قراءة عن المعلن و المخفي في الأغتيالات

الأغتيال .. يحجر على الصوت ، ولكنه لا يخرس الفكر ما دامت كلماته لها صدى / كاتب المقال
المقدمة :
شهدت الخليقة منذ بداية بشائرها أول عملية قتل مدبرة وهي عندما قتل قايين أخاه هابيل ، ويقال لأن تقدمة الثاني لله كانت أفضل من الأول ( .. قام كلٌّ منهما بتقديم ذبيحةٍ ” قرابين ” إلى الله ، ولكنَّ ذبيحة هابيل فقط هي التي قُبِلَت ، بينما لم تلقَ ذبيحة قايين قبولا . بدافعٍ من غَيرته ، قتل قايين أخاه ، لكنّه لم يتمكّن من إخفاء عار جريمته عن الله . إنّ السؤال المطروح الأكثر أهميّة في هذه القصّة هو لماذا قُبِلَت ذبيحة هابيل في حين لم تُقبَل ذبيحة قايين . يرى كثيرون أنّ السرّ يكمن في الاختلاف الموجود في شخصيّة الأخوَين . يقول كتاب التوراة في تفسيره ، إنّ السبب كان الفرق بين الذبيحتين المقدَّمتَين. قدّم قايين من ‘ أثمار الأرض’ أيّ ” فاكهةً وخضارًا ” في حين قدّم هابيل من ‘‘أبكار غنمه وسِمانِها’’.. ) / نقل عن موقع الأنجيل بالعربي . ومن هنا بدأ أسلوب القتل في التأريخ ، وقد تنوعت أساليب القتل فمنه من كان علنا ومنه من كان مدبرا خفية ، ويقول الدكتور إسماعيل شندي في كتابه ” قَتْلُ الغِيِلَةِ (الاغتيال) وموقفُ الفقهِ الإسلاميّ منه –دراسة مقارنة ( .. وقد يحدث القتل جهاراً أمام أعين الناس ، أو سراً على وجه الخديعة والتحَيُّل ، وهو المسمَّى بقتل ” الغيلة ” أو ” الاغتيال ” .. ) ، وقد أعتبرت قتل قايين لهابيل أغتيالا لأن قايين حاك خيوط تدبيرها سرا وقتله في غفلة ، وفي بحثي المختصر سأتعرض الى الأغتيال ، المحاك له سرا .
النص :
أولا دعنا ، نتعرف نحوا وصرفا على كلمة أغتيال ، اِغتالَ : ( فعل ) ، اغتالَ يغتال ، اغْتلْ ، اغتيالاً ، فهو مغتال ، والمفعول مغتال ، اغتال الشَّخصَ قتَله على غفلة منه ، ويكثر استعماله في القتل لأسباب سياسيّة ، كأغتال خصومَه بالقتل ، اغْتَالَهُ : أَخذه من حيثُ لا يدري ، فأَهلكه ، اِغتيال: ( اسم ) و اِغتيال : مصدر إِغتالَ / نقل من قاموس المعاني . * التأريخ يحدثنا أن الأغتيال مدرسة الجبناء والضعفاء ، لأنهم يلجأون الى هذا النهج عندما يخفقون في أسكات الفرد بالجدل والحوار ، ويفشلون في أقناعه نقاشا ، فيلجأون الى أغتياله لأسكاته كليا لسانا وجسدا ، وفي واقعة فلسفية من العهد الأغريقي ، أراها نوعا من الأغتيال بالسم ، ولكن الفرق بأن المغتال يتناول السم طوعا ، يفضل ” سقراط ” / فيلسوف وحكيم يوناني (469 ق.