لا تصطادوا حمام السلام لا تقصفوا أغصان الزيتون

يغتاظ إبليس من المسيح لأن في مولده صار على الأرض السلام.و عند صعوده ترك لنا سلامه.من وقتها يبغض إبليس كل من يسعى للسلام و المصالحة .يريد أن يقصف أغصان الزيتون و يظل يطارد حمامة السلام .فإن لم يفلح في قتلها فإنه يشيح بعصاه و يبعدها و يقف متباهياً بإنتصارٍ كاذب أنه طرد حمامة السلام.
يغتاظ إبليس من الذين في قلوبهم سلام الروح القدس لأنه يغتاظ من أى ثمر للروح.يغتاظ من سلام أى خدمة لأنه ير في ذلك خطر عليه.يغتاظ من السلام في الأسر و البيوت لأن هذا يعني أنه لن يجد موضعاً له فيها.يغتاظ من السلام بين الأخوة لأنه يرى في ذلك هدماً لمملكته الشريرة.فالفرق بين مملكة المسيح و ممالك إبليس الواهية كبير لكن المحبة و السلام أهم معالمها.
سلام النفس
سلام النفس هو إتفاق بين مشيئة الروح القدس و مشيئة الإنسان .هو وحدة الإتجاه بين توجيهات الروح القدس مع إتجاهات النفس.سلام النفس هو عمل إلهى بشرى ينتج عنه مصالحة بين الإنسان و نفسه. و من علامات تلك المصالحة أن تذوب كل عقد الماضى و الذكريات المتحكمة في النفس.لا تميل إلى الصراع بل إلى الهدوء .سلام النفس حين نربح النفوس و نتجنب الخصومة. عندئذ تتحرر النفس منطلقة كحمامة سلام. أما معطلات السلام فأولها الإدانة. ثم إهمال التوبة. عدم ترك الهموم تحت قدمى المسيح يفقدك سلام النفس . الدخول كطرف في الإنقسامات يوقف إتصالك بالسماء و يجعل الفكر مسرحاً للصراع بين الأرضيات و السمائيات .السلام يجعل الأرضيات أدوات تباركها السماء بينما فقدان السلام يجعل الأرضيات شهوات تفقدنا السلام .
أنظر ,أنت غصن زيتونة مطعمة من الروح القدس أن نفسك صناعة إلهية .جسدك مهما كانت مواصفاته هو صورة الله و مثاله.روحك نسمة من روح الله.أنت مخلوق فريد في الكون هذه هى الحقيقة الثمينة و هي كنزك إن حفظته صار السلام في ملامحك و لغتك و فكرك و قلبك.و إن فقدت هذه الحقيقة صرت خصماً حتي لنفسك.فتقصف الزيتونة دون أن تدرى ثم تدور تتساءل أين راحة القلب؟
سلام الأسرة
غصن الزيتون في البيت هو حلول المسيح قائداً لها.و حمامة السلام هو الذى يتوقف عن السؤال من يكون رب البيت و تكون المنافسة من يكون خادم البيت.
حمامة السلام يجيد التواصل بين أعضاءالأسرة معتمداً علي الحب الإلهي و الحب الأسرى. حمامة السلام تعيش للأخرين . ليس هناك ملكية خاصة .غصن الزيتون لا يسمح للغضب أن يجد له مبيتاً وسط الأسرة.حمامة السلام يقوم بدوره حباً فى بقية الأسرة.ينجح لنفسه و لأسرته.يعمل لنفسه و اسرته.يصلى لنفسه و اسرته. لا يكتمل فرحه أو نجاحه أو تحقيق طموحاته إلا بالأسرة .غصن الزيتون في الأسرة مظلة يأتي إليها بفرح أولئك الذين لوحتهم الشمس.غصن الزيتون شريك آلام.إن عصروه أنتج زيتاً شافياً و إن أكرموه ترعرع حب المسيح في أسرته.
أما الذين يصطادون حمائم السلام الأسرى فهم هؤلاء: الأنانية و إنقلاب الأدوار .عدم الغفران و العناد.التدخلات الخارجية التي تفسد و لا تبني محبة.عدم الترحيب بالمسيح رباً للأسرة و بإنجيله لغة للأسرة.إستخدام العنف بكافة صوره.معاملة المخطئ كمنبوذ.المحاباة و التدليل و التمييز أو التعنت و الإهمال.
سلام الكنيسة
حمائم السلام هم الذين يتركون أنفسهم أدوات يستخدمها روح الله للمصالحة.هم الذين ينشرون حب المسيح بأيديهم كما ينثرون الورد على العروسين.هم الذين لا يجدون راحتهم إلا بعد أن يصنعون سلاماً بين المتناحرين.لا يكفون عن الصلاة لأجل السلام و لا يتوقفون عن صنع السلام رغم العداوات.فإن لم يكن سلام في الكنيسة فكيف نسميها أورشليم اي مدينة السلام؟ لا تقتلوا الحمام في الكنيسة.لا تطردوا صانعي السلام لكونهم ودعاء لا يهاجمون أحداً.لا تستأسدوا على أغصان الزيتون لأنها تركت نفسها للدوس حتى تجدون أنتم زيتاً تلين به قلوبكم.إذا رأيتم حمامة وديعة فإصنعوا لها طعاماً لتسكن وسطكم و لا يهجر السلام بيتكم.الذين وضعوا في قلوبهم أن يصطادوا الحمام لن يجدوا الشبع إن ذبحوها. لا تقصفوا أغصان الزيتون لأنك فيما تقصف الغصن تقصف الزيتون أيضاً و تبدد سلام الكنيسة فإحترس لأبديتك فقتل الزيتون مثل صلب المسيح و ذبح الحمام مثل ذبح المسيح لأنه قال من يبغضكم يبغضنى. سيبقي الدم يلطخ اياديهم لأنهم أرادوا أن يصطادوا المسيح بكلمة.
