4 – آحاد الصوم الكبير من جبل العظة إلى جبل الصعود أحد الإبن الضال : البدايات و النهايات

بدأ مخلصنا الصالح مثاله و ماأروعه مثال.كأنه يتكلم عن تاريخ البشرية.لذا بدأ مثاله بغير مقدمات. المثل بدأ بأب و إبنيه و الخليقة بدأت برب و إبنيه.لم يسبق الحديث عن الأب أحد لأنه ليس لله قبل و لا بعد. بدأ الكلام عن الإبنين كأن ما قبل ذلك غير موجود لأن البشرية كانت عدماً قبل خلقتها.و كانت بداية المثل كان لإنسان إبنان تشبه في البدء خلق الله الإنسان خلقهما(إثنين) ذكرا و أنثى.
كان آدم اكبر من حواء.فجاءت حواء الأصغر طامعة فى الألوهية بخديعة الحية.أخذت الِقسم الذى لم يكن لها و أكلت و تعدت الوصية و أخذ مثلها آدم الأكبر فصارا كلاهما عريانين .سقطت البشرية,إنفصلت عن الآب و خرجت من الجنة هكذا فى المثال أيضاَ فعل الإبن الأصغر و طلب ما لم يكن حقاً له.خرج هو أولاً و فيما بعد خرج أخوه ايضاً و لم يشأ أن يفرح في الوليمة.خرج الإثنان و إنفصلا عن أبيهم. كلاهما عريانان مكشوفان قدام الآب. آدم و حواء أرادا أن يأخذا (من ) الله ألوهيته. الإبنان في المثال أرادا أن يأخذا (من) أبيهما ميراثهما و هو حى .لم يحب أحد الآب لشخصه.لم يشبع أحد بعشرته مع الآب.كانت أشواقهما تميل إلى ما يأخذونه من مكاسب مع أنها لا تغني و لا تنفصل عن عشرة الثالوث .ما أشبه البدايات ببعضها.
آدم و حواء و الإبن الأصغر
أخذ الإبن الصغر القِسم الذى له ثم يقول المسيح عنه (جمع الإبن الأصغر كل شيء)..فما الأشياء التي جمعها هذا المسافر بعيداً ألعلها أوراقه.مثلما جمع آدم و حواء أوراق شجر و صنعا لنفسيهما رداءاً من وهم.هذه هى التي جمعها الإبن.جمع أوهامه و كل ما راود خياله ظناَ منه أنه نافع في غربته و لم يلتفت أن أباه يذبح وليمة في الداخل.كما ذبح منذ القديم و صنع اقمصة من الذبيحة لأبوينا بدلا من رداء أوراق آدم و حواء المهلهلة. كان آخر ما رآه الإبن المسافر خَدَمَ أبيه و هم يُعدون الوليمة التى إحتقرها و سافر. لم يعانق إبيه أو أخيه حين مضى.لم يقل سلاماً فمن أين يأت السلام لمن ينفصل عن أبيه.لملم حاجياته و مضى كغريب من بيت كان له. ضاع الإبن الأصغر مع أنه أخذ (كل شيء) لذلك سرعان ما قال المسيح عنه أنه أنفق( كل شيء) فلم يتبق له شيء أخذه خلسة من البيت.هل سرق الإبن الأصغر أبيه كما أراد أبوانا أن يسلبا الألوهية بالإحتيال؟كان يتعامل مع ابيه بإستغلال لمحبته فوجد في غربته من يستغله أيضاً و يبتزه بغير محبة.لذلك لما أراد أبوانا أن يصيرا مثل العلي صارا إلى اسفل و الشيطان بهما يستهزأ.الإبن الأصغر أيضاً وجد في كورته البعيدة من يسخر منه و يُسَخره.و صادقته الخنازير.
