مع أنهم يهتفون فى وجهه باطل باطل و لم يمسه أحد و لكنها التقية. و لكي تتأكد أن إعتذار سالم كان تقية فإنه في إتصال بالجزيرة مباشر منذ يومين أي بعد الضجة الكبيرة أعاد القول أن عقائدنا فاسدة و كرر تكفيرالمسيحيين و اليهود .
ثم يؤكد الداعية الداعشى بأنه لا يعني بالتكفير إستباحة دم الأقباط ؟مع أنه الشيخ الذى يعرف جيداً أن حكم الكافر فى الإسلام هو القتل و هذا هو سبب عدم تكفير داعش لكي لا يقتل المسلم أخيه المسلم الداعشى يعرف الشيخ ما عقوبة التكفير لكنها التقية التي أصبحنا نعرفها.
– وزير الأوقاف يمارس التقية هو أيضاً.فهو لم يتعرض لتفسير الشيخ و لكنه لام الشيخ لأنه لم يحسن تقدير التوقيت.يعني ممكن يسبنا و يكفرنا لكن فى وقت لاحق.ثم فى مكالمة لعمرو أديب قال أن سالم لم يراع فقه الأولويات.يعني ممكن يسبنا لكن ليس هذا هو الأمر الهام الآن فلندعه إلى حين آخر.ثم ببراعة يدعي أنه لن يرخص للشيخ بالصعود على أي منبر علماً بأنه لا يتحكم في ثلثى مساجد مصر و لا يملك سلطة على معظمها كما أن سالم لم يكن معه تصريح من الأوقاف اصلاً و هو يخطب سنوات عديدة علناً و معظم الشيوخ لا يحتاجون إلى تصريح منه بل يتحدونه و إسألوا برهامى.ثم فى اليوم التالى يتضامن عبد الله رشدى و هو أحد الداعشيين بالأزهر و يؤكد هذا الولد أن تفسير سالم صحيح و أنه يؤيده ثم ينشر تويتة تقارن بين المسيح عندنا و المسيح عندهم فيمارس وزير الأوقاف التقية من جديد و يصرح بأنه سيحول رشدى إلى عمل إدارى مؤقتاً لحين التحقيق معه؟ لكن التقية لا تقف هنا.يخرج وكيل الأوقاف الشيخ جابرطايع لكى يهدأ المتطرفين قائلاً أن رشدى تم تحويله لعمل إدارى بسبب مخالفات قديمة لكن هل تذكرها الوزير أمس؟ كان يظن وزير الأوقاف أننا سنسمع و نبلع كلامه و نسبح بحمده لكننا يا شيخ نعرف ما التقية عندكم الآن.كما أننا لا نعول عليكم كثيراً نحن نريد قانون عادل و مساواة حقيقية في الوطن و لا يهمنا ما تصرحون به.
– مجمع البحوث الإسلامية الذى يمثل الأزهر قال أن سالم يعبر عن رأى شخصي و لا يمثل رأى الأزهر؟ لاحظ أنه لم يعترض على رأى سالم فلا مانع أن الأشخاص يكفروننا و لكن ليس الهيئات مثل الأزهر؟ يعني حوائط الأزهر لا تكفرنا لكن الأشخاص في الأزهر مثل سالم و عبد الله رشدى و 60 ألف مدرس بالأزهر ممكن يكفرونا.لهذا يكمل المجمع كلامه بأن الأزهر لا يكفر أحداً لكي يطمئن الدواعش المؤمنين.ثم يهيب (كلمة ليس لها معني) المجمع بالمتحدثين أن يلتزموا بقيم الإسلام و ها هو سالم طائعاً يلتزم برخصة من رخص الإسلام وقيمه وهى تكفيرنا ثم الإعتذار بتقية الإسلام .
– وائل الإبراشي يستنطق الشيخ أن يعتذر ليتكفل هو ببقية التقية علينا ثم بعد حوار و جهد يملي عليه كلمة الإعتذار و يوصه أن يكتب بيان إعتذار لكي يمر الأمر بسلام فوعده الشيخ و بدأ وائل يحدثنا أن سالم رجل وسطي و كفاية إنه إعتذر فهل هذا تصريح بالإزدراء ثم الإعتذار؟ و لماذا لم يقبلوا إعتذار أطفال كانوا يزدرون داعش؟و حكموا بحبسهم فهربوا إلى وطن يحمي الأطفال.
