أنا مسلم

أذكروا الله يذكركم,أنا مسلم, ولكن أحاول إيصال رسالة للعالم المسيحي أن هنالك من يعظم كنائسهم ويمجد أباهم الذي هو الله في السماء, أنا مسلم ولكن حين أصلي لا أدعو بالشر على أحد, ولا أكفرُ أحدا, أنا مسلم أردني أشارك إخوتي المسيحيين صلواتهم وأعيادهم ومناسباتهم الاجتماعية, أنا مسلم والله يعرفني والمسلمون لا يعرفونني بعد,أنا مسلم وأفضل أن أبقى مسلما بنظر المسيحيين يدعو لمحبة دينهم لتغيير وجهة نظرهم عن الإسلام ولا يهمني ولا أفضل أن يقال عني أن فكري هذا هو هكذا لأنني مسيحي, بل ليقال عني بأن فكري هذا هو هكذا لأنني مسلم, وبهذا تتغير فكرة العالم عن الإسلام,أنا مسلم أحاول أن يكون سلوكي تقليدا عاما بين الناس, وجميل جدا أن أكون مثلا للمسلمين يحتذوا به, وهذا أفضل من أن أكون مسيحيا أدعو إلى المحبة على عادة المسيحيين, بل مسلما يفهم الإسلام جيدا ويدعو بالخير على المسيحيين واليهود.
أطرقوا يفتح لكم.
أطلبوا يعطكم.
مجدوا أباكم الذي في السماء..
أينما أجد كلاما جميلا عن الله أحفظه وأردده, مهما كان مصدره, المهم أن نجد مادة خامة فكرية نصنع منها حياتنا وتحول بؤسنا وشقائنا إلى سعادة.. أدركُ تماما أنني أعيش في زمن ليس زمني, ولكن صناعة المستقبل من خلال الفكر التنويري هو همي الوحيد, أجيال قادمة تنتظر مني ومنكم أن نعد لهم مناخا بيئيا ملائما للحياة, صناعة الحياة اليومية بحاجة لمزيد من الصبر, وكسب لقمة العيش أحيانا نريق لها ماء الوجه حتى نحصل عليها, ولكي لا يتكرر ذلك مع أبنائي أو أبنائك يجب أن نجد براءة اختراع جديدة قائمة على الإتلاف بين كافة مكونات المجتمعات العربية وتشبيك العلاقات مع المجتمعات الأخرى, وتلك المجتمعات لها مكونات أخرى تختلف عن مكوناتنا, وحتى نحصل منها على المساعدة في صناعة الحياة اليومية وصناعة لقمة الخبز يجب أن نقدم لهم الكثير من الاحترام وتبادل المشاعر في الأفراح والأحزان , وأن يكون الدين مسألة شخصية وعلاقة وجدانية بين المخلوق وخالقه, لأن الله وحده هو من يعلم بالقلوب, لا تحتاروا بي بين من أكون مسلما أو مسيحيا, أنا من عائلة مسلمة ولكنني أبصرت نارا قلتُ بيني وبين نفسي مثل ما قاله موسى, لعلي آتيكم منها بقبس, ولكن حصل معي مثل ما حصل مع موسى, عدتُ ومعي القبس وإخوتي يصنعون ليس تماثيل ولكن أفكارا كلها ظلام عن الآخرين, يكفرونهم ويحرمون التعامل معهم, ولكن كيف سنبني المستقل لأبنائنا ونصنع لهم لقمة الخبز دون أن يريقوا ماء وجههم؟! هذا لا يمكن من خلال الانفصال عن العالم الآخر بل من خلال التفاعل معه وتشبيك العلاقات السياسية والدينية والاقتصادية معه, وكل ذلك ينبع من خلال تكوين فكر ديني علماني يحترم الآخرين دون توجيه الإساءة لهم.
أنا رجل متسامح مع الجميع وأحترم المسيحي واليهودي وكل الأديان والمذاهب والمعتقدات, وأكره شيء على نفسي أن أسمع كلمتين, وهما(كافر,حرام) لأن الله وحده هو من يقرر من الكافر وما هو الحلال والحرام, وليس أنا أو أنت أو هو أو هي أو هم, أحب السلام العالمي بين كافة الشعوب العالمية وأومن بأننا جميعنا من نسل واحد وبأن الأحقاد هي التي فرقت بين كافة الناس وبأن الدين واحد وهو حُسن الخلق, وهنالك من يكرهني في مجتمعي, كثيرٌ من