م – 399 ق.م ) ، الموت سما بطريق تراجيدية لا مثيل لها ، من أجل أثبات الكلمة وقتل الخوف والنأي عن جبن الهروب ، ولكي يخلد أسمه فارسا وبيرقا للفلسفة والحكمة ، وتعبر واقعة تناول السم طوعا من قبل ” سقراط ” عن مفهوما فلسفيا أخرا للموت غير متعارف عليه في الوقت الحاضر ، وهذا يتبين لنا من خلال أخر حديث بين سقراط و كريتو ( تحدث “سقراط” إلى “كريتو” قائلاً : “أنا مدين إلى ” أسكليبوس” رجاءً لا تنس أن تدفع له هذا الدين” أسكليبوس” / إله الطب عند الإغريق ، ومن المحتمل أن الكلمات الأخيرة لـ”سقراط” كانت تعني أن الموت هو شفاء للروح وتحررها من الجسد .. ) / نقلت من الويكيبيديا . أن سقراط عاش فيلسوفا ومات فيلسوفا وكانت طريقة موته فلسفية أيضا ، ( .. وحقيقة فإن الخوف من الموت لم يثني سقراط عن فلسفته الأخلاقية وسعيه لحث الآخرين على التفكير والتفاعل مع ما حولهم من المعاني والموجودات تفاعلاً منشأه الأخلاق ، فقد كان متفلسفاً إلى آخر رمق في حياته .. ) / نقل بتصرف من مقال بعنوان ، هكذا مات سقراط الحكيم : المبادئ والأخلاق بقلم – كمال بشير عمران ، منشور في موقع أهلا بالعربي . * أما العهد الروماني فشهد أعظم حادثة أغتيال في تأريخه ، وهي أغتيال يوليوس قيصر/ جنرال وقائد وكاتب روماني ولد عام 13 يوليو 100 ق.م وتوفي عام 15 مارس 44 ق.م وهو أول من أطلق على نفسه لقب إمبراطور ، قد سبب الأغتيال لأعتبارات سياسية ، منها التفرد بالحكم ، هذه الواقعة كانت ممزوجة بالخيانة من قبل أقرب المقربين وهو ” بروتس ” ، يقال أنه أبنه غير الشرعي ، وصرخ قيصر بوجهه حين طعنه ” حتى أنت يا بروتس ” ، لتصبح أعظم و أشهر مقولة لخيانة الأقرباء و الأوفياء و الأصدقاء ، وقد اغتيل القيصر في مجلس الشيوخ و( ..توالوا على طعنه كل منهم بطعنة حتى لا يدان واحد منهم ، وكان آخر من طعنه أحد أخلص أعوانه والمقربين منه وهو بروتس الذى لم يكنّ للإمبراطور أى كراهية ، وقد شارك بدافع شدة حبه لبلاده حتى إنه اعترف أمام الجماهير الحاشدة حول جسد قيصر المطعون قائلا «لقد قتلت قيصر ليس لأننى أحبه قليلا، بل لأننى أحب روما أكثر» بينما كان الطرف الآخر المسؤول عن مقتل قيصر هو «كاسيوس» .. ) / نقل بتصرف من موقع المصري اليوم لمقال لماهر حسن بعنوان اغتيال يوليوس قيصر .
