الأسقف الحبيب و المعمودية الواحدة

كما أن المعمودية الواحدة ولادة جديدة للإنسان فهى الأمل لولادة الوحدة بيننا و بين شقيقتنا الكنيسة الكاثوليكية .ليس سر المعمودية موضوعاً للجدل و التناحر.الجميع يعرف ما الفرق بين المعمودية في كنيستنا و المعمودية في الكنيسة الكاثوليكية.يعرفون أن سر الميرون ليس ملازما لسر المعمودية كما هو عندنا.يعرفون أن شرط السن للتعميد هو شرط غير موجود فى كنيستنا.يعرفون أن الإيمان النيقاوى هو الصيغة التى يجب أن تكون صيغة الإيمان لقبول المعمودية .و أن الكنيسة الكاثوليكية لديها صيغة مضاف إليها ما هو غير موجود فى قانون الإيمان المتفق عليه من كنائس العالم في مجمع نيقية.يعرفون أن التغطيس معني عقيدياً أساسيا في المعمودية و قد لا تلتزم به الكنيسة الكاثوليكية في طقسها .كل هذا يمكن التوصل إلى حل بشأنه بالحوار. و رغم هذا فأباؤنا الأساقفة يعرفون أن كثيراً منهم لا يكررون معمودية أي كاثوليكي ينضم لكنيستنا ليتزوج أرثوذكسياً و يعرفون أن الكنيسة عندئذ تكتفي بمنحه سر الميرون و لا تكرر معموديته خصوصاً في بلاد المهجر.ليس هذا أمراً جديداً بل هو متداول منذ حبرية المتنيح البابا شنودة.
آباؤنا الأساقفة يعرفون كل هذا و يعرفون أن الفروق في سر المعمودية تحديداً يسهل جداً التباحث للتوصل إلى صيغة متفق عليها بين الكنيستين.يعرفون ما وصل إليه الحوار و يعرفون أن الإتفاق كان وشيكاً.و نحن نعرف أن تشدد البعض منهم هو لحفظ الإيمان و مرونة البعض منهم لازم للحوار فلا نحن ضد التمسك بإيماننا و لا ضد المرونة في الحوار.لكننا ضد النغمات الشاذة.
لقد كانت تصريحات نيافة الأنبا أغاثون أسقف مغاغة و العدوة لغة غريبة على مسامعنا و على كنيستنا.مهما خلصت نواياه و برأت مقاصده. ستكون سابقة لأول أسقف يهاجم البطريرك و يتهمه في عصرنا الحالى.ستظل نبرته فى الحديث فى الإعلام و ترويج معلومات لم يثبت صحتها – حتى الآن – نبرة منبوذة تفرق حتى داخل كنيستنا .تصريحه بأنه توجد وثائق بشأن توحيد المعمودية و أن الوثائق لم تعرض على المجمع هو إنشقاق فى اللغة و المحبة و التواصل داخل المجمع.تصريحاته بأن السر بشأن الوثائق دفين بين البابا و بين الأنبا روفائيل تشوش ضمائرنا.إن كان سر بينهما فكيف علمت به ؟ هل إقتنعت بما نشرته الصحف عن غير المعتبرين أصحاب شأن في الكنيستين؟ تصريحاتك بأنه ليس من حق البابا التوقيع علي الصيغ الإيمانية إلا بعد الرجوع للمجمع صحيحة لكن لما تأتى في معرض كلام فيه إتهام تؤخذ بصيغة التحدى حتى و لو كان بحسن نية.
أبى الأسقف لست أقلل من جهودك التى أعرفها و لا يمكن لخطأ أن يمحو تعبك طوال سنين عامرة بالجهاد الروحى.لست ضدك و لا أحب لأحد أن يكون ضدك فقط أحببت أن أذكرك بأن تصريحاتك هى التي ضد تعبك الذى تتعبه.إتهاماتك هى التى ضدك و ليس أحد آخر.أنت الرجل المبارك الذى يعرف كيف أن كلام الأسقف يجب أن يوزن بميزان الذهب.إذ وضعت شعب أيبارشيتك بين خيارين إما أن يقتنع بما قلت و تتأثر محبته و ثقته بأبينا البطريرك في كنيستنا و إما لا يقتنع بما قلته بشأن الوثائق و تتأثر ثقته و محبته فيك شخصياً فلماذا تعقد الأمور هكذا؟ صرح البابا في زيارته لأحد الكنائس في إيطاليا عكس تصريحاتك فما الموقف الآن؟
أنت اسقف يا أبانا و لست مثلنا إنساناً بسيطاً يحق له التصريح بما فى عقله و قلبه دون حسابات.أنت أسقف و عضو فى المجمع و يحق لك أن تطلب مع آخرين جلسة مجمعية ولو على مستوى مقررى اللجان. تناقشوا فيها ما شئتم بعيداً عن الإعلام.نحن نعرف أنكم تختلفون و تتفقون و تقتلون النقاط بحثا في المجمع فما بالك لجأت إلى الإعلام الذى لا يصبح بديلاً لمناقشاتكم و لا هو منبركم و لا هو فى صالح الكنيسة.مكانكم مجمعكم قولوا فيه ما شئتم و أنتم بالفعل تفعلون هذا فلماذا تسرعت و لم تنتظر.