الناس.. لسبب وجيه.. وهو أنهم يعتقدون أنني لست مسلما وخارجا على الإسلام بالمعنى الحرفي واللغوي للكلمة, ولا أقول خارجا عن الإسلام, بل خارجا على الإسلام, فالأولى تفيد لغويا أنني خارج بفكر إسلامي منشأة الإسلام, أما كلمة خارج على الإسلام, تعني أنني ثائر ضد الإسلام, في حين أنني لست خارجا على الإسلام في شيء كما هو أنا بنظرهم, وأعود لمسألة التصحيح اللغوي حيث أنني أعتبر نفسي خارجا عن الإسلام بمعنى أنني خارج بفكر إسلامي مختلف عن الفكر الإسلامي الذي يؤمن به غالبية المسلمين وليس كلهم, أنا خارج بفكر إسلامي يحترم كل الأديان والمذاهب والمعتقدات والأعراق, وليس مهما عندي أن يكون صديقي مسلما أو مسيحيا أو حتى ملحدا أو يهوديا أو بوذيا, أهم شيء عندي أن أحترم المسيحي واليهودي والهندوسي…إلخ وبنفس الوقت أن أتلقى مثل هذه المعاملة من الجميع.
( إنتوا بتفكروا المرحلة اللي إحنا فيها سهله؟) لا والله, لا صدقوني ما هي سهله!! جميل جدا أن تجدوا رجلا مثلي يعيش في الأردن وبالذات في قرية لا تعرف من الفكر الليبرالي ولا حتى أسمه, جميلٌ جدا أن تجدوا رجلا مثلي بهذا المستوى وبهذه المرحلة من التفكير, أعرف أن كلامي لا يعجب الكثير حتى من غير المسلمين ولكن أنا لا أعيش على شواطئ كاليفيرونيا ولا في هوليوود ولا الميسيسبي ولا باريس, أنا أعيش في قرية غريبٌ –كما قال المتنبي- كصالحٍ في ثمود( أنا في أمةٍ تداركها اللهُ غريبٌ كصالحٍ في ثمود).
ويعتقد الغالبية أنني رجل متسول, ولكنني في الواقع رجل أعاش أنا وابني الوحيد وثلاث بنات وأمي -( يعني حملي ثقيل)- مما أبيعه من كتب على الفيس بوك وشبكات التواصل الاجتماعي منذ ما يقرب من عشر سنوات وأكثر, والناس تحترمني وتشتري مني أولا وأخيرا دعما لي ولتوجهاتي الفكرية,- وبالعامية الفصحى:( بالموت حتى أستطيع بيع كتاب أو كتابين)- حيث أنني مؤمن بالمثل العامي الذي قالته لي جدتي رحمها الله: ( من حاسن الناس شاركهم في أموالهم) ومن النادر أن أجد صديقا مقتنعا برجل مثلي مسلم يعيش في قرية كلها مسلمون, ومن هذا المنطلق أنا توجهي الرسمي احترام كافة الأديان والمذاهب والمعتقدات في زمن التكفير والفكر التكفيري, من الصعب جدا في النظام البيئي المحيط بي أن تجد رجلا مسلما مثلي ومن عائلة مسلمة محافظة جدا, نعم, من الصعب أن تجد هذا الرجل, رجل يحترم المسيحي واليهودي والشيوعي والبوذي والهندوسي والملحد.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

One Response to أنا مسلم

  1. kage says:

    أليس القران من قال أن المسيحيين عليهم العيش صاغرون أي راضون بالذل و إلا الموت
    ألسيت الشريعة الأسلامية تنص على أن شهادة المسيحي هي نصف شهادة المسلم
    اليس النبي من قال لايقتل مسلم بكافر أي ان مجرما يعيش في مجتمع تحكمه الشريعة إذا كان هذا المجرم مسيحي فإنه يقتا اما مجرم مسلم قتل مسيحيا فكل ما عليه هو دفع فدية مالية فقط لا غير
    و انت يا سيدي الصحفي المثقف يا قارئ القران هلا تدري من اين تسللت الافكار الهمجية الكارهة للمسيحين
    أدعوك ان تكون شفافا أمام نفسك و أمام الله
    إذا كنت تعتقد أن الله أهم من محمد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.