سيناريو عراقي جميل … عنوانه بيان رقم واحد

المقال كما وصلني من صديق

لم ينم القائد العسكري عبد الوهاب الساعدي طيلة الأيام الثلاث الماضية .. كان مهموما قلقا حائرا ليس كعادته وهو يقود المعارك التي اوشكت علئ الانتهاء .. يقول حارسه الشخصي سألته ذات مرة سيدي اكو شي متعبك ، اشوفك مو على بعضك ؟

يرد الساعدي : ابني ما جاي اكدر انام ، جبتها من الرمادي للموصل وانا اشوف الأطفال ونظرات الخوف الي بيهم ، وعيون النسوان الساكنها الرعب والموت ، ما أتحمل بعد هذي الصور! ليش يحصل هذا الظلم ؟ والى متى ؟ومنو يگول الجماعة الي بغداد راح يبطلون بوگ ويلتفتون الحال البلد !! خايف ابني نرجع منتصرين باجر ، ونفرح أسبوع لو شهر ، ويطلعون النا داعش جديد ، ويطلبون مني أخذ ولدي الي خلصوا نصهم بالمعارك ، احارب بيهم بعد !!! وهمه يكعدون بالخضراء يتعاركون عالمناصب والموازنات ! واحنا نشوف الموت كل ساعة بعيونه … التفت الساعدي لحارسه الشخصي شافه يبجي !!حضنه بقوة !..لا تبجي ابني ما راح أخليك تدخل معارك بعد، الا معركة واحدة وأخيرة !!!!

في الليل يتصل الساعدي بكل ضباطه ويكشف لهم خطته بالتفاصيل يتفاجأ البعض !! ..انقلاب ! بغداد ! يرد عليهم الساعدي : لا مو انقلاب ، الأصح تعديل ! في بغداد ! الي يحصل الان في بغداد هو الانقلاب ، الجميع يصمت ويتردد .. لكن لا يوجد من بينهم احد يتحمل فكرة ان يستمر الحال على ما هو عليه .
يتفقون على كل شي ..ويحددون ساعة الصفر بعد الرجوع من معركة الموصل ..
ما هي الا ايام وينتصر الأبطال في الموصل وتعود الفرحة لكل العراق ، الا الساعدي ورجاله الذين قرروا تأجيل فرحتهم لتحقيق الانتصار الحقيقي في بغداد.

كان القادة الكبار على قناعة تامة ان أمريكا ترامب لن تتردد بدعم سيسي عراقي ، ولا الايرانيون في وضع يقدرون به علي معارضة الحركة عسكريا ، وكانوا أيضا على دراية تامة بغضب المرجعية الدينية على طغمة الفساد ، اما الحشد الشعبي هو الاخر قاتل الى جنبنا ويعلم بحرصنا وتضحياتنا ولن يقف ضدنا علئ الأقل….
دبابات الساعدي ورجاله تطوق المنطقة الخضراء والبرلمان منعقد لمناقشة الخمسين مليار المُضافة على رواتبه !!! اما العبادي كان في مكتبه يبحث عن اسم جديد لحركته في الانتخابات المقبلة ، معصوم كان منشغل بتلفزيونه الخاص الذي لا ينقل القنوات الكردية رغم انه غيره ثلاث مرات في الأسبوع الماضي

يقرر الساعدي (إلقاء القبض )علي جميع السياسين دون استثناء خلال ساعة واحدة فقط !!

الغريب في الامر ان البرلمانيين ليس فقط لم يتوقعوا ما يجري ! إنما كانوا خائفين جدا، وطيعين جدا أيضا .. لم يتحرك منهم احد ، وهم يشاهدون الساعدي وضباطه وجنوده يقتحمون القاعة عليهم ، بعضهم أخذ يهتف للساعدي علي وياك علي ، وبعضهم طلب من الساعدي ان يعفو عنه لانه من نفس عشيرته ، وبعضهم قال دخيل العباس ابو فاضل لا تكتلني ، لكن الأغلبية منهم قالوا للساعدي نحن أناس اجانب هذي جوازاتنا الأجنبية لا تكتلنا …

يجلس الساعدي بمكان سليم الجبوري ويقرر نقل الجلسة على الهوء لكل العراقيين ينظر الى وجوه الجميع بقوة مقاتل شرس وتراب المعركة مازال واضحا على خصلات شعره وأصبعه مشدودا على ما يبدو من إصابة بسيطة ..ويبدا بكلامه

(….كل يوم من ايام المعارك كنت اشوف جنودي يموتون امامي ، كل يوم كنت افقد وجه من الوجوه الي احبها .. كنّا نقاتل داعش في النهار ونبچي على اخوتنا بالليل ، ونذكر سوالفهم وحچاياتهم ..هناتعشينا وي محمد ..وهناك ضحكنا وي جاسم ..وبذيچ الصفحة أخذت صورة وي حيدر … كلهم ماتوا الان ،)

تنزل دمعة من عين القائد الشجاع لم يحاول ان يتداركها ، وكأنه يقول في ذكرى الشباب يجب ان تحضر الدموع يتمالك حزنه ويكمل كلامه : (آآآآآه ، كل طفل يبچي بحضن أمه كنت ابجي وياه ، وكل شايب مدنگ راْسه كنت ادنگ وياه ، ليش لعبتم بهاي الناس ؟ ليش ماتوا الشباب الحلوة بسبب طمعكم ؟ ليش مافكرتوا بشرف النسوان واعراض الزلم الزينه الي انتهكت ؟ حتى شنو ؟؟ على يا مال خبروني ؟ حتى تصير عدكم فلوس بالبنوك ! وأولادكم يصعدون سيارات زينه ؟؟؟ حتى تشترون شقق وبيوت وعقارات ؟؟ زين منو يگول بعد الموصل ما راح تطلع مصيبه جديدة ؟ ليش انتم أخذتم عبرة ؟ بطلتوا سرقة ؟ …

شوفوا ولكم راح أخذكم للمطار اطلعون منين ما إجيتوا ، بس قبلها أخذكم تمرون على قبور الشباب الي ماتوا بسبب حماقاتكم وفسادكم … تشوفون نتيجة اعمالكم ، وراح أخليكم تبقون عايشين بعار الفشل كل حياتكم

العراقيون بين مصدق ولا مصدق يندفعون فرحا في شوارع العراق وهم يهتفون .. عبد الوهاب الساعدي الْيَوْمَ هو قائدي .. عبد الوهاب الزين كلمته متصير اثنين

وبعد ان تخلص الساعدي ورجاله من السياسيين يطلب ورقة بيضاء يكتب بها عدة كلمات لا غيّر … ؟

الى شعب العراق الابي كفاكم هتافا … حتى لا تفسدوني كما أفسدتم غَيْرِي ؟

ويعطيها لأحد جنوده ابني أخذها للإذاعات هذا بيان (رقم … واحد) ؟

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.