* ومن العصر الأموي ، أيضا هناك حالة أغتيال بالسم ، لعمر بن عبد العزيز ، هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي 61هـ\681م – 101هـ\720م ، ثامن الخلفاء الأمويين ، كان خليفة عادلا متقشفا متجردا من مغريات الحياة الدنيا ، ولكن أصحاب النفوذ والسلطة في البيت الاموي لم تروق لهم ذلك فدبر قرار قتله بطريقة مدبرة بشكل محكم وأحترافي ، أذن ( .. بقاء «عمرُ» باتَ خطراً إذ يُطاوِلُ إرثَ «القبيلةِ» بالتهديدِ وقد يُنذِرُ بانقِراضِهَا لا حقاً . وإذا ما كانَ الأمرُ كذلك فليسَ من شأنِ : «بني أمية» إلا الحؤول دونَ ضياعِ ملكِ آبائهم !، وعليه فلم يكن مناصٌ من قرارِ إبعاد : «عمر» من الخلافةِ والنأي بهِ عن مسرحِها.. ) / نقل بتصرف من موقع الشرق لمقال بعنوان ” عمر بن عبدالعزيز.. عرفتُ الآن مَن قتَله! ” خالد السيف .. ّأذن في الحكم والسلطة والخلافة ليس هناك من مفهوم و تقبل لمبادئ العدالة والمساوات ، ومن المؤكد أن سبب أغتياله هو مخايل الورع ، والدِّين ، والتقشف ، والنزاهة ، التي أمتاز بها ، ومن أحدى الروايات لسبب أنهائه تقول ( .. لو امتدّ العمر بالخليفة الصالح مدة كافية من الزمن ، فلربما كان استطاع إصلاح أحوال الدولة الأموية وإعادتها إلى ثوابت الحكم الراشدي ونشر العدل في أرجاء الدولة الإسلامية وإنصاف الموالي وأهل الكتاب ، وكان قد جرّد بني أمية من امتيازاتهم الخاصة ، فطلبوا منه إعادتها فرفض ، فدسّوا له السم وهو في دير سمعان من أرض المعرة ، فأرسل له ملك الروم رئيس أساقفته ليعالجه ، فرفض ذلك ، واستدعى المتّهم بسمه ، وسأله : “ما حملك على ما صنعت”؟ قال: “خُدِعْتُ وغرِّرْتُ” فقال عمر: “خُدعَ وغُرَّ… خَلُّوه”، وتركه حراً .. ) نقل بتصرف من موقع khayma.com/sohel/tareekh/tareekh10.htm ..
وقبل أن أتطرق الى جرائم أغتيالات أخرى ، أسرد هذا التفصيل حول الأغتيال ، ( فالاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري او سياسي او عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الإغتيال عادة أسباب عقائدية او سياسية أو إقتصادية أو إنتقامية تستهدف شخصا معينا يعتبره منظموا عملية الإغتيال عائقا في طريق إنتشار أوسع لأفكارهم او أهدافهم ) / نقل من موقع بلدنا ، ووفقا لتفصيل الأغتيال سأستعرض حوادث أغتيال متعدةة ، منها ، لشخصية أميريكية مهمة / الرئيس الأميركي الأسبق جون كندي ، وشخصية سياسية وأقتصادية / رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، وشخصية قيادية مثيرة للجدل / الرئيس الأسبق أنور السادات ، وأختم بشخصية فكرية متنورة / المفكر فرج فودة .. أن أختياري لهذه الشخصيات كان لأعتقادي بأن المغتالين شكلوا علامة فارقة في التأريخ ، ومن المؤكد كان سردهم على سبيل المثال وليس الحصر . * الرئيس جون كندي ، ( ولد في 29 مايو، 1917 في بوسطن ، ماسيتشوسيت ، وتوفي مقتولاً في 22 نوفمبر ، 1963 في دلاس ، تكساس ، رئيس أغتيل ولم يهتدي المحققون الى القاتل الحقيقي الى حد الأن ، بالرغم من أن القاتل حسب الأعلام هو هارفي اوسولد ، ، وقد قُتل اوسولد بعد يومين على يد اليهودي جاك روبي أمام مرأى من الملايين الذين كانوا يشاهدون التلفاز ، استمرت التحقيقات تسعة شهور ، وشملت 25000 مقابلة قام بها رجال مكتب التحقيقات الفدرالية ، وملأت 26 مجلّداً .. ) / نقل من الويكيبيديا ، أما أغتياله ، فتوزعت على عدة جهات ، كما يقال ضاع دمه بين عدد من المشتبه بهم ، فأكدت بعض المصادر على ( وجود مؤامرة كبرى