آدم و حواء و الإبن الأكبر
كان آدم و حواء في الجنة و لما أنصتا للحية خرج فكرهما خارج الله و خارج الجنة يفكران فيما لنفسيهما لا فيما لله .لذلك لم تعد الجنة تشبعهما لأنهما طامعين في المزيد حتي الألوهية. لما صارا في العرى قالا لله أنهما مختبئين خلف الشجرة خوفاً منه بينما لا مخافة بعد .هكذا كان الإبن الأكبر في الجنة (بيت أبيه) و لكن عقله لم يكن فيما لأبيه بل فيما لنفسه. كان مختبئاً في الحقل في الخدمة.و يدعى أنه يعمل لأبيه و يخاف على ما لأبيه لكنه كاذب لأن لغته حين عاد أخوه لم تكن فيها مخافة أو محبة. مثل خدام كثيرين كان يخدم ليس حباً في أبيه لكن لأجل شيئاَ ما في نفسه.هو يريد ميراثه مثل أخيه.لكنه لابس قناع الخدمة.إجتهاده باطل و ضلال و أبوه يعرف أن قلبه بعيد عنه حتي و هو في البيت .ضاعت الأمجاد حين تجاهل الإبن الأكبر أن أبيه وضع في قلبه أن يهبه كل شيء, نفسه ,كل ما له. لذلك كان الأخ الأكبر أتعس الناس لعودة أخيه.لأنه ظن أن المكاسب ستتقسم على إثنين بدلاً من واحد فهو يجهل ما لأبيه .يخدم و الأنانية تملأه.هذه خدمة إبليس.كل مكاسبها له.الأكبر يشتهي أن يصير الحقل له و القطيع له و الولائم له. هو ضائع في الحقل و أخوه ضائع في الكورة البعيدة.كما ضاع أبوانا في الجنة و ضاعا أيضاً في الأرض.و صار آدم في الحقل يشقى دون جدوى.و حواء تلد موتى دون جدوى.و الولائم بعيدة عن أنظار الجميع و بين الناس و السماء حجاب و بين الأخ الأكبر و أبيه و أخيه حجاب. كان اليهود كالأخ الأكبر يخدمون الأرضيات و يخسرون السمائيات و يعادون أخيهم الأصغر (الأمم) فلا أحد يبصر الله.لا أحد يعرف قلب الآب.
عيون الآب
رجع الأصغر إلي نفسه فلم يعد الأصغر.كانت عينا أبوه عليه.ترك البيت و عينه على الطريق.فالطريق هو المسيح.أرسل الآب إلينا الطريق.و عينه على الطريق مثلما عين الطريق على الآب.و لما أراد الفتي أن يعود كان لابد أن يجد الطريق.كان لابد أن يتجسد الإبن و يصير لنا طريق الآب و الخلاص و الوساطة و الحياة الأبدية.فوجد الفتي التائه المسيح.أوقظ بالمحبة إرادته.أعاد الروح القدس إليه الذاكرة السمائية.فتذكر الآب لأنه عاش منه محروماً.و تذكر الإبن حين تذكر الولائم .و تذكر الملائكة حين تذكر العبيد الذين يخدمون في بيت أبيه.كان الثالوث يعمل بأقانيمه عملاً رائعاً.فأرجع آدم و حواء إلى الفردوس بمصالحة بالدم.لذلك كان العجل المسمن هو طريق المتصالحين الوحيد .مذبوح مذبوح و فداءه قد تم فكيف لا يعود الفتي.صار الإبن وليمة أبدية لمن ينوون العودة و عيون الآب تجذبهم إليه.فمن يستطيع أن يدخل إلي الوليمة (المسيح) إن لم يجتذبه الآب.خرج الآب لأننا رأيناه في الإبن خرج للأصغر(الأمم) و عانقهم لأن الأمم لم تعرف عناق الآب من قبل و خرج للأكبر(اليهود) يسترضيه و لم يعانقهم لأنهم تبجحوا عليه و رفضوا إبنه(العجل المسمن) و من يرفض الإبن يلفظه الآب أيضاً. .صار الآب يلاقينا و يقطع عنا طول المسافة لأنه أرسل لنا طريق الخلاص يسوع القدوس.ركض الآب.بينما لم يركض الفتي.ما أسرع الآب فى شوقه إلينا.الآب أسرع جداً لما جاء ملء الزمان فأرسل إبنه الحبيب و خلصنا.ذبح إبنه لنا و هو المسمن لأنه من البدء هو أقنوم الفداء الذى بقى فى الآب حتى جاء الميعاد ثم صار فى الجسد و حررنا.فعاد الإنسان إلى نفسه.أعاد الآب صورته و مثاله فينا لأن الإبن إنذبح عنا و أهلك الموت الذى أهلك الفتي جوعاَ فإشتكي قائلاً أنا هنا أهلك جوعاً إليك يا من كنت أبى هل ترانى؟ فأعاد له أبوه الحلة الأولى و لبسنا المسيح.عاد الفتى و عانقه أبوه.ما زال الآب أبوه و ما زال العائد إبنه أيضاً .لم يسأله ماذا فعلت لأن العجل المثمن صار يبرر الفاجر و يتصدر للخطاة و الزناة و يبيت في قلوبهم فيعودون مع الفتى بدون مساءلة.عيون الآب رأت الخلاص قد أُكمل فجذبت الفتي للوليمة.لأن الوليمة كان لابد أن تتم أولاً ثم يعود الضال فتمت و عاد.