سأفترض أنه توجد وثائق كانت تنتظر التوقيع .سأفترض أنها لم تعرض على الجميع.سأفترض حتي أنها وقعت بالفعل ثم إختفت ,سأفترض ما شئت أن تفترضه . و بعد كل الإفتراضات الممكنة و غير الممكنة أقول : هل هذا كله لا توجد له وسيلة مجمعية لمناقشته و محاسبة من يتصرف هكذا؟ أنا مثلك أعرف أنه توجد وسائل كثيرة بهذا الشأن.فلماذا تعجلت تصريحاتك؟ أنت الرجل الذى له الكثير من الحنكة و الجهاد الروحى و الثمر منذ كنت خادما بالكويت فلماذا لجأت للكلام العلنى فى شأن لا يجمع القلوب معاً و في وقت تمر فيه كنيستنا بأمواج الإضطهاد و التكفير.
أنا أعرف أن البابا حزين و أن سفره تاركاً بابا روما في مصر هو سفر الألم من أوضاع كثيرة.فلماذا تزيد أوجاعه و أنت الذى يحمل معه و يشاركه المسئولية.هل صعب عليك أن تتصل به؟ أليس لديك رقمه؟ أما كان يجب أن تفعل هذا و أن تمتنع عن التصريح بأمور لم تثبت بعد. و لو ثبتت فهي تعني خطورة شديدة تستلزم الحرص في معالجتها بطرق تليق بعراقة كنيستنا و أصالتها فى معالجة الأمور التي تحفظ دائماً وحدانية القلب .لقد نشرت مذكرتك الروحية عن المعمودية فى المجامع و نشكرك على توعيتنا فى إيماننا.كان يجب أن تكتفى بهذا فهى رسالة موجهة يعرفها البابا و الأساقفة جميعاً و كل من يدرك توقيتها و موضوعها و هدفها .فى كل هذا لا يمكن لأحد أن يلومك.لكن اللجوء للإعلام لم يسهم فى تثبيت إيماننا حسبما أردت بل هو بكل أسف و أسى كلام من رتبة كبيرة يمكن أن يستغله عدو الخير فى زعزعة الثقة فى بطريركنا.هذا لا يثبت لا الإيمان و لا المحبة.و بطريركنا يعرف مثلك شروط المعمودية و كذلك الأنبا روفائيل.
أنت يا اسقف كنيستنا المبارك أخذت معلوماتك من الموقع الخاص بالكنيسة الكاثوليكية و ليس من مصدره المتاح لك كأسقف أكثر مما هو متاح للآخرين.أنت علمتنا الحكمة فى الكلام فكان هذا بالضبط ما تحتاجه في تلك التصريحات الخطيرة.
أرجو لو أن المجمع الذى نيافتكم واحد منه أن تتخذوا قراراً بمنع الجميع من التعامل مع الصحف و وسائل الإعلام و تتفرغوا لما رسمتم من أجله.و ليكن لكل إيبارشية متحدث يراجع ما سيعلنه مع مسئول إعلامي محترف يتحدث بإسم الكنيسة كلها.و لا يعط فرصة لأحد لأن يتصيد الكنيسة .ما رأيكم؟
أخيراً أصلى لمسيح الكنيسة الجامعة الرسولية لأجل تعضيد كنيستنا و بالروح القدس يؤازر كل عمل و حوار و فكر و محبة تصير إلى الوحدانية .و اصلي لأجل بطريركنا أن يعينه بكل حكمة و قوة.و أصلي لأجل أساقفتنا و لأجلك أبى الأسقف لكي نتجاوز كل ما لا يبنى و نعود للقلب الواحد ننغمس فى ربح النفوس لمجد المسيح الإبن مخلص العالم.
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.