العراق … وأزمة الهوية

أستهلال :
ويا حكام المهزومين .. ويا جمهورا مهزوما .. ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر
ما أوسخنا .. لا أستثني أحدا هل تعترفون
—————-
ونعوي في الصحراء بلا مأوى .. هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟ .. هذا وطن أم مبغى ؟
هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ؟
( * ) مقطع من قصيدة لمظفر النواب / ” شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد ، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق ، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى ، ولد عام 1934 ، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد ” .

المقدمة والنص وكلمة الختام :

العراق بعد 2003 فقد الهوية ، بل أنتزعت منه الهوية ، ولا أقصد أنه كان له هوية من قبل / بالمعنى المطلق والمتعارف عليه للهوية الوطنية ، ولكن الأن تماما فقد الهوية ، بغداد ليست بغداد ، والراية ليست كما كانت ، والرافدين أصبحا مدفنا للجثث ، و النخيل بل ثمر / وقد نستورد يوما التمر ، كما نستورد باقي السلع ضرورية كانت أم كمالية أو أنتاجية ، العراق بلا هوية ، لا أستطيع أن أحدد مسببات فقدان الهوية ، لأنها لا تعد ولا تحصى ، فتعددت الأسباب والموت واحد / فقدان الهوية ، لا أدري ما الذي حصل ، حكام العراق الحاليين ، ملتحين أو معممين ، وبعضهم غير ذلك ، ولكنهم يصلون ويصومون ويزورون الأضرحة ، وبعضهم حتى يلطمون على سيد الشهداء الحسين / وهو براء منهم ، ولكن الكل ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر أو أغفل النظر عن الوضع ، حتى تضيع الهوية ، فالعراق مقسم ، العراق مجزأ ، العراق مغتصب ، العراق مشرذم ، العراق طائفي ، العراق مذهبي ، العراق بؤرة من الاحزاب و التكتلات ، العراق منهوب ، العراق يحترق … من المستفيد من كل هذا ، يبقى سؤال بلا جواب !!
لأول مرة الحكومة والبرلمان والحكام يتفقون على ثورة / أو أنقلاب ، ضد الشعب ، هي سلب هوية العراق . أيهاجر الشعب أم يفنى الحكام الجدد . تأكد لنا أن رجال الدين و المتدينيين ، عندما يجرمون أو يقتلون أو يسرقون أو ينهبون .. يكونون أكثر دموية و شراسة ووحشية وشراهة من ” العلمانيين الكفرة ” !! لم نسمع أن الراحل نوري السعيد أو الزعيم عبد الكريم قاسم / مثلا ، كانا من أصحاب المال و العقارات ، وحكام اليوم يملكون المليارات ، كانوا يقولون أن الباشا نوري السعيد ” كان يشرب العرق ” ، أيها الحكام أشربوا ما تشاؤوا من .. !! لكن أعدلوا و أنصفوا مثله ! وأحكموا مثلما حكم ، وسائل يسأل / من جانب أخر ، ماذا فعل الباشا حتى تخرج المظاهرات / أبان العهد الملكي ، التي تقول ” نوري السعيد القندرة وصالح جبر كيطانة ” ، أذا كان الباشا ” قندرة ” .. وهو الذي كان له القدر الأعظم في ” وجود دولة أسمها العراق وتأسيس جيشه و جعله عضوا في جامعة الدول العربية و عصبة الأمم ..” ، من جانب أخر ، ماذا قدم الحكام الجدد من أنجازات !! وماذا يجب أن نهتف لهم على ما فعلوه بالعراق !! أين أنت أيها الشعب المغيب بمسيرات الزيارات و اللطم ، الحسين لا يحتاج الى مسيرات ولا الى لطم .. الحسين قال ” أللهم أجعلني أن أبيت / أبات ، مظلوما ولا ظالما ” ، ونحن نقول الى متى يبقى الشعب مظلوما ، مسلوب الأرادة ، لا حول له ولا قوة ، في بعض الأحيان أشكك بأن هذا هو شعب العراق ، الذي يقال عنه شعب الثورات من الأربعينات وحتى مطلع الألفية الثالثة ! متى ترجع لك الهوية الثورية ، وتحاكم من نهبوك وشردوك وجعلوك لاجئا في الشتات ..
وأختتم مقالي بمقطع من قصيدة لي في مطلع 2012 عام ، أقول فيها / وهي محاورة بين الحكام و الشعب :
ولكن سامحنا أيها الشعب
فنحن لا نعرف
كيف أسعادك
وكيف نحقق لك
الاحلام …
—————–
و كيف نوفر لك العيش
و الأحترام
و نحن نسينا الله
و عبدنا الكراسي
و أصبحت حياتنا
حرام في حرام …
—————–
و أنا .. أقول أيها الشعب
عش كما قدروا لك
مذلولا و أذهب للجحيم
أو أنتفض
و أشنق الأقزام …

About يوسف تيلجي

باحث ومحلل في مجال " نقد النص القرأني و جماعات الأسلام السياسي والمنظمات الأرهابية .. " ، وله عشرات المقالات والبحوث المنشورة في عشرات المواقع الألكترونية منها ( الحوار المتمدن ، كتابات ، وعينكاوة .. ) . حاليا مستقر في الولايات المتحدة الأميريكية . حاصل على شهادتي MBA & BBA .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.