لاغتيال كينيدي وكان ابرزهم سائقه ونائبه ليندون جونسون وكذلك الحركات السرية كالماسونية والاتحاد السوفييتي وكوبا ، وأسرائيل لانه حاول ارسال فرق تفتيش لمشروعه أسرائيل النووي النووي .. ) نقل من https://www.ts3a.com/ ، ولكن البعض ذهب بعيدا لانه أتهم الحكومة الاميريكية نفسها ، والمخابرات بالتحديد ، و( أخر الروايات وجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل . الكاتب الأمريكى رونالد كيسلر ، الذى أصدر مجموعة من الكتب عن الأجهزة السرية والمخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالى ذكر فى كتاب له بعنوان “التاريخ السرى لل إف بى أى” ، إن إسرائيل متورطة فى اغتيال كينيدى ، وأن الذى قام بهذا الدور لحسابها هو رجل المخابرات المركزية المعروف جيمس إنجلتون ، الذى كان قد تقاعد عن العمل فى المخابرات المركزية فى عام ١٩٨٧، بعد أن قررت قيادة المخابرات فى ذلك الوقت إبعاده عن العمل لشكوك فيه . وأنجلتون ، هو يهودى الديانة .. ) نقل بتصرف من موقع الأهرام الألكتروني . ومن خلال متابعتي بتواضع لهذا الحدث ، يتضح من أن الأمر معقد ومشترك به أكثر من جهة ، لأن المصالح السياسية عندما تهدد توقع الأشنع والأغرب !!
* الرئيس رفيق الحريري (1 نوفمبر 1944 – 14 فبراير 2005 ) ، زعيم لبناني ورئيس وزراء لبنان الأسبق ورجل أعمال بارز ، أسباب كثيرة لعملية الاغتيال والمشتبه بهم كثر / كسابقه جون كندي ، ولكن المقال التالي يضع النقاط على الحروف ( يوم الأثنين 14 شباط 2005 ، خرجت جريدة ” النهار” ، وقبل ساعات قليلة من قتله بافتتاحية لغسان تويني بعنوان استقرائيّ: “حذار من عورقة لبنان” ، وبعد افتتاحيته اغتيل رفيق الحريري في بيروت. والاغتيال هدف لأمرين :
1- تحرير لبنان من سوريا ، بالقرار 1559. وإدخاله في مشروع وصايات بديلة.
2- إدخال لبنان وسوريا من البوابة العراقيّة في أتون حرب شيعيّة – سنيّة اشتركت فيها العناصر التكفيريّة التي حوّلت الربيع العربيّ إلى عاصفة سوداء حجبت الضياء عن الأرض . وما الحرب الإسرائيليّة في تموز 2006 سوى المقدمات لانفجار الوضع ، واجتياز لبنان مجموعة رهانات ساخنة . لهذين السببين اغتيل رفيق الحريري، واغتيلت معه آفاق تسووية عاقلة تنتمي إلى الهالة الراسخة على الرغم من انكسار الجسد .. ) / عن مقال بعنوان لماذا قتل رفيق الحريري لجورج عبيد بتأريخ 13.02.2015 في موقع النشرة الالكتروني .. من جهة أخرى كان المتهم الرئيسي هي سوريا ، فمن موقع المرسال الألكتروني أنقل التالي ( .. اغتيال رفيق الحريري في يوم 14/2/2005 إثر انفجار ملغوم بوزن 1800 كغم ، عند مرور موكب سيارته في العاصمة بيروت ، واثار نبأ اغتياله غضب جموع الشعب اللبناني ، وحمل معظمه مسئولية الاغتيال إلى ” سوريا ” بسبب الخلاف الذي نشأ بين سوريا والحريري قبل استقالته من رئاسة الوزارة ، وقد شكلت لجنة الأمم المتحدة لجنة تحقيق بقيادة ديتليف ميليس ، للتحقيق في الحادث ، وذكر في نتائج التحقيق بأن هناك إمكانية فعلا لتورط سوريا وبعضا من أفراد الأمن اللبناني ، ومازالت التحقيقات مستمرة في ملابسات اغتيال الحريري ويتولى التحقيق حاليا في القضية ” دانيال بلمار ” .. ) أما المتهمين الاخرين الذي سلط الضوء عليهم فهم أجهزة أستخبارات دولية وجهات سرية متعددة وأحزاب ورجال أمن ، وذلك لما الحريري من وزن سياسي لبناني وعربي ودولي أضافة لوزنه الأقتصادي عالميا. * الرئيس المصري الأسبق محمد أنور محمد السادات (25 ديسمبر 1918م – 6 أكتوبر 