في صيف عام 2010م, قال صديقي: شاهدتُ منظرا صباحيا لا أحبذُ الحديث عنه, منظرا حطمَ أوهامي وجعلني قلقا حتى اليوم, وإلى اليوم وإلى 100 سنة قادمة لا تستطيع أي قوة في الدنيا أن تصلح الذي انكسر في داخلي, شعرتُ بانهيار داخلي هزَ ثقتي في العالم المقنع الذي يقطن حولي وفوقي وأسفل مني.. فجأة وكأنني سمعتُ صوت شيء انفجر في معدتي, انكسار داخلي..هزة أرضية أو إتسونامي عظيم طوفان اجرفني جرفا..أحسستُ بكل قواي النفسية والجسدية قد هبطت أسفل بطني وبين أرجلي وتحت أرجلي, لم يكن في الحقيقة هنالك صوتٌ حقيقي, ولكن أحسستُ نفسيا بأن شيئا ما قد انكسر في داخلي, كانت الثقة هي التي انكسرتُ في داخلي, الثقة التي كنت قد وضعتها في قلب إنسانة عزيزة على نفسي هي التي قد انكسرت , ومثل عمود أساس بناية كبيرة عندما ينهار تنهار معه الأسقف والجدران والديكورات والأبواب, وهذا ما شعرتُ به في داخلي عندما انكسرت الثقة انكسر معها هذا القلب الطيب وانكسر معها الحب وانهارت العواطف ولم أعد من يومها إلى هذا اليوم أثقُ بها مطلقا ولا بالذين من حولي , والمشكلة ليست في أنها كانت تكذب وتلبس قناعا بل المشكلة في أنني لم أعد أملك القابلية في أن أصدقها عشر خطوات بعد كل ما رأيت, وعندما انهارت ثقتي فيها انهارت معها ثقتي في كل المحيطين بي لأن أغلبهم كانوا شركاء في الانكسار الذي حدث في أعماقي حتى المقربين مني, لم أعد أثق بلون تنانيرها ولا بفساتينها ولا ببناطيلها صرتُ أشعرُ بأن كل تلك الألوان لم تكن لي بل كانت لغيري وأنا الضحية بل الغطاء الذي كانت تختبء تحته وتطلُ من تحته, كنتُ عبارة عن جسرٍ عبرت عليه إلى من تهواه يوم قبلت بي زوجا, ويوم اشترت فيزونا أسود اللون ولبسنه أمامي وسألتني عن رأيي به بدأت أفهم أنه لم يكن ولا خيط من خيوطه لي بل كان له تتغاوى به أمامه حين تأتي الفرصة لتستغل به طيبة قلبي الطيب, وكان دينها وصلاتها ونسكها ومحياها قناعا تتقنع به أمامي طيلة عشرة أعوام,وصلاة الفجر والظهر والعشاء كلها من أجل أن تخدعني بهما وتخدع كل الذين من حولي, ولكن السؤال المحير هو: كيف كانت تخدع الله؟ إن عملية خداع الناس عملية سهلة جدا ولكن خداع الله ليس سهلا, عشر سنين من الغش والخداع والأكاذيب, ثم اتكأ صاحبي على جانبه الأيمن وقال:عندما انكسرتُ من الداخل لم أعد أثق بأحد, كفرت أكثر من أي وقتٍ مضى بكل شيء.
رجعتُ إلى نفسي وصرتُ أتذكر بكل الصور التي مرت على مسامعي وعيوني, وضعتُ النقاط على الحروف والحروف تحت النقاط وفوقها وفوق كل ذلك ثقتي وحبي الكبير الذي لم يكن إلا وهما وضربا من الخيال وبأن كل تصرفاتها جنونية, يا للهول كيف فجأة شعرتُ بشيء اهتز في داخلي مثل عمود أساس ناطحة سحابٍ كبيرة, إنها لا تختلف عن البائع الذي باعني (بندورة ) مغشوشة..تصرفاتها كلها كانت وهما زائفا, عندما تشعرُ بأن شيئا انكسر في داخلك مثل عمود التوازن في سيارتك تشعر وقتها بأنك محتاج لإنسانة أخرى تعيد إليك مصنعيتك وتعيدُ إليك توازنك الذي فقدته, إنسانة تستطيع أن تصلح ما كسرته غيرها في نفسك, أصبحتُ من يومها إنسانا محطما فاقدا الثقة بالعالم كله حتى رب السموات , ولأنني أحب الاستقرار لم أفتعل أية مشكلة حتى تكرر نفس المشهد أمامي بأماكن متعددة عندها فتحت قلبي وكشفت عن الذي انهار في داخله وابتلعت كل ما في الصيدليات من مهدئات عصبية كنت قبل ذلك آخذها للمرحاض كي تبتلعها المقعدة العربية ولكن للأسف أنني صرتُ أبتلعها لكي أنسى الصوت الذي انكسر في أعماق أعماقي, يومها بعد أن عادت من بيت أخيها قلت لها: هل تعلمي عزيزتي بأنني دائما ما اشتري الخضروات من عند جارنا وهو الذي ينتقيها لي وأنا ما زلت في مقعد السيارة,ولكن تخيلي عزيزتي! ما رأيك أنه اليوم استغل وضع ثقتي به وباعني بندورة مغشوشة!! شو رأيك فيه؟ قالت: لا يستحق ثقتك خلص شوف بائع آخر, ثم صمتُ لبرهة وبعدها انفجرتُ بالبكاء, فقالت: يا زلمه خذ دوائك النفسي لعلك تتحسن, وقتها بكيت أو عدتُ لأبكي بصوت أعلى من سابقه..