شهادة معتقل سوري: أجبرت على التبوّل على جثث المعتقلين

شهد المعتقل السوري مازن الحمادة عن اجباره على التبول على جثث السجناء

وفقاً لتقرير صحيفة “الفاتو كوتيديانو” الإيطالية عن شهادة المعتقل السوري السابق، مازن الحمادة، 40 سنة، المهندس من دير الزور، والذي سجن بسبب مساعدته لطبيبة في الحصول على حليب للمدينة, حول ما تعرض له السجناء من تعذيب في سجن المزة، والتي ما زال أثرها على جسده، حيث قلل: “ تعرضنا يومياً للضرب بالعصا والحديد الساخن، ناهيك عن الممارسات الجنسية الوحشية التي تطال الرجال، بادخال المعادن في مناظقهم الحساسة … لقد أجبرني الجلاد على التبول على جثث مكدسة في الحمام، ولا أريد تذكر وجهه وهو ينظر مباشرة في عيني بتلذذ وتشفي، وكنت اتمنى الموت من رب العالمين ولا احصل عليه”.. وتابعت الصحيفة أن مازن تم عطبه ويسير بصعوبة بسبب التعذيب حيث قال للصحيفة: “لقد كانوا يضربوننا بالحديد الساخن على الساقين، الأمر الذي سلبني القدرة على المشي والوقوف بشكل طبيعي. لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها اعتقالي، فقد زج بي في السجن ثلاث مرات في سنة 2011 و2013، وتعرضت إلى الضرب المبرح، وذلك فقط لأننا كنا نحلم بالحرية لكل السوريين”.. وعن اعتقاله الاخير قال للصحيفة: “اتفقنا على الالتقاء في مقهى وسلمت الحليب البودرة إلى الطبيبة، وبعد فترة وجيزة دخل الأمن في النظام السوري واقتادوني إلى السيارة بعد أن قاموا بتقييدي مثل وضعية الجنين … دخلت السجن معصوب العينين وكنت أشعر بأجساد المعتقلين الآخرين وأصواتهم حولي. بعد فترة وجيزة، دفعوا بنا نحو فضاء مفتوح وانهالوا علينا بالضرب لمدة ساعة على الأقل، ولم أتمكن من معرفة مكاننا إلا بعد مرور أسبوع على اعتقالنا داخل ذلك المكان الذي كان يضم 170 سجينا في مساحة لا تتجاوز 84 مترا مربعا، نسير فيها على ركبنا وأيدينا خلف رؤوسنا … لقد أجبرنا الجلاد على الاعتراف بجرائم لم نرتكبها قط , مثل جرائم المتاجرة بالسلاح والإرهاب، وذلك لكي يعدموننا .. لقد قام الجلاد بتعليقي على الجدار بسلاسل من حديد على المعصمين وتركوني أحترق بأشعة الشمس لساعات، لدرجة أني كنت على وشك الموت .. الجلاد وضع في فمي سلك كهربائي لكي لا أتمكن من الصراخ وسماع صوتي أثناء ضربي بالعصا والحديد الساخن .. لم يكن بإمكاننا الذهاب إلى الحمام سوى مرتين في اليوم، كل 12 ساعة، حيث كنا نقف أمامه صفا واحدا، ولا يمكننا المكوث داخله أكثر من دقيقة, وكان السجناء يجبرون على المرور على القضبان الحديدية، والضرب ينهال عليهم من كل صوب، وهي وضعية تجعلك تفضل ترك زميلك السجين يموت عندما يسقط على أن تساعده .. وكان كل يوم يموت سجينان على الأقل بسبب الاختناق والأمراض الناجمة عن الأوساخ الموجودة داخل السجن”.

About أديب الأديب

كاتب سوري ثائر ضد كل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والاسرية الموروثة بالمجتمعات العربية الشرق اوسطية
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.