لم تعد الديدان تكفيني ، غير الأفاعي لم يعد يشبعني..

في زمن السلم و الارتخاء و في أوائل ايام بشار الاسد كرئيس لسوريا دخلت سجن تدمر ، اعتقدت حينها انها آخر محطات حياتي من شدة ما عاينت و شاهدت من فظائع ترتكب بحق الموقوفين على ذمة الضمير..

كان ذلك في أوقات البحبوحة السورية ، فما بالك بأيام ما بعد الصحوة و كيف سيكون شكل المعتقل في عرين الخوف الأسدي ..

لم استغرب و لم يفاجئني تقرير العفو الدولية الأخير عن المسلخ البشري ، فقد كنت هناك يوماً عندما كنّا صقوراً صغيرة فتحت أفواهها لالتقاط بعض ديدان الحرية ، و كيف تصرّف هذا الغول مع هؤلاء ، فلما المفاجأة من ردة فعله على تلك الأفراخ بعد ان أصبحت صقوراً جارحة ، مزَّقت أعشاشها و كسّرت أقفاصها و قالت لسجّانها : لم تعد الديدان تكفيني ، غير الأفاعي لم يعد يشبعني..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.