أي عار وخزي ورخص لمعارضة سورية تدين عملية القصاص من مجرمي المخابرات الأسدية !!!!!

أي عار وخزي ورخص لمعارضة سورية تدين عملية القصاص من مجرمي المخابرات الأسدية !!!!!
هل هناك فعل ثوري مجيد ونبيل أكثر من مواجهة القوى الأمنية المجرمة لأي نظام ديكتاتوري في العالم، إن كانت المواجهة علمانية أم إسلامية !!؟؟
كل الشعب السوري يعتقد أن يد الله كانت مع منفذي القصاص الذي نفذ ضد سدنة الموت الأسديين القتلة المجرمين ، وذلك لأن كل الخبراء يقدرون أن هذه العملية كانت مستحيلة بشريا تجاه فرعين للمخابرات الأسدية التي كانت يفصلها عن المجتمع السوري أخاديد من الدماء التي حفرتها الأسدية لا يمكن أن تعبر إلا بسلطان، فكان هذا السلطان يد الله التي امتدت كرمى لنساء سوريا وأطفالها ……وعلى هذا فإن أية إدانة لهذا القصاص الالهي العادل هي ادانة مشبوهة ونذلة ورخيصة الثمن خائنة في خدمة الطغمة الأسدية وسادتها من المستعمرين الروس والإيرانيين …
ليس مهما الأداة التنفيذية سياسيا وعسكريا من منظور ضميري وأخلاقي (الهيا وبشريا) التي نفذت حكم العدالة الالهية والانسانية بمجرمين قتلة أبادوا طائفيا مئات الألاف من الشعب السوري الأكثري ، ولهذا لا يمكن ليد العدالة هذه أن تكون يدا (شيطانية ارهابية )، بل هي يد رحمانية تبلسم بعض جراح الأمهات بأبنائهم وأطفالهم، والأبناء بأمهاتهم ، بغض النظر عن القوى المنفذة، حتى ولوكانت الأداة المنفذة قوى الطبيعة العمياء (الزلازل أو الفيضانات) فلا نظن أن ثمة أخلاقا بشرية سوية يمكن أن تتعاطف وتتضامن مع أي مجرم في العالم بغض النظر عن هوية منفذ حكم الاعدام به، حتى ولوكان السياف شيطانا …وهذا ما يقسر لنا اجماع الديانات التوحيدية (الثلاث ) على العبرة الالهية من اطباق البحر على فرعون وجنوده لأنه كان من الظالمين ……..
ولا نظن أن مسارعة المعارضة السورية لإدانة قيام الثوار بخوض معركة ضد قتلة النظام الأسدي، إلا شكلا من اشكال النكوص التي تبلغ حد استنكار ثورة الشعب السوري ضد الأسدية بالأصل، وإلا فما هو مبرر الثورة بالأصل، بغض النظر عن الهوية السياسية للثورة لأن الثورة أكبر بكليتها أكثر شمولا من هويتها الحزبية أو السياسية ، فالثورات تكمن قيمتها في تنوعها وقدرتها على تمثيل قوى الشعب بتعدد تياراته السوسيولوجية والسياسية والدينية والثقافية………
وعندما تتغلب إحدى تيارات الثورة يجدب لوم الميزان السياسي والدولي والاقليمي على هذا الخلل في الدعم والتأييد والمساندة ، وليس لوم المجتمع على تاريخية تشكله الثقافي والسياسي وسياق مساراته بهذا الاتجاه أو ذاك ……سيما أن المعارضة التي أعلنت ادانتها للفعل الثوري والثوار بغض النظر عن صانعه ومنتجه ، ليست مشبوهة دوليا أو كحليتا أو وطنيا بأي فعل ثوري تدان عليه بعد خمس سنوات من الفرز و الانتقاء والاختيار الدولي والاقليمي لممثليه القابلين على المصالحة مع النظام الأسدي بما فيها تجديد الأسدية وهياكلها العسكرية والأمنية ……
أي كان بامكان المعارضة المفاوضة أن تتبرأ من هذا الفعل البطولي الملحمي الالهي الثوري الطبيعي دون صعوبة، وسيصدقها العالم فورا بسبب معرفته التفصيلية بالسيرة الذاتية للجميع البريئة من أية شبهة ثورية على مستوى الأحزاب والأقراد …حيث بامكان المعارضة المفاوضة أو المعدة بالأصل للتفاو ض، تحميل العالم مسؤولية تحجيم وتتفيه المعارضة إلى حد أن الشعب السوري لم يعد يعرف الفرق بين وفود المعارضة (المنصات الدولية ) ووفود السلطة الأسدية، وأنه من الطبيعي وطنيا وشعبيا الذي فقد الملايين بين قتلى وجرحى ومساجين ومهجرين ، أن لا يفكر بالهوية السياسية والفكرية لمن يدافع عن كرامته وحريته (علمانيا كان أم إسلاميا) ، وأن السياسة الروسية والإيرانية والدولية لم ولن تبقي معنى للثورة والبطولة والكرامة والحرية سوى لعملائهم وعملاء النظام من المعارضة التي تسير تدريجيا بشكل يومي بعيدا عن الثورة وروحهاوقيمها …بأثمان رخيصة فردية وشخصية ومكاسب ذاتية تحسب بالرواتب با لدولار مع الأسف .. لتتحول إلى قوة للاستخدام السياسي في اللعبة السياسية التي تقوم بها الهيئات الدولية والعربية منذ بداية الثورة السورية المباركة …..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.