1981م ) ، ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية في الفترة من (28 سبتمبر 1970 وحتى 6 أكتوبر 1981 ) ، يمكن أعتبار أهم حدثين مفصلين وتأريخيين قادهما وشارك بهما هذا الرئيس هما قيادته للجيش المصري إلى أول انتصار عسكري على الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 1973 / وهذه وجهة نظر عربية ، وهو الذي رسم أيضا للقادة العرب بداية الطريق نحو ترك السلاح جانبا واللجوء الى نهج التفاوض والسلام مع إسرائيل . وهي خطوة جريئة تحسب له أتفقنا معه أو أختلفنا ، وقد تم إغتيالة فى حادثة المنصة يوم 6 أكتوبر عام 1981 ، منفذي الأغتيال هم خالد الأسلامبولي ، عبود الزمر و حسين عباس .. ، وتقول أغلب الكتب التي صدرت عن عملية اغتيال أنور السادات التي ركزت على الأسباب الظاهرة والتي تتلخص فى عوامل الاحتقان السياسي الداخلي ، خصوصا من جانب الجماعات الإسلامية المتطرفة التي يرجع الفضل له هو فى إطلاق سراحها من القمقم ، ثم انقلب السحر على الساحر وخرجت هذه الجماعات لكي تغتاله .. هناك عدد قليل من الكتب التي تعرضت لحقيقة اغتيال أنور السادات منها : كتاب ” لعبة الشيطان ” الذي كتبه الخبير “روبرت دريفوس” وهو المحلل السياسي الأمريكي المعروف فى شئون الإرهاب الديني فى العالم الإسلامي ، أما الكتاب الثاني فهو ” مقدمة للإرهاب أدوين ويلسون وميراث شبكات المخابرات الخاصة الأمريكية”، ومؤلف الكتاب هو “جوزيف جي ترينتو”الذى سبق له وألف واحدا من أكبر وأهم الكتب عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وهو كتاب -التاريخ السرى لل سى. آى. إيه-. وكان المؤلف – ترينتو- يعمل قبل 35 عاما ضابطا فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلا أنه استقال وعمل محققا خاصا وتزوج من محامية متخصصة فى شئون قضايا هذه الوكالة ، ويرى هؤلاء الباحثين فى مؤلفاتهم أن المخابرات الامريكية تخلصت من السادات لسببين : السبب الأول – بصراحة يقول جوزيف ترينتو فى كتابه “مقدمة للإرهاب” إن السادات راح ضحية تحالف حفنة من أكبر السياسيين المصريين الفاسدين الذي التفوا حوله منذ منتصف السبعينيات وقربهم إليه ، إلا أنهم استغلوا هذه العلاقة وكونوا شبكة فساد ونفوذ وبيزنس مع شبكة خاصة داخل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكان قد كشف عن هذه المجموعة الفاسدة الإخوان المسلمون . وكان اكتشاف السادات لهذه العلاقات قبل بضعة أيام من اغتياله قد أصابه بالذهول وكان ينوى التخلص من هذه الشبكة المصرية الأمريكية ، إلا أنها تغدت به فى ظهيرة 6 أكتوبر 1981 قبل أن يتعشى هو بها بعد مرور هذا اليوم أو حتى فى ساعات مسائه بعد العرض العسكري. السبب الثاني – خوف ال- سى. آى. إيه – المخابرات المركزية الأمريكية صراحة من أن تتطور علاقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بجماعة الإخوان المسلمين .حيث تم كشف الكثير من اللقاءات التي كانت تتم بين كلا من السادات وأعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم الأستاذ / محمد حامد أبو النصر وهذه اللقاءات تم رصدها من جانب المخابرات الأمريكية .كما تم الكشف عن أن السادات قام باتخاذ الإخوان المسلمين سفراء له يقومون بدور إيجابي فى حل مشكلة العزله التى فرضها العرب على مصر بعد معاهدة كامب ديفيد فكان الإخوان يحركون المياه الراكدة بين السادات والكثير من الدول العربية والإسلامية وكانت لمساعيهم نتائج إيجابية كثيرة ، كادت أن تحقق المصالحة بين كلا من مصر والعرب ، وهو ما خشيته الولايات المتحدة الأمريكية. كما تم الكشف عن الكثير من دراسات الجدوى لمشاريع دستورية واقتصادية كان يتبناها الإخوان المسلمون فى برنامجهم للإصلاح ، كان السادات مقتنعا بها ويريد تنفيذها مثل مشروع تعمير الصحراء .