الأخوان المسلمون المصريون يجرون مراجعة نقدية لتجربتهم بعد فوات الأوان

الأخوان المسلمون المصريون يجرون مراجعة نقدية لتجربتهم بعد فوات الأوان !!!! الأخوان المصريون يعترفون بمفاجأة الثورة لهم ويعترفون بالاستئثار بالسلطة والاقصاء للآخر غير الأخواني !!

هذا ما فلناه بعد اخفاق التجربة الاخوانية في قيادة مص، فاتهمنا بتأييد العسكر، وكأن الصراع في مصر وعالم الربيع العربي، هو بين (الشمولية الأخوانية والشمولية العسكرية )، وكأن ثوررات الشباب التي سحقت بوحشية استثنائية ليست هي روح ثورات الربيع العربي التي فاجأت الجميع باعتراق الأخوان المصريين أنفسهم ، واعتراف الجميع ( يسارا ويميينا ، إسلاميين وعلمانيين ، داخلا وخارجا )، فتوحد الجميع ( يسار ويمين ،إسلاميون وعلمانيون ، خارج وداخل ) صد ثورة الحلم بالحرية للشباب العربي ، حيث قفز الجميع على قاطرة الثورة لركوبها على اكتاف الشباب، وهو ما يعترف به الأخوان اليوم، وتلك أهم مزية تحسب لفضيلة الصدق في مراجعة الأخوان بعد الجائحة الإعلامية التي حاولت أن تصور ( ثورات الربيع العربي) بوصفها ثورات أخوانية، كما سعت الجزيرة أن تكرس هذا التصور الزا ئف الذي توجهه وتدعمه جهات خار جية دولية وعربية ،على أن ثورات الربيع العربي هي ( ثورات أصولية سلفية جهادية عنفية كما سيصممونها (أسديا وإيرانيا ودوليا) لا حقا في صورة القاعدة وداعش، التي ستظهر الأخوانية (الأم والأب) أنها أكثر اعتدالا ووسطية من خلال أصلها النظري الأخواني ( عزام – والدكتور الظواهري) الأخوانيين بالأصل …مما يعطي من خلالهما مثالا ملموسا عن هذه الأبوية الأخوانية للقاعدة …….

انتقدنا الأخوان بتقديمهم الجانب الدعوي على السياسي، بل وتأسيس الثاني (السياسي على الدعوي العقائدي الارشادي الدوغمائي بل والديماغوجي) ، مما قاد للتعامل مع الدولة بوصفها، (غنيمة/ مكسبا وامتيازا ) يصبح معها الأقربون الأخوانيون (تنظيميا ) أولى بالمعروف والاحسان، من ممثلي رموز الثورة وطنيا من خارج الأخوان، مما قاد إلى الاستئثار بالسلطة (أخوانيا وتنظيميا )، حيث كان للقيادي (خيرت الشاطر مثلا) الذي لم تسمح له قوانين حمل الجنسية الأجنبية حق الترشح للرئاسة، أن يكون له مكتب خاص في هيئة الرئاسة بصفته التنظيمية الحزبية الأخوانية، وليس بصقته التأهيلية الوظيفة المواطنية المصرية ..

.وهذه الملاحظات الأساسية التي وجهناها للأخوان المصريين بوصفهم ممثلي الأبوية البطركية الأخوانية العربية …كانت تنطبق على الأخوانية السورية التي استقوت على قوى الثورة الشبابية والمستقلة بدعم الدولة التركية الأكثر قربا ودعما استراتيجيا ولوجستيا من الثورة السورية، حيث حتى عندما تدعونا وزارة الخارجية التركية كمعارضين غير أخوانيين، كان يتولى الأخوان السوريون الاتصال بنا وتنظيم أمور اقامتنا ونشاطنا غبر مندوبن أخوانيين سوريين في استانبول ، فراحوا يتحكمون بمصائر الثورة بل وخاصة المعارضة بوصفهم قادة للثورة والمعارضة ، كما يقود حزب البعث الأسدي المسيطر والحاكم الجبهة الوطنية التقدمية …..
.
نقدنا للاخوان (المصريين “الأب” للسوريين والأخوانيين العر ب) والذي لم يكن يتجاوز نقد الأخوان المصريين اليوم لأنفسهم، دفع الأخوان و-خاصة السوريين- ليشنوا علينا حربا ضروسا، ولينسحبوا بالألاف من علاقة صداقتهم لنا على صفحاتنا الثلاث على الفيسبوك ، بوصفنا مؤيدين للعسكر لأنا لم نؤيد الأخوان ، رغم إعلاننا مرات عديدة أننا مع حركة نيسان الشبابية، وأننا نعتبر حركة الربيع العربي ليست انقلابا بل هي ثورة (تاريخية مستمرة على طريق انكار ذاتها كما كانت عليه الثورة الفرنسية التي لم تتوقف خلال قرنين ، بل والثورة الروسية التي لا نظن (البوتينية) إلا أنها إحدى محطاتها الناكصة كثورة مضادة على طريق نضوج الحلم الثوري بالعدالة والحرية للشعب الروسي ….وكذلك كانت الثورة الأمريكية والانكليزية ……وكذلك هي الثورة السورية مهما تآمر وتواطأ عليها الأعداء والأصدقاء …….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.