آل الأطرش … يغار منكم من لا يغار.

في أوائل الألفية كنت في إحدى زياراتي لجبل العرب الأشَّم، وقررت أن أزور ضريح القائد العام للثورة السورية الكبرى ‘العظيم سلطان باشا الأطرش’ في القْرَيّا …
ولجت بسيارتي إلى ساحة كبيرة وتوقفت وجلاً من الإقتراب من الضريح الموجود في نهايتها. كانت الساحة خالية بعد الظهر إلا من رجلٍ واقفٍ على باب قاعة إستقبالٍ ريفية متواضعة على يسار الساحة.
قرأت الفاتحة أمام قبر سيدي ثم عدت أدراجي وألقيت السلام على الرجل الذي تبين أنه إبن القائد، المرحوم الدكتور منصور الأطرش، فاستقبلني بلطفٍ وحفاوة وتبادلنا قصص الثورة المظفرة وحكايا سلطان باشا وَعَبَد الرحمٰن الشهبندر عظماء الأمة.
خرجت بتواضعٍ أمام رهبة المكان، فأنا بحضرة الرجل الذي بدأ الثورة ضد المحتل ببيان ترويسته ‘ الدين لله والوطن للجميع’، يا ليت قومي يعلمون.
ثم تذكرت أنَّ عائلة الأطرش لم تقدم فقط القائد الرمز، بل قدمت أيضاً أعظم موسيقار ‘فريد الأطرش’ وأعظم مطربة ‘أسمهان’…
إني وأكثر السوريين نغار من أمجادكم في حب الوطن، بوركتم يا آل الأطرش …
وللدلالة على الموهبة المقرونة بالشجاعة، لنشاهد معاً ‘ليالي الأنس في ڤيينّا’ …

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.