وهو ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة للتخلص من الرئيس السابق محمد أنور السادات. / نقل بتصرف مع أضافات للكاتب من ويكيبديا الأخوان المسلمين . * فرج فودة ، كاتب ومفكر مصري علماني . ولد في 20 أغسطس 1945 في مصر . وهو حاصل على دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس ، تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992 في القاهرة . أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين ، واختلفت حولها الآراء وتضاربت فقد طالب بفصل الدين عن السياسة و الدولة وليس عن المجتمع . كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه ، وأصدرت تلك الجبهة في 1992 “بجريدة النور” بياناً بتكفيره. / نقل من الويكيبديا الحرة بتصرف . وأكدت هذه الجبهة في بيان لها ( .. ووصل الأمر بجبهة علماء الأزهر إلى إصدارها بيانًا ، نشرته مجلة النور فى العام 1992 – وقبل اغتيال فرج فودة بأسابيع – كفّرت فيه “فودة” وأعلنت وجوب قتله ، وحرّضت على عملية القتل .. ) نقل بتصرف من موقع بوابة دار . هنا نلاحظ دور رجال الدين التخريبي و الظالم لرجال الفكر الحر ! رجال الدين التكفيريين مارسوا دورا سوداويا ضد هذا المفكر العملاق الحر فذات المصدر السابق يشير الى ( .. عقب اغتيال فرج فودة وبيان الاعتراف بالعملية من جانب الجماعة الإسلامية المشهورة بعملياتها الإرهابية ، وبعد التعرف على القاتل وبدء مسار المحاكمة الجنائية ، تطوع الشيخ محمد الغزالى ، الأزهرى الذى يصفه كثيرون من الناس بالوسطية والموضوعية ، بالتوجه إلى النيابة للشهادة دون طلب أو استدعاء ، ودون أن يكون طرفًا مباشرًا فى القضية ، وبمنطق أقرب إلى الحسب والوصاية والكهنوت الدينى ، وخلال الشهادة التى سجلها الغزالى أمام النيابة ، قال نصًّا : “ إنهم قتلوا شخصًا مباح الدم ومرتدًّا ، وهو مستحق للقتل ، وقد أسقطوا الإثم الشرعى عن كاهل الأمة ، وتجاوزهم الوحيد هو الافتئات على الحاكم ، ولا توجد عقوبة فى الإسلام للافتئات على الحاكم ، إن بقاء المرتد فى المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام ، فيجب على الحاكم أن يقتله ، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس”. ) هنا نلاحظ أن رجال الدين التكفيريين يقومون مقام الله في أصدار أحكام القتل ضد كل مخالف لهم ، ويضيف نفس المصدر السابق
أيضا الى ( .. رغم هذه الشهادة الكارثية التى تفتى باستباحة الدماء والأرواح ، لم يكتف محمد الغزالى بهذا الأمر، بل كتب ونشر بيانًا مساندًا لـ “محمود المزروعى” نائب رئيس جبهة علماء الأزهر والذى دعا بشكل صريح إلى قتل فرج فودة – قبل أن يهرب المزروعى إلى السعودية بعد عملية الاغتيال بشهرين تقريبًا – وقد وقّع على بيان الدعم والتأييد لقاتل فرج فودة ، إلى جانب محمد الغزالى ، كل من: الشيخ محمد متولى الشعراوى ، ومحمد عمارة ، وآخرون من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ، وأعضاء الجماعة الإسلامية ، ومن جبهة علماء الأزهر.. ) هكذا يصبح الفكر مرهونا ومحتكرا عليه ، عندما يكون رجال الدين يفتون ويحكمون ويصدرون وينفذون أوامر الأغتيال على الكلمة الحرة الرافضة للوصاية الفكرية ّ .

