عملية بطرسبرغ تؤكد ترابط المنطلقات الفكرية لكل جماعات الإسلام السياسي

برغم عدم إعلان أي من التنظيمات الجهادية عن مسؤوليتها عن عملية إنفجار القنبله في أحد قطارات الأنفاق بوسط مدينة سان بطرسبرج الروسية. والتي أعلنت السلطات أن منفذها الإنتحاري مواطن روسي مولود في جمهورية قرغيزستان التي إستقلت عن الإتحاد السوفيتي عام 1991 وتسكنها أغلبية ’تقدر ب 80% من السكان المسلمين ” وبرغم أن التحقيق حول الحادث لم ينته ولم ’تذكر ديانة منفذه إلا أن أصابع الإتهام تتجه فورا إلى التنظيمات الجهادية.

حقيقة أن الحادث ليس بالجديد حيث حصل تفجيران إنتحاريان في مترو موسكو عام 2010 وأعلنت جماعة إمارة القوقاز الإسلامية آنذاك مسؤوليتها عنهما, إلا أن توقيت هذا العمل يدعو إلى التساؤل حول تزامنه مع الإتحاد الذي جرى بين منظمة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي.. حقيقة أن أهداف جبهة النصرة تختلف عن التنظيم حيث هدفها الأول محاربة طغيان النظام الحاكم في سوريا وهي ذراع تنظيم القاعدة في تحقيق هذا الهدف.. إلا أن كلا التنظيمان يتحدان في الهدف البعيد المدى وهو الخلافة الإسلامية.. من هنا نتساءل هل العملية في بطرسبرغ مجرد إنتقام فردي من الإضطهاد الذي يتعرض له المسلمين في قيزغستان. أم أن التنظيم الإرهابي يملك خلايا نائمة فيها؟

التقارير تؤكد وجود كبير لجاليات تبشيرية لديانات متعدده.ومن ضمنها وجود متنامي لحزب التحرير الإسلامي.. وتؤكد ايضا تحول العديد من المسلمين إلى الديانة المسيحية خوفا من الإرهاب وإبتعادا عما قد يسببه أي إشتباه؟؟. ولكن علينا ألا نتغاضى عن قيام التنظيم بتفجير الطائرة الروسية بعيد إقلاعها من شرم الشيخ بمجرد إعلان روسيا عن تدخلها العسكري في سورية.
تلاها دعوة التنظيم في سبتمبر 2015 لضرب روسيا لدعمها قوات الرئيس السوري. خاصة وهي أيضا أنه وبحسب الإستخبارات الروسية أن هناك ما ’يقارب 7 آلآف من مواطني الإتحاد السوفيتي سابقا بينهم ما يقرب من ثلاثة آلآف روسي إنضموا لصفوف الجهاديين للقتال في سوريا والعراق.. فهل منفذ العملية أحد العائدين من صفوف التنظيم لتاكيد وجود هذا التنظيم برغم الخسائر التي يتكبدها على الساحه العسكرية؟

اللافت للنظر أن روسيا رفضت تقرير الخبراء العسكريين الأميركيين قبل أسبوع بإحتمال إتحاد تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.. بينما كل الشواهد تؤكد أن هذا الإحتمال وارد جدا. وزاد تاكيده الأنباء التي ترددت خلال الشهرين السابقين عن مفاوضات تجري بين التنظيم وجبهة النصرة المولودة من رحم القاعدة والتي يتشارك معها تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان التنظيم الممثل الشرعي لها في العراق ولكن رفض القاعدة لممارساته الوحشية وخروجه عن اوامرها أدى إلى إنشقاقه وإعلان البغدادي خلافته مؤمنا لنفسة مركزا ودولة يصعب على أي من التنظيمات الإرهابية الأخرى عدم الإعتراف بمشاركتها هذا الهدف؟؟ والأنباء تتردد أنه تم الإتحاد بين التنظيمين لتحجيم خسارة التنظيم على الأرض جغرافيا مقابل تعهد النصرةبتسهيل حركته وعبورة ومرور إمداداته في المناطق التي ستسيطر عليها بعد إندحاره منها؟

المشترك الأعظم بين كل هذه التنظيمات وإن إختلفت سطحيا أو تكتيكيا هي المنطلقات الفكرية التي تتمثل في إقامة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشرع الإسلامي في الدول المسلمة, وهو ما قامت به المدعية بدولة الخلافة.. وتقوم به أيضا جبهة النصرة مع تفاوت بسيط في مدى العنف ووحشية القتل؟؟ طلاهما تتوجا وحشيتهما بالعقيدة الجهادية سواء الإقليمي بناء على فكرة الحاكمية في الإسلام ثم الجهاد العالمي كفريضة على كل مسلم لأنه وحسب تفسيراتهم السلفية المتشدده أن الإسلام أوجب قتال غير المسلمين وغزو العالم لنشر الدعوة وتشترك قاعدة الولاء والبراء في كل أشكال الجهاد سواء قتل المسلم أو قتل الكافر؟

وهنا تبرز مسؤولية فقهاء الظلام الذي وظفوا التكنولوجيا الحديثة العابرة للحدود الجغرافية وأخرجوا أيديولوجية الأمة الواحدة وفرضية الجهاد التي وبفعل التكنولوجيا الحديثة عبرت كل الحدود.وخلقت فوضى في العالم كله وطغت على أي إنسانيات دينية بيننا كبشر!

أتمنى أن أكون مخطئه في تحليلي وأن يكون منفذ العملية غير مسلم.. وليس هناك خلايا لأي من التنظيمات الإرهابية سواء في روسيا ام اوروبا وبالأخص في أي من الدول العربية كفانا تقديم أرواح شبابنا وقودا سواء لسلاطين أم لأحلام الخلفاء؟

المصدر ايلاف

About أحلام اكرم

كاتبة فلسطينية تهتم بحقوق الانسان منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية سعدت كثيرا حين وجدت مقالاتي منشورة على منبر المفكر الحر .. ولكن ما أود أن ألفت إنتباه المرحرر والقراء وللصدق فقط بانني وإن كنت أعتشق مصر وأكن الكثير من الحب والإحترام لمصر ولشعبها الكرام .. ولكني لا ولن أتنكر لأصولي الفلسطينية .. فأنا من أصل فلسطيني .. درست وتخرّجت من جامعة الإسكندرية .. وإن ندمت على شيء فهو عدم معرفتي أو علمي بما تحمله الإسكندرية من تاريخ عريق قرأت عنه في كتب الأستاذ يوسف زيدان .. أعيش منذ سنوات كثيره في لندن .. فيها تعلمت الحب .. والإنسانية والحياة .. ولكني لم أغلق عيني وأذني عن رؤية الجوانب السلبية أيضا في الثقافة الغربية .. وبكن تحرري وتحريري من العبودية التي شلّت تفكيري لزمن طويل .. هو الأساس الذي ثني على الكتابة علّني أستطيع هدم الحواجز بيننا كبشر .. وهي الحواجز التي إخترقتها حين إستعدت إنسانيتي وأصبحت إنسانة لا تؤمن بالحواجز المصطنعه .. وأروّج للحقوق العالمية للمرأة .. مع شكري العميق للمفكر الحر .. وتقديري للقراء ..
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.