البدايات و النهايات
كان الإبن الأكبر يرعى القطعان و لم يكن فيهم العجل المسمن فصار تعبه هباءاً.فمن يرفض أخيه يرفض أبيه.أراد الآب أن يصالح البشرية في إبنه و أراد إبنه أن يصالح البشرية معاً فرفض الكثيرون و لا زالت الوليمة مهيئة و الرافضون خارجاً يدعون أنهم يخدمون.بدأ الإبن الأكبر بالخدمة لكنه إنهمك في الطقوس و طلب جدياً بينما الله قدم نفسه ذبيحة ليغنينا عن كل الذبائح.بدأ في البيت و إنتهي خارجاً .إذا خرجت خارجاً فلا فرق إن ذهبت إلى الحقل لتخدم القطيع أو ذهبت إلي الكورة البعيدة لتصادق الحنازير فكلاهما باطل ما دمت قد خرجت عن محبة المسيح.ليس سوى أن يكن المسيح لك بداية و نهاية لأنه الألف و الياء.
الإبن الأصغر بدأ ضالاً و إنتهي في حضن أبيه.فكانت أواخره أفضل من أوائله.فلنكن الأصغر .لنتضع كي نتوب.لنحب كي نعود لأحضان المحب.بدأ الأصغر بالخطية و إنتهي بالحب فكانت أفضل ختام حين أختفي في أحضان أبيه.الحب هو أن تختفي في المسيح.الحب هو أن تعود و فى قلبك عدم الإستحقاق لكن بإيمان أكيد أن المخلص هو الطريق الوحيد للحياة الجديدة .
بينما إنشغل الأكبر بأحلام صغيرة مثل الجدى إنشغل الأصغر برجاء عظيم فالمسيح رجاء للمتضعين و الودعاء.كن الأصغر بإرادتك أو حتي لو جعلوك الأصغر في كل شيء .خاتم جليل في إنتظار أصبعك حين تمد يدك ليده حين تخاطبه و هو منهمك في تنظيف داخلك و خارجك تمهيداً لمجد لا ينقطع مرتباً لأجلك.لا تكن كبيراً فالأكبر ضاع.لم يلبس لا خاتم و لا حلة جديدة و لا حذاء.لم يلبس المسيح لأنه الخاتم و الحلة و الذبيحة.فلا تكن الأكبر.إهرب للنهايات في حضن المسيح و لا ترتبك لو كانت البدايات سيئة للغاية.فهذا المثل يمتدح النهايات المفرحة و لا يحاكم السيرة الأولى.