قراءتي الخاصة للأغتيال :
لنترك جانبا قايين وهابيل والأغريق والرومان والغرب .. ، ليس لأنهم خارج نطاق أنتمائنا / لأننا تجمعنا وأياهم الأنسانية التي يتاجر بها الأخرين من أصحاب الفكر السوداوي ورجال سياسة لصوص ورجال مصالح نفعية أنتن من القمامة وشيوخ دين سماسرة وتجار للعقيدة ، ولكن وكما يقال مصائبنا العربية منذ الدعوة الأسلامية ولحد الان تكفينا ، لما بها من تحريف وتزوير وقتل وسبي ونحر وتكفير وأفتراء ، لذا دعنا نعالج عوراتنا قبل النظرو التنظير بعورات الأخرين .. فخلاصة الذين أغتيلوا من الساسة والقادة ، أرى أن القتلة لا يؤمنون بمفهوم قبول دور الأخر في الحياة السياسية والمجتمعية ، لأنهم لو قبلوه خسروا منصبا أو أستحقاقا أو دورا أعتقدوا أنه لهم ، فيلجأون للأغتيال ، لأنه الأسهل للهدف وأقصر الطرق الى الغاية التي ينشدوها ، أما الذين أغتيلوا لخلاف و أختلاف فكري بالعقائد والنصوص القرأنية والأحاديث ، فعملية الاغتيال تعتمد على ألغاء الأخر كليا ، فأرى شخصيا ، أن السبب الرئيسي للتحريض على الأغتيال ، يقع كلا أو منفردا ، على ثلة من رجال الدين الأسلامي ذو المفهوم الماضوي ، مع شلة من الدعاة / وهم رجال أعمال تلفزيوني ، ورهط من رجال فكر متخلف / تعتبر كل نص مقدس ، أضافة لما سبق هناك تجار دين ، لأن الدين لديهم تجارة سلعها لا تبور ّ! كل هؤلاء يعتبرون أن أي مساس بالنص من قبل رجال الفكر/ الحداثوي المتنورين ، بأي وضع كان ، بالنقد أو بالتفسير بخلاف صحيح البخاري أو مسلم مثلا ، يعتبر علمانيا أو ملحدا أو كافرا ، أو يعتبر تجاوزا على الذات الألهية ، أو على الرسول محمد بحد ذاته ، لذا نرى أن رجال الفكر الحر محاربين محجور على رأيهم وعلى فكرهم ، فأما التقديس والتعظيم للنص دون أي أهتمام بالوضع التطوري للمجتمع ولحاجات الأنسان الزمكانية بعد أكثر 1400 عام أو أغتيال المفكر ، أو أغتيال المفكر و الفكر معا ! وبالحالتين يموت الفرد ويبقى الفكر ! .

About يوسف تيلجي

باحث ومحلل في مجال " نقد النص القرأني و جماعات الأسلام السياسي والمنظمات الأرهابية .. " ، وله عشرات المقالات والبحوث المنشورة في عشرات المواقع الألكترونية منها ( الحوار المتمدن ، كتابات ، وعينكاوة .. ) . حاليا مستقر في الولايات المتحدة الأميريكية . حاصل على شهادتي MBA & BBA .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.