هل قايضت تركيا حلب بالباب ..؟؟؟.!!!

إعلاميون سوريون مع الثورة السورية كنا نظنهم شرفاء… يشككون بصدق ونزاهة الموقف التركي نحو الثورة السورية، دون أن نعرف لمصلحة من هذا التشكيك وطنيا وعربيا أو إسلاميا ودوليا ……؟؟!!!
كتب أحد الشباب الإعلاميين الذين كنا نظنهم أقرب إلى الثورة السورية الشعبية من المعارضة (المسبقة الصنع ) التي توجت رئاستها بشهبندر تجار المعارضة (رياض سيف)، شريك شيخ سوق الحميدية ( معاذ الحسيني)، وفق الاتفاق بين الاثنين ( سيف والخطيب ) مع علي مملوك للسماح لهما بالخروج من دمشق مقابل الترويج للمصالحة مع الأسد، وإقامة حكومة إئتلافية في ظل رئاسة الأسد ….وليكذب الاثنان ( سيف وخطيب) ادعاءنا هذا حول ما نعلنه عن تواطئهما النذل مع النظام الأسدي، بغطاء دولي ولهما في رقبتنا اعتذار إذا ما شككوا بصحة استنتاجاتنا هذه ….!!!…
لم تكن صفقة (ممثلي تجار السوق “سيف” ودين السوق “الخطيب) ” مفاجأة لنا، لأن هذه الصفقة تمثل التاريخ الدمشقي بعد بنائها الخالد على أنقاض الروم والفرس …
لكن المفاجيء بالأمر هذه الحملة على تركيا أردوغان الذي لم يفعل في انتخاباته الدستورية حول النظام الرئاسي أو البرلماني سوى انه فضل النموذج الديموقراطي الأمريكي والفرنسي على النموذج البريطاني ……
كان يمكن أن نفهم ونفسر هذه الحملة على تركيا من بعص المعارضين السوريين، لكون تركيا تحابي (الأخوان المسلمين ) الذين تدعمهم وتمولهم مباشرة قطر، ولكن لا تسمع كلمة نقد واحدة ضد (قطر الدفيعة ماليا وفق الأوامر الأمريكية) حسب تفسير الأمريكيين أنفسهم، ما دامت مكلفة ومدعومة أمريكيا لقيادة العالم العربي ليس المعارضة السورية فحسب، بل (بما فيها السعودية ومصر) بل والعالم الاسلامي الذي لا يسمح لهم جميعا، بتقديم أي معونة للشعب السوري إلاعن طريق ( سيادي قطري أمريكي) بتوقيع رسمي أمريكي، وكأن أمريكا تريد أن توحي للعرب والمسلمين أن المستقبل الديموقراطي الوحيد الذي تريده أمريكا للعرب والمسلمين هو( الطريق القطري) المكلف بإدارته مع العالم العربي مكتب واحد …مشكل من خمسة موظفين قي الخارجية الأمريكية ، يقوم جوهر فلسقته على قتل الأب منذ قتل الملك السعودي فيصل عائليا …ومن ثم قتل الأب القطري السابق !!!.
نحن لسنا مع الأخوان، وقد انتقدنا أكثر من مرة الموقف التركي المحابي والمحتوي للموقف الأخواني، ونحن لا نريد كمستفلين أن نحابى ونحتوى دوليا لا كعلمانيين كما أرادلنا الروس، ولا كإسلاميين أخوانيين كما تريد تركيا …. لكن بكل إخلاص بغض النظر عن انحيازاتنا الفكرية والسياسية، لا نشك للحظة واحدة أن تركيا تبيع حلب مقابل الباب!!!
ليس لأن تركيا حريصة على حلب لكونها الأعرق في التاريخ الانساني، بل لأنا لا نظن أن الروس أكثر ذكاء بالتجارة كماوصفهم مؤسس دولتهم (لينين ) أنهم آسيويون جشعون أغبياء…سيما أن الروس لا يراهنون جديا على أي مستقبل استراتيجي مع حلب، في حين أن كل استراتيجيات التاريخ والحغرافيا تدعم الموقف التركي في معرفتهم أن حلب لا يمكن مبادلتها مع الباب (البلدة القرية) فتلك إذن قسمة ضيزى!!!! إن صح أن الأتراك لهم أطماعهم في الأراضي السورية وفق الدعاية الأسدية والإيرانية !!! حيث تأتي هذه الأراء من بعض السوريين وكأن لا مصلحة سياسية أو استراتيجية بها إلا للأسدية والملتية والبوتينية، أي أراء تعرض نفسها للبيع بسوق النخاسة!!! لأننا كسوريين لم نجد حتى اليوم أبة جهة عربية أوإسلامية أكثر نزاهة وصدقا في دعم ثورتنا من تركيا أردوعان رغم ملاحظاتنا الكثيرة على أن التضامن
( التركي –الأخواني ) غير العقلاني و وغيرالمدني الحديث الذي ينبغي أن يكون قائما على المصالح المتبادلة مع الجميع، وليس على مبدأ العصبيات (الخلدونية الدموية أو العقدية ) التي كشفها وفضح (قروسطيتها ) المتاخرة منذ ثمانية قرون، أي غير القائمة على استراتيجيات مدنية حداثية وعصرية وفق منطق عالمنا الراهن منذ القرن الثامن عاشر (اتفاقية ويستفاليا )، وليس على أسس ايديولوجيبة وعقائدية عتيقة مفوتة ومتقادمة سقطت نهائيا بسقوط الاشتراكية السوفيتية الستالينية …ولات حين مناص ………

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.