حديث في حضن الحبيب
ثيابي ممزقة و وجهى ملوث و كل ما فىً أخذته من مراعى الخنازير.في حضنك لم تلتفت إلى رائحتي التى أنتنت مثل لعازر بعد أربعة أيام. لأن رائحتك الذكية ايها الرب يسوع المسيح غلبت رائحتى .في حضنك أعرف أنه لا مرعى الخنازير يخلص و لا مرعي القطيع يخلص فأخي تاه وسط القطيع و أنا تهت وسط الخنازير فعرفت أنه لابد أن أختفي في الوليمة آكل و أشرب و أعانق من صار ذبيحة لى.فليس الخلاص في المرعي بل فيك.و ليست الحياة في ما آخذه لأنفقه بل فيما آخذه لأحبك و أتمسك بك أكثر.عائد أنا من تيه طويل و غربة سادت كل العمر.في حضنك الراحة التى تنسينى كل ما هو وراء.في حضنك تعويضات لا توصف.حين رأيتك تركض نحوى ركض قلبى كما ركض يوحنا في بطن أمه بإبتهاج.كنت أخشي من كل شيء .خفت منك كآدم و إختبأت لكن في حضنك تلاشى الخوف و حل الحب.أوجدتنى و وجدتنى في حضنك.فتيقنت أنني كنت فيك و أنا بعيد فإرتديت حضنك. مددت أصبعي المجروحة من عض الخنازير حين كنت أختطف خرنوبها فإذا بك تضع فوق الجرح خاتم العروس فصرت لك و إختفت كل الجراح.
كنت عارياً مثل أبواى الأولين .فأخذتني إلى الدار الداخلية.حممتني من غير أن تلومنى.لم تسألني عن شيء.بل في حضنك كانت كل الإجابات كنت تردد أحبك أحبك أحبك و كأنني لم أبدد ميراثى.كنت أظنك أنك ستحاسبني فإذا بك تكافئنى .ما هذا الحب.تعالوا يا جميع المتغربين و التائهين و الضالين لأنه قد ظهر مسيحنا في الجسد لا يدين بل يخلص و يكافئ العائدين.حين جعلتني في حضنك صرت جديداً.بدأت أنظر نفسى فيك فلاحظت الشبه القريب.كأنك أخى كأننى إبنك. كنت أقول كأنني كأنني حتي سمعتك تقول لأخي أنني إبناً جديداً.كنت ميتاً و نلت الحياة الجديدة في حضنك.أنا يا أبى لن أغادر حضنك.سأسير و أنت تحتضني و أذهب لأحاول مجدداً مع أخى لعله يدرك حبك و يترك الحقل و يدخل للوليمة.أخى جائع لم يأكل و أنا كنت أهلك جوعاً فخذني في حضنك لأقول لأخى تعال إلي الوليمة.لأقول لمن لا يعرفك أن حضنك كاف لمعرفتك.أنا لم اسمع عن أب مثلك.كنت فتي و الآن قد شخت و لم اسمع أنك تخليت عن أحد إلتمس حبك.لم تصد أحداً أراد أن يعود إلي نفسه .أنظروا يا من ذاقوا الخرنوب.إن نفوسكم في حضنه محفوظة فإن عدتم إلي أنفسكم تجدونها فيه و تأخذون منه النفس الأولى و الإنسان الجديد.أقول لكم حضنه أغلى من النصيب الذى كان لى و تبدد.حضنه أسمى من كل المكاسب.أطلبوه لذاته لأن لذته في بنى البشر فلتكن لذتنا في إبن الإنسان.في حضنه لا يتركك تكمل العبارات التي رتبت أن ترددها قدامه لأن في حضنه لغة أخرى لا تحتاج إلى مفرداتنا.تبدأ الكلمة و ما تكملها لأن الكلمة الأزلى يعطيك لغة جديدة.حضنه يأخذك من النواح إلى التسبيح .حضنه يصعد بك فتكون فيه فوق القمم.في حضنه لا يتوقف الحديث لكن ليس من يترجمه سوى الحب.فإعطني من حضنك كل ما فيك.ما عدت أطلب غيرك.ما عدت أطيق أن أبتعد .ما عدت أفكر في غيرك.في حضنك أكون بعد أن كنت عدماً.في حضنك تكون النهايات أحلى من البدايات.في حضنك أدعو المحرومين من الحب أن يقصدوك.أدعو الذين خلت قلوبهم من المحبة أن يقبلوك.في حضنك أقول لكل الخطاة هناك حضن أبى لا يهمه ماذا أخطأت و كم تهت بعيداً لكنه يركض إليك و يعانقك فتنسي الدنيا و الناس و يبقي لك وحدك حضن المسيح فما أحلاه حضن.
Oliver the writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.