– ثم خرجت علينا جبهة مجهولة تسمى الجبهة الوسطية و إدعت أنها تضم بين أعضاءها مسيحيين و أنها تتضامن مع سالم و أشكاله.و أن إتهامه بالإزدراء سيفتح باب الفتن؟ فلماذا لم يفتح إزدراء أطفال المنيا هذا الباب أو إزدراء فاطمة ناعوت وإسلام البحيرى .لماذا فقط محاسبة سالم على الإزدراء يفتح باب الفتن؟ ثم ما هذه الجبهة الوسطية؟هل هي جبهة النصرة؟من أعضاءها.هل هم تنظيم سرى يرأسه سالم و رشدى؟ نريد أن نعرف ما هذه الجبهة حتي نجابهها أم هى تقية إعلامية لتهديد و تخويف الأقباط؟
– التقية لخداع القاصرات و إختطاف الأحداث فإحذروها.التقية هى الفخ الذى في المادة الثانية بالدستور.لكن لكل تمام رأيت منتهى.
– خلاصة الأمر أن التقية لم يعد لها داع فى زمننا هذا.كونوا أكثر صدقاً مع أنفسكم و مع القيم و الناس حتى تنالوا المدح الذى يستحقه الصادقون.إعلموا أنكم لا تخدعون سوى أنفسكم بهذه التقية.لذلك كفوا عن القبلات الخادعة و التمثيل علينا قدام الشاشات ثم قتلنا و التمثيل بنا خارج الشاشات.كفوا عن تصريحات أنتم أول من يعرفون أنها تقية أو قولوها بإسمها أنها كذب و نفاق.
– المسيح يخاطب كل العالم مسيحيين و غيرهم.أن يكون كلامه فى أعمالنا واضحاً.لا نقبل الكذب و لا نمارسه بكل أشكاله.و لا نترك الضمير يستريح لخداع أحد بل ينتبه أن الخداع هو من إبليس.لا نكن عثرة للعالم بل نوراً له فيتعلم العالم الصدق و النقاء.لا يخلص الحملان أن يصبحوا ذئاباً بل أن يعيشوا مع الراعى الصالح.
– مسيحنا المحب للجميع لم ينتقد أحداً بقدر إدانته للرياء المتمثل في الكتبة و الفريسيين.مسيحنا المحب للخطاة جميعهم رفض قبلة الخداع من يهوذا الذى خانه موبخاً له قائلاً أبقبلة تسلم إبن الإنسان. مسيحنا هو الذى يُعلم أن لا تخرج من الأفواه كلمة بطالة و أن الإنسان سيُعط عن كل كلمة تخرج من الفم حساباً.فالكلام لا يتبخر فى الهواء بل يصل إلى عرش الله و ينتظر يوم الدينونة.مسيحنا يعلمنا الحق لأنه الحق .الحق هو خصم للكذب لذلك يسمي إبليس الكذاب و أبو كل كذاب فلا يسع أحد للكذب بأى مسمى حتى لا يصير إبناً لإبليس.بل يتبع الحق فيكون إبناً للحق الذى هو المسيح فإسمعوا لمسيحنا الذى مات لأجل خلاص الكل و خلاصكم أيضاً.

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

2 Responses to التَّقِيَّةُ دِينِي وَدِينُ آبَائِي

  1. س . السندي says:

    ١: من الاخر لكل ذي عقل وضمير {من يؤمنون بدين يدعو للتقية فدينهم ليس إلا دين الشياطين} ؟

    ٢: وهو كذالك والدليل أن معظم أقوال وأعمال إلهه الاسلام هى نفسها أقوال وأقوال الشياطين ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    ما يعوز المسلمين اليوم ليس فقط شلالات المعرفة بل الشجاعة لقول الحقيقة ، وهذا لن يتأتى ألا بظمائر صحية وسلمية ، سلام ؟

  2. جابر says:

    لا تقل شيوخ الاسلام بل قل شيوخ الظلام الاٍرهاب باق طالما الأزهر باق ويتم تخريج شيوخ الدجل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.