سلام بين النشطاء الأقباط

إجتمعوا أيها النشطاء ليس في منظمة واحدة أو تحت إسم ما بل إجتمعوا على المحبة و السلام.كونوا حمام سلام لا صائدى حمام.لا تلقوا تهماً تجاه بعضكم البعض.فالحمام لا يتشاجر.لا تطعنوا أحد بالخيانة فأغصان الزيتون لا تتشابك.ليس جميع النشطاء حمائم لكن إن كنت تغير غيرة على شعب المسيح فكن أنت حمامة سلام.فالحمامة تطير فوق الأشواك و تحط فوق الأشواك دون أن تخش الجراح .هناك تكتفي بإلتقاط حبة مخفية بين الشوك تبتلعها و تمضى أو تجد قشة بين الأشواك تحملها و تعود تبني بها عشاً و تترك الأشواك.فيا حمائم السلام أتركوا الأشواك لأصحابها و إلتقطوا الحبوب ليتغذى العمل القبطى على السلام.فالمسيح له المجد وديع و من يعمل معه لا يمكن إلا أن يكون وديعا كالمسيح.لا تسقطوا بعضكم بعضاً فالسماء متسعة للجميع .إنطلقوا كالحمام أثمروا كالزيتون و لا تخسروا أحداً في الطريق.تصالحوا بأن تعيشوا محبة تنسي الخلافات.تنسي الإساءات.تتقن البدايات الجديدة.ساعتها ينطلق بكم المسيح و يتمجد بكم من أجل شعبه.
من أجل صائدى الحمام و قاصفى أغصان الزيتون نطلب
أيا الرب ملك السلام.يسوع المسيح الذى بمولده صار سلام.و عندما جلبوا له المضبوطة في الخطية أعطاها سلام.و حين هزم الموت و ظهر لتلاميذه القديسين أعطاهم سلام .هذا الذي لا يستطيع العالم أن ينزعه لأنه ثابت فيك ساكن في طبيعتك.إليك نطلب
من أجل الذين يستهينون بالحمام لأنه وديع.و هو محتفظ بوداعته لأن وعدك الأبدى قدامنا أن الودعاء يرثون الأرض.يقبلون الذهب لكن مع المر و اللبان .تعطهم القيامة لكن بعد الصلب.فقل للصائدين مهلاً.أنت تحاربون الخصم الخطأ.ليس عدوكم الحمام و لا غصن الزيتون بل عدوكم هو المشتكي.إفتح بصيرة الجميع ليعرف الناس كيف يميزون بين صانع السلام و بين المشتكي الذي هو خصمنا و خصمك.قل لصائدى الحمام إخفضوا سلاحكم فالموت لإبليس و ليس للمسالمين و صانعي المصالحة مع المسيح.
قل لهؤلاء المعاندين لا تتعبوا المصالحين بالعناد بل ليعطكم الرب طيبة القلب بدلاً من قساوته فتستجيبون للمصالحة .حينها يرفرف الروح القدس مبتهجاً فوق كل نفس و كل أسرة و كل كنيسة و كل جماعة للأخوة.الرب أمر بالبركة إذا صارت المحبة بين الأخوة.إنه أمر إلهى فأبشروا أيها الغاضبون إذا تبدل غضبكم بالغفران و تبدل عنادكم بالتواضع و تبدلت التحزبات بالمحبة التي تقبل الجميع.تكلم يا صانع السلام فالأرض مريضة بكل أنواع القلق و التوترات.قل سلاماً لكل بلاد العالم.و لا سيما لتلك البلاد التي ينزف فيها أولادك يومياً.قل لصائدى الحمام أنك لن تقف صامتاً فإما يكفون عن أن يرفسوا مناخسهم و إما أن تريهم جبروتك فيعرفون أن النسر يحمي الحمام و أن الكرمة تحمي الغصن اللين.
من يغير لغة الخصام.من يضع في القلب فكر المصالحة.من يملأ الفكر حباً و حكمةً.من سواك.فإصنع من خدامك حمام سلام و من آباءنا أغصان زيتون.و من إخوتنا مصالحين يتقنون لغتك.بالسلام يتغير وجه الأرض.السلام يأت و الثمرات السماوية تتبعه فيسكن الروح القدس مستريحاً في قلوبنا دون مقاومة و يرفرف على الأرض مجدداً لكي يحول كل ظلمة إلى نور.فيا نور الأرض أشرق.يا سلام العالم إظهر سلامك.فالقلب مشتاق و النفس تحن و الإرادة تشارك الطلبة و السمائيين عنا يشفعون الكل يقولون يا ملك السلام إعطنا سلامك قرر لنا سلامك.
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.