عيد الحب ‘ڤالنتاين’ إسقاط سوري…

عيد الحب ‘ڤالنتاين’
St. Valentine’s
إسقاط سوري…

أُعْتُمِدَ في الغرب يوم 14 شباط كعيد للعشق وأصبح سانت ڤالنتاين يوماً يقدم فيه المحبوب وردة الى المحبوبة من أجل الإحتفال بالمناسبة.

وتبقى سيرة ڤالنتاين محاطة بحيز من الغموض فهي تُسْرَد بصيغ مختلفة وتقترب من الأسطورة، لكنها أصبحت عُرفاً متفقاً عليه وانتشرت في معظم بلاد العالم.
ويعتبر هذا العيد موروثاً من الأديان والحضارات السابقة للمسيحية وإن كان قد أصبح رمزاً للمحبة والعشق والغرام.

وفي تراثنا قصص عديدة مرتبطة بالغرام، لكن جميع العاشقين كانوا شعراء شجعان يهيمون عادة بإبنة عمهم: قيس مع ليلى، عنترة مع عبلة وجميل مع بثينة وغيرهم.

طويت العصور القهقرى ورحت أبحث عن مكافئ سوري، فلم أجد سوى قصة غرام من الميثولوجيا الإغريقية، بطلاها
أبولو Apollo
إلٓه الشعر والموسيقى
وحورية
nymph
اسمها دافنه
Daphne.
قصة الحب هذه كانت تستهويني منذ زمن بعيد وقد رسم لي صديقي الفنان المعروف غسان نعنع لوحة تصور هذه القصة، وقمت بتعليقها في بيتي.

عظمة أبولو هو أنه إلٓه موروث من الأساطير الحثية
Hittite
لذلك فهو بحكم الإلٓه السوري. أما دافنه فألوهتها مرتبطة بالطبيعة والغابات والماء، وكانت على ما يبدو عازفة عن الغرام مما جعل حب أبولو من طرف واحد. كما أن أبولو وهو إبن كبير الآلهة زوس كان له عدو مبين هو إلٓه الصيد كيوبيد الذي فاجأ أبولو وهو يتودد الى دافنه وقام بتحويلها الى شجرة غار.

ولكن موطن دافنة كان على الغالب في سورية وفي غابات إسكندرون تحديداً. وقد سميت أنطاكية في الماضي ‘أنطاكية دافنه’ لتمييزها عن انطاكياتٍ أخرى. دافنه أو دفنه هي اليوم احدى ضواحي أنطاكية ومنها تستجر المدينة المقدسة ماءها.
في أحد أيام السنة، يحتفي أهالي دفنه بعيد المحبة دون أن يعلموا أن هذا العيد مرتبط بقصة أبولو ودافنه (من موسوعة
Larousse
تحت مُدْخَل
Daphne2).

وعند العودة الى العصور الحديثة وجدتُ أنَّ أجمل قصة حب هي قصة صخرة ‘اذكريني دائماً’ في ربوة دمشق. الى هذه الصخرة صعد عاشق لم يتمكن من الاقتران بحبيبته منذ 60 عاماً، وكتب العبارة ثم رمى بنفسه من ارتفاع 40 متراً. ويقال أن حبيبته أتت الى الصخرة أيضاً وكتبت على وجهها الآخر ‘لن أنساك’ وانتحرت بدورها. وسواءً كانت هذه القصة واقعية أم أسطورة إلا أنها تملك عذوبة حب روميو وجوليت.

لذلك وحرصاً على رغبة أقرباء العاشِقَيْن السورييَيْن بكتم أسمَيْهِما، ولأنَّ اسميهما قد لا يكونا شاعريين، فإنَّ اعتماد يوم حب سوري مبني على قصتهما، يستدعي إيجاد اسمين جميلين متناغمين لهما.

ما رأيكم ب’كريم’ و ‘كرمى’ فهذا يجعل العيد ‘كَريمْكارْما’.

للمحبين والعاشقين أقول:
أتمنى لكما عيد كَريمْكارْما سعيد بعد أن يحل السلام في بلدنا الحبيب..
Happy Karimkarma
رغم المآسي التي يعيشها شعبنا فإن الحب يجب أن يدوم وأن تنثروه ليعم جميع أرجاء الوطن…
أما أنا فأهدي وردتي إلى سورية معشوقتي إلى أن أمضي…

عندما تغادر أية قرية أو بلدة أو مدينة في سورية، إكتب على أقرب صخرة:

‘اذكريني دائماً’..
‘ودعتيني وعاهدتيني لا تنسيني ولا أنساكِ’

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.