جرحٌ له أثر لن يندمل, بماذا تختلف زوجتي عن بائع البندورة الذي استغل ثقتي به كوني لا أراقب عمله ووضع لي بندورة(خربانه) في كيس الخضرة!!..لم أفتح يوما باب حقيبتها ولا باب موبايلها ولا حتى باب خزانتها, كنتُ أثقُ بها وأعتبرها مسكينة وطيبة وعلى نياتها ولكن في الحلقة الأخيرة من مسلسل دراما الثقة تبين أنني أنا من كان مسكينا وطيبا وعلى نياته..خزي وعار على جبين كل من يتهمني بالكفر وبالزندقة ويشيرون إلى أنفسهم بقوة الإيمان الذي لم يكن إلا قناعا على وجوههم, قال صاحبي: يومها كان يقف بسيارته وينظر لي ويتحدث بالهاتف محاولا إيهامي أنه يتحدثُ مع شخص مجهول لا اعرفه, قال له بالعامية): يا بيي ما أكبر راسه قد البغل!!),والتفت خلفي فوجدتها قد وضعت الموبايل عندما شاهدتني في حقيبتها وعندما أصبحت على طرف الطريق أخرجته من حقيبتها وهي تضحك ومبسوطة.. لم أتابع طريقي إلى العمل وعدتُ أدراجي أتابع مسيره وقد حصل ما حصل ولم أتكلم لكي لا تنهار الجسور والمعابر التي تؤدي إلى سعادة أسرتي, حاولتُ تكذيب نفسي مرارا وتكرارا لأنني لا أحبُ أن أرى أوهامي وهي تتحطم, قال صديقي: العيش مع الأوهام وتصديقها أفضل من ألم الحقيقة والمعاناة معها.
ماذا يبقى لدي لأقوله لعالم يسخرُ مني وأنا أقوده إلى النور؟ عالم مزيف سقط القناع عن وجهه الذي يلبسه , عندما يستغل الآخرون طيبة قلبي وثقتي بهم يعطونني درسا قاسيا وهو بائع البندورة مجرم والبندورة بحد ذاتها قضية جرمية أيضا مثلها مثل الزوجة الخائنة, وأن إمام المسجد زاني والذين يذهبون لأداء فريضة العمرة يزنون على الطريق ذهابا وإيابا ويسرقون بعضهم وفي مكة يزنون بالحجر الأسود لأن هنالك كانت مشاهد وصور متعددة للصورة التي رأيتها سنة2010م, وأن المخمرات والمنقبات زانيات, وأن الزنا في شريعتنا قانون سماوي وأن الخيانة ولبس الجوخ الزائف طريقة حياة, والعهر فضيلة المجتمعات والكذب سنة متبعة يتفنن الخطاة بها وأن ذهابهم للمسجد وصيامهم ونسكهم ومحياهم قناعا يلبسونه وجريمة,وإبريق الوضوء وحده أيضا قضية خيانة وسجادة الصلاة مثل بنطلون الفيزون الذي خانني, ماذا يتبقى لدينا حين يصبح لبس الجلباب الشرعي جريمة بعد أن تتخذه قناعا والدعوة للإسلام جريمة؟؟؟, وعقد الزواج نفسه جريمة وعليها شهود, يومها أعلنت ارتدادي عن الإسلام بشكل رسمي ولم أعد أشعرُ أنني من ضمن مكونات المجتمع المحلي,وهذا من حقي لكي ألطم الخد الذي لطمني والشفاه التي امتصتها شفاه الجراذين والجسد الذي خانني وقتلني وتمدد أمام غيري مثل جثة هامدة من شدة اللذة والعشق والهيام,قال صديقي: صرتُ أتخيل تأوهاتها بين يديه وطريقة نومها تحت ناظريه وخوفها عليه وبأن كل ما تضعه من مواد تجميلية كانت فقط من أجل إثارة شهيته وليست شهيتي,وبأنني الخاسر الوحيد الذي لم يكن له أي شيء, كان حقا عليّ أن أكشف لذلك الوجه عن قناعه..وأن أسقطه أمامه!!, كان يجب أن أسقط الأقنعة عن وجوه 99% من الناس.
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
فيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمحرب #اسرائيل مع #حماس دينية ام سياسية ؟
Published by:صباح ابراهيمعن الفنان السوري #فؤاد_غازي: أخدوه ع الشام و"خيسوه"، الله "يخيّس" آخرتهم.
Published by:مفكر حرمن تلفيقات الفقهاء وأكاذيب المفسرين
Published by:صباح ابراهيمنبوءة_اشعياء وحرب #اسرائيل وحماس
Published by:صباح ابراهيمشيعة #العراق وأزمة المواطنة
Published by:علي الكاش** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هلوسات د. سمير غطاس حول أرض الموعد وهيكل سليمان … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السنديالطفل اليانع
Published by:آدم دانيال هومهالعراق ما بين الماضي الزاهي والحاضر العاثر
Published by:مفكر حرأحدث التعليقات
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- س . السندي on سيناريوهات الحرب بين #حماس و #إسرائيل.
- س . السندي on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- الأب بولس فلوح on رواية الغريب وضياع الهويه