الحجارة الصارخة و الجدران الدامعة

هتف الأطفال مع التلاميذ ببراءة للترحيب بالرب الداخل إلى أورشليم فإغتاظ الحاقدون من هؤلاء لكن الرب يسوع دافع عنهم قائلين و إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ.و لا زالت الحجارة تصرخ.بل صارت الحجارة تنزف و تتحسر و تبكي دماً و دمعاً .
هذه الحجارة تصرخ
1- يدفع الفقراء من أقواتهم و أعوازهم لبناء مذبح فيأتي الأغنياء ليترأسون عليهم و يستبعدونهم.فتصرخ الحجارة فيهم أنا لا أعرفكم.أنتم لم تلمسونني لم