اسباب انتشار الالحاد

الالحاد في البلاد الاسلامية
الالحاد فكر يدعو الى انكار وجود اله خالق للكون والحياة وينكر الاديان وشرائعها.
انتشر الالحاد كنتيجة لطغيان رجال الدين و الغلو في الدين و تطبيق الشريعة الاسلامية القاسية والعنيفة في تطبيق الحدود و العقوبات على المخالفين للدين من قتل ورجم و جلد وقطع الاطراف وقتل المرتد وتخويف الناس بعذاب القبر و الشوي بنيران جهنم الى الابد . مما سبب نفورا عند بعض الناس من الدين و شريعته و عذاباته و صلافة شيوخه المتسلطين كرد فعل مضاد.
من حق كل انسان عاقل ان يفكر ويعتنق دينا او فكرا بما يراه صحيحا مقنعا له من دون ضغط او اكراه ، ولابد للانسان الناضج و المثقف ان يرفض الدين كفكر ورثه من اهله، و عليه الالتزام به كما علمه اياه والديه و مجتمعه قبل ان يدرس هذا الدين . وان لا يعتنقه بشكل اعمى دون وعي او تدبير ودراسة عندما يبلغ سن الرشد . فان اقتنع به وصدقه اعتنقه مهما كان ، وان يرى فيه ما يثير انتباهه و لديه تساؤلات حول امور فيه تشغل فكره ، عليه البحث و التقصي و السؤال عما يشغله ، حتى يصل الى القناعة المطلوبة التي تجيب على تساؤلاته ثم يقرر قبوله او رفضه.
ومن حق كل انسان ان يعتنق ما يراه مناسبا لعقله و فكره ويعتقد انه الفكر او الدين الصحيح المنطبق مع العقل و المنطق ، لكن ليس من حقه ان يستخدم الدين وسيلة للشر و العنف ، وعقيدة ضد الانسانية و اخوانه البشر ولا يجوز ان يفرض ايمانه بالقوة على الاخرين . فالانسان ولد حرا يعتنق ما يشاء بغير اكراه .
الاسلام دين انتشر بالسيف منذ ولادته ، وكان شعار نبيه في نشر دعوته للاخرين (اسلم تسلم) وكان يكتب هذه العبارة في رسائله المرسلة الى ملوك الفرس و الرومان و القبط في اوج قوته لنشر دعوته و التهديد بالغزو و القتال لمن لا يذعن لدعوته .
وكانت الدعوة في بدايتها للوثنيين المقيمين في مكة والمدينة وجزيرة العرب هي قبول الاسلام سلما و الايمان بالله ربا اوحدا و محمد بن عبد الله نبيا ورسولا. و بعكسه سيكون القتال و السبي و سلب غنائم المنهزم ، و احتلال الاراضي وفرض السيطرة على الناس بالقوة .
اما اهل الكتاب من اليهود والمسيحيين ، فكان محمد نبي الاسلام يدعوهم للاسلام و ترك دين آبائهم على اعتبار ان الدين عند الله الاسلام، وهو ناسخ لكافة الاديان السابقة ، او تخييرهم البقاء على دينهم و دفع الجزية للمسلمين وهم صغارا اذلاء و البقاء تحت سطوة الاسلام ان غزا المسلمون ديارهم و احتلوها ، و تطبيق تعاليم الاسلام عليهم اما من يرفض شروط المسلمين ، فعليه قبول القتال والاحتكام للسيف، لأنهم سيفرضون الدين عليه بالقوة . وشعارهم اسلم تسلم ، تحت صرخات وراية الله اكبر.
انتشر الاسلام في بلاد كثيرة خارج جزيرة العرب تحت ظلال السيوف والرماح و التهديد بالقتل و الغزو و السبي . وخضعت شعوب كثيرة لحكم الاسلام و المسلمين وفرض عليهم الدين قسرا بسبب ميزان القوى الصاعد للمسلمين ، وكانت الغنائم هي الدافع والحافز االرئيس للغزوات بحجة نشر الاسلام . فوصل المسلمون باسلامهم الى الهند و الصين شرقا وشمال افريقيا واسبانيا غربا .
من اسلم واعتنق الاسلام وآمن بالله ربا و بمحمد نبيا ورسولا و طبق فرائضه سلم من القتل ، ومن رفض طارت رقبته بالسيف ، وسُبيت نساءه و اولاده و اصبحوا رقيقا يباعون بالاسواق ومن آمن بالاسلام واعتنقه فرضت عليه الصلاة و الصيام و تطبيق احكام الشريعة والحدود. ومن ارتد عنه يقتل ، و بسبب هذه الشروط و الغزوات و القتل دخلت شعوبا كثيرة في الاسلام عنوة وتركت اديا نها كاليهودية و المسيحية والزرادشتية والمجوسية.
وبعد ان تغيرت الضروف الان و شرعت مواثيق حقوق الانسان التي تكفل حرية العقيدة واعتناق الدين المرغوب و تغييره الى دين آخر بلا اكراه ، و انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و الانترنيت في العالم ، اصبح من السهل على الانسان ان يبحث في الاديان ويتعلم ما هو الصحيح و ما هو المضاد لحرية الفكر والراي ، ويستطيع ان ينتقد الدين ويقارن بين الاديان ، واختيار ما يناسبه منها ، من هنا بدا الناس و المثقفون يدركون سلبيات الدين الذي اعتنقوه ، و يرفضون تطبيق الشريعة و الحدود و قساوة الاحكام ورفضت شريعة قطع الايدي و الارجل و الرجم و الجلد و قطع الرقاب كعقوبات ضد المخالفين ، والحد من حرية المراءة و اجبارها للبقاء في بيتها و اعتبارها وعاءً جنسيا لتفريغ شهوات الرجال وتربية الاولاد فقط .
من هنا بدا بعض المثقفين رفض الدين الاسلامي و اتجهوا للالحاد وانكار وجود الاله الخالق بسب تعسف هذا الاله برأيهم في فرض شريعته القاسية على الناس فأنكروا وجوده .

الالحاد في الغرب المسيحي
في الدول الغربية، مثل اوربا و امريكا و استراليا و كندا ، و كذلك في افريقيا والهند . سادت الكنيسة الكاثوليكية في الهيمنة على نشر الدين و ارسال البعثات التبشيرية لنشر المسيحية بين الشعوب ، وطبقت الكنيسة تعاليمها ، لكن بعض رجال الدين انحرفوا عن المسيحية الصحيحة و فسروا احكام الانجيل على مزاجهم و اجتهادهم ، وخاصة في ايطاليا و اسبانيا وفرنسا و سويسرا، حيث انشأت الكنيسة في القرن السادس عشر الميلادي محاكم التفتيش الرهيبة التي فرضت احكاما قاسية على السحرة و المهرطقين و المخالفين لتعاليم واجتهادات كهنة الكنيسة ، فحكمت تلك المحاكم على المخالفين لتعاليم الكنيسة و على العلماء و المفكرين و المهرطقين والسحرة حرقا بالنار، و حكموا على اخرين بالشنق و الجلوس على كراسي من مسامير مدببة حتى الموت ، وتقطيع الاوصال . وكان ضحية تلك الاحكام عدد من العلماء الاجلاء الذين اكتشفوا نظريات في الفلك و حركة الارض حول نفسها وحول اشمس ، وقالوا ان الارض ليست مركز الكون انما هي كوكب يدور حول الشمس ، مثل العالم غاليلو و كوبرنيكوس ، الذين حكمت الكنيسة عليهم بالموت حرقا .
ومن مساوئ تصرفات رجال الكنيسة المتعسفين انهم فرضوا صكوك الغفران لكسب الاموال و قالوا بعصمة البابا ، مما اثارت هذه التصرفات حفيضة بعض المعارضين ، فاحتجوا على الكنيسة و سلوك رجالها و قوانينها الجائرة ، ومنهم الراهب الثائر مارتن لوثر ، الذي علق لائحة احتجاج على باب الكنيسة ، فدُعي هو وانصاره بالمحتجبين او البروتستانت . ومنذ ذلك التاريخ انشقت الكنيسة الكاثوليكية وانقسمت الى كنيستين و استمر الانقسام الى يومنا هذا .
في القرن العشرين ، حيث ارتفع صوت المحتجين على تدخل الكنيسة في الشؤون السياسية والاجتماعية للبلد والشعب ،و وصل عدد من السياسيين الشبان الثائرين الى البرلمانات فنادوا بفصل الدين عن السياسة والحد من تدخل الكنيسة ورجالها في شؤون الدولة السياسية وامور الشعب ، فشرعوا قوانينا بتحجيم دور الكنيسة وحصرها في الامور الدينية فقط .
بدا عصر جديد من الحرية الفكرية و التقدم العلمي و الصناعي و التطور التكنلوجي في اوربا و بدا عصر النهضة العلمية والثقافية .
وبعد ان نشر العالم الانكليزي جارلس دارون كتابه اصل الانواع عام 1859، و شرح نظريته في نشأة و تطور الكائنات الحية وتطور انواع الحيوا نات، و ظهور الحياة في خلية واحدة تركبت بالصدفة من تفاعلات كيميائية معقدة بمساعدة ضروف بيئية و جوية من غازات ومواد عضوية و ماء دافئ في المستنقعات الراكدة ، وتطور هذه الخلية الى كائنات حية اكثر تعقيدا حتى وصل الامر الى ظهور الاسماك والبرمائيات و الحيوانات البرية و الزواحف و الطيور ، ثم الثدييات و القرود التي تطور من احدى سلالاتها الانسان بأنواعه ، الانسان الافريقي و انسان كرومانيوم و انسان جاوة و النياندرتال ثم الانسان الحديث . هذه النظرية اصبحت دستورا يعتمد عليها الملحدون في رفض فكرة الاله الخالق . ونادى داروين ان البيئة وعامل الزمن و التقلبات المناخية وصراع البقاء والنشوء و الارتقاء هي المسبب لتطور الكائنات الحية في اشكالها و احجامها و وظائفها البيولوجية . وليس هناك دخل من قبل اله خالق في نشأة وتطور الكائنات الحية و وجود الانسان
وكانت تلك النظرية حافزا للكثير من المثقفين لانكار وجود الخالق ، فظهرت حركة الالحاد بين الناس في اوربا المسيحية و انتشرت .
كما ساهمت النظريات الماركسية و الشيوعية المادية الديالكتيكية في نشر الالحاد بين صفوف المثقفين و الثوريين .
هذه قصة الالحاد وانتشاره بشكل مختصر … الصورة لإحدى السعوديات اللواتي فضحن القمع الديني شاهدهن هنا: سعوديات يفضحن قمع النظام الديني للنساء – تقرير سي ان ان

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.