الحمدالله على نعمة اللا عقل..

انظر الى سماء واشنطن اليوم مع بداية فصل الربيع لأراها مليئة بأسراب البط و الوز و البجع العائد الى المياه الدافئة ، قادمين من الجنوب و الشرق و الغرب من دون الحاجة الى الوقوف طوابير على أبواب السفارات للحصول على تأشيرات دخول ، و لا عالقين خلف أسوار الحدود بانتظار مرشد او دليل يدخلهم الى ارض ما اعتقدنا انها ارض الأحلام ، غير محتسبين لشرطي مزاجي يعيق دخولهم ، و غير منتظرين رحمة مهرّب يسرق منهم حلالهم ليعيشوا كما أراد لهم الله ان يعيشو..

لا مجلس أمن عفن متسلّط على رقابهم ، و لا قرارات دولية تتحكَّم بمصائرهم .. عابرين كل الحدود المرسومة جماعات ملوّنة لا طوائف و لا ملل تجمعهم، متناسقين تحت أوامر الغريزة الإلهية التي خطًّت لهم صراطهم من دون لعق لحذاء عسكري ، و من دون تأليه لديكتاتور جاثماً على رقابهم..

سائرين على هدى الرحمن من دون تهمة ارهاب مُسَلَّطة على رقابهم، و من دون حساب لما سيحمله لهم يوم الغد من فواتير و ضرائب ، فلا المال له بحسابهم شيء يذكر ، و لا للديون لها حصة من ساعات نومهم..

هي الحرية .. هي الانعتاق من سلاسل القوي .. هي الطمأنينة و راحة البال .. هي الأمان و الامن .. هي النعمة التي وهبنا إياها الخالق و بددناها بطعمنا و جشعنا و نظرتنا المادية للاشياء ..

انظر اليوم الى الارض من عيون احد تلك الطيور ، أراقب البشر المتناحرين المتقاتلين المتضاربين الواهمين المعذبين .. انظر الى البشر الذين اصطفاهم الرب واعطاهم نعمة العقل ، و أقول بلسان احد البجع :
الحمدالله على نعمة اللا عقل..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.