وفاء سلطان بشحمها ولحمها، سورية أمريكية، تتجول في شوراع قطر الشعبية… يمازحها بائع بوظة تركي!

بعيدا عن السياسة والتسيس… بعيدا عن معادلة أمريكا سوريا قطر تركيا… أعيش لحظة انسانية! أعيشها بحرية وبلا قيود… كم ستكون الحياة أجمل بلا حواجز….بلا ضغائن….بلا أحقاد!
….
لو يعرف بعض المارة من أنا من يدري كيف ستكون ردّة فعلهم؟؟؟ أليس لهذا السبب كانت النصائح التي تلقيتها في أمريكا أن لا أسافر إلى قطرلأن الرحلة غير آمنة ومحفوفة بالمخاطر؟ لكن حدسي أخبرني عكس ذلك، ودائما أصدق وأتبع حدسي! ناهيك عن أن رؤية أمي كانت أسمى من الحياة نفسها…
……
(الحدس هو القدرة على تقصي المعرفة خارج حدود حواسك الخمس) تلك المعرفة التي تحميك حتى ولو كنت وفاء سلطان وتتجول بحرية في بيئة كل شيء فيها يرفضك، وأنت ترفض كل شيء! خلال تواجدي في قطر والذي استمر قرابة شهر، وبعيدا عن مسؤوليات وضغوط الحياة في أمريكا تفرغت لتأليف كتاب بعنوان “الآن والأنا”، صببت فيه الكثير من اسرار حياتي وكيف أعيشها! في الكتاب أتحدث باسهاب عن “الحدس” وأهمية أن تملكه، وكيف يربطك بمنبع كوني لا ينضب، وعندها يرتقي بروحانيتك إلى حد اليقظة!
….
باختصار شديد جدا جدا، لا تستطيع أن تمتلك حدسا نقيا وحقيقيا إلا عندما تتخلى عن “أناك” وتتواجد في الآن… ليست مهمة سهلة، لكنها ليست في الوقت نفسه مستحيلة! إنها رحلة طوييييييييلة جدا وشاااااااقة جدا… أخذني ربع قرن من الزمن وجهود جبارة لأخطوها! يُقال “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة” أما أنا فأقول: أشقّ وأطول رحلة تستطيع أن تخطوها في حياتك هي رحلة من خطوة واحدة، تلك الخطوة التي تأخذك إلى “الآن”، وبعيدا عن “آناك”…
….
الـ “أنا” هي إفراز عقلي، والعقل بدوره هو إفراز الماضي والمستقبل ولا علاقة له بالـ “آن”… العقل هو إفراز الماضي بآلامه وتجاربه والمستقبل بآماله ومخاوفه… عندما تتحرر من براثنه تصبح حاضرا في الـ “آن” ومجردا من الـ “أنا”… فتستيقظ في اللحظة الآنية.. الاستغراق في التأمل والذي تعتمده الفلسفة “الزينية” المشتقة من البوذية كوسيلة للتواصل مع الذات العليا، هو الحل الوحيد لانسان تلك البلدان الغارقة وسط آلامها وعذاباتها، ستنشله من ثقافة الموت وتعيده إلى عمق اللحظة!
….
لقد عشت تلك اللحظة وأنا أمازح ذلك البائع، وأشك أنه عاشها….
**************
عزيزي القارئ: سأكتب لاحقا الكثير عن تلك الفلسفة فتابعني…

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.