ما قبل حوار الأديان

لكل فكر بنيان يتغلغله.مثل العمود الفقرى للإنسان هكذا للفكر نفس العمود الفقرى. يسميه الباحثون الأيديولوجية و يسميه الأكاديميون – فلسفة الكتاب- و أما العرب فيسمونها بالعربية – المنهجية – و هذا المقال يناقش المنهجية في الإسلام و لا يتعرض للنصوص فى القرآن.فلها من هو متخصص. هدف هذا المقال القصير هو إكتشاف بنيان أو منهجية كتاب الإسلام. المنهج أن تعرف فكر المؤلف.ما يؤيده و ما يعارضه.ماذا يريد أن يقول و ما يريد أن يصل إليه القارئ.
قبل أن تفكر في التحاور بين الأديان يجب أن تجد أرضاً مشتركة.و لكى تجدها عليك أن تفهم الآخر.ما الفكر الذى يحكمه؟ماذا لديه من ثمار هذا الفكر.هل لديه ما هو واضح مقطوع به لكي تتفق معه و لو على جزء مما يقول. هل ستتحاور مع من ليس عنده سوى أن يتصادم لأن كتابه يأمره بذلك؟ إن بداية المشكلة في منهجية الإسلام .إن المؤلف لا يعرف ماذا يريد.هو مؤلف غير مستقر الفكر.يقول الرأي فتظنه يؤيده ثم يقول عكسه فتظن أنه يعارضه ثم يعود للرأي الأول لتتوه و لا تعرف ماذا في عقل هذا المؤلف.لنتأمل قليلاً من التفاصيل.
الفكر فى الإسلام هجومى تصادمي و ليس تصالحى:.هو يتصادم حتى مع نفسه بالناسخ و المنسوخ .هو يهاجم قطاعات عديدة.يهاجم من يشاركه الرأي لكن لا يشاركه الوسيلة.و يهاجم من يخالفه الرأي حتى لو شاركه الوسيلة.و يهاجم من لا يقبل الرأي أصلاً.أو ينتقده.ثم يهاجم من ليس رأي مطلقاً.يهاجم من هادنهم في بدايته و يهاجم من قويت شوكته عليهم بعد ذلك؟ يظل يهاجم و يصنع عداوات مع المؤمنين بالمسيح و مع المصدقين بشريعة موسى النبي و مع المرأة و مع من يخرج عن نصرته و مع الأمم الأخري يهاجم حتى الكلب الأسود .بينما تجده يتصالح مع شخص واحد على طول الخط يؤيد ما يؤيده و يعارض ما يعارضه و يتبدل معه كلما تبدل. هذا الشخص الوحيد الذى تصالح معه القرآن و هو محمد رسول و رجل الإسلام الوحيد الذى حاز قبول القرآن.هذا هو العمود الفقرى في فكر القرآن بينما كان يجب أن يكون الله هو الشخصية الرئيسية في كتاب يقول أنه سماوى.
الفكر في القرآن متقطع الأوصال: ,لا يمكنك أن تتبع خيطاً إلي نهايته.لا يوجد فكر يتواصل حتي يتكون رأياً شاملاً عنه,ستجد القرآن يأخذ فكرة و يتبناها قليلاً ثم ينقلب عليها أو تنقطع فلا تعود تراها .هذا المؤلف الذى ينسي ما يتحدث عنه ليس لديه شمولية الفكرة.هو يستقطع من هنا و هناك و يجتزئ أحداثاً و يترك بقيتها. القيم في القرآن خالية من معانيها .فهى تارة محبذة و تارة منبوذة و القصص التي في القرآن لا تتفق مع القيم التي يقال أنها في القرآن و الوصايا التي ينادى بها تناقض القيم التي يدعيها. فحتى عن القيم سنعجز عن الحوار. القيم كالقصص كالفكرة في القرآن لا تكتمل.هذا الفكر المتقلقل لا يساعد أحد على الفهم.قدموا لنا قيمكم يا أخوتنا المسلمين حتى نعرفها فقط كونوا واثقين أنها متفق عليها بينكم.و أنها واضحة لم تنكسر بين طيات كتابكم.
القرآن أحادى التفكير:.أي أن الفكر فيه من رأس صاحبه ليست له مرجعية و لا له مقدمة تفسيرية و لا شهود لأحداثه.حتي لو خالف التفكير العام و التاريخ العام و العلم العام و اللغة العامة.حتي لو خالف الأسماء التي يعرفها الناس و الأماكن التي يعرفها الناس.هو يريد أن يقول عليكم أن تصدقوا فكري و ليس عليكم أن تفكروا بعدى و لا معي و لا قبلي.ليس لكم أن تسألوا.لذلك تجد أسماء أنبياء بنطق غير ما نعرفه و بينهم أشخاصا غير موجودين في الواقع و أهلا لكهف لا يوجد و رجل بقرنين لا يوجد و سماوات سبع غير موجودة. كلها فقط موجودة في رأس صاحبها وحده.يحكي عن دينه دون دليل و يكذب دين الآخرين دون دليل ثم إذا طالبناهم بالمرجعيات أو الدليل طالبونا أن نؤمن بغير تفكير؟
الثقة في مؤلف القرآن غير واضحة المعالم: لذلك هو يلح على الجميع أن يصدقوه بالترغيب حيناً و بالترهيب في معظم الأحيان يضع عقوبات على من يكذبه أو يشكك في كلامه أو يخضع المنطق لرواياته.و لكي يبدو صادقاً فهو يكذب ما هو صادق في كتب الآخرين و ربما لما شجع على قتالهم كان يظن أنه يقتل الفكر الآخر إذا قتل المكذبين له.و ربما لما غًير ما قاله في بداية كتابه كان يسترضي أناس بعينهم لكي يصدقوه فيكسب قوة تؤيده و يتشجع بهم فيما بعد فيقتل من يكذبه.و لأنه لا يثق في نفسه يمتدح نفسه جداً بينما كان يجب أن ينال المدح ممن يصدق فكره.و لأنه لا يثق في فكره لا يشجع لا علي الحوار و لا الأسئلة. هو مستعد أن يحكي من نفسه عن نفسه و على من يسمعه أن يصدق بدون دليل.و من لا يصدق يقتل و من يصدق و يبدل ما صدقه يقتل .الحوار عنده هو أن تصدق بغير تفكير فكيف سنتحاور و مسيحيتنا تعلمنا التفكير و حرية الإيمان و قيمة الإنسان العظيمة عند خالقه.
لذلك لا نتعجب لو هاجم الإسلام المسيحيين .لا نتعجب لو أن الإسلام هاجم المجددين أو المفكرين أو الأدباء أو الفنانين أو الباحثين. فمنهجه هجومى فى ذاته.هو منذ نشأته يهاجم الجميع فليس في الأمر جديداً.لهذا كله لا نتعجب حين يقف شيخ الأزهر في مؤتمر حوار الأديان و يهاجم البلدان و التاريخ و المختلفين و المجددين و يزيف الوقائع فهذا ليس غريباً بل متسقاً مع منهج كتابه فليس فى الإسلام حوار.الإسلام هجومى و السيف أداته منذ نشأته فهل ننتظر منه مصالحة؟ لو كان لديه مبادئ حوار كنا سنتفهم كيف سنتحاور.لو قدم قيماً و قواسم مشتركة كنا سنكتشف أن هناك شيئاً يجمع الإنسانية في ذلك الكتاب.لو قدم حتى ترحيباً بالحوار بأدب إنساني رفيع كنا نقول هناك رجاء في الحوار.لكنه هاجم الجميع فقط.
إذا حاورت أحد في الإسلام فهذا هجوم على الإسلام له ضريبة يعرفها الناس جميعاً. و إذا هاجمت فكرة فى الإسلام فقد هاجمت نبيهم محمد لأن الإسلام و محمد عند كثير من المسلمين هما واحد. الحوار هجوم و كل هجوم إزدراء و كل إزدراء كفر و كل كفر عقوبته القتل.و إن كان للإسلام صدر رحب يسمح بالإختلاف فإسمحوا لى إذن أن أختلف عنكم و معكم و أرونى سماحة الإسلام.إن كان الإسلام يدعو للفكر فجاوبونى بالفكر .إن كان لديكم في كتابكم موضوع مكتمل من غير تناقض فقدموه لكي نفهم ما خفى عنا.إن كان لكتابكم مرجعية سبقته فأخرجوها لنا.إن كان فى قرآنكم قتل و تقطيع أوصال فقولوا لنا أنكم تبشرون الناس بالموت و لا تخدعون أنفسكم بالحديث عن حوار الأديان فليس بين الموت و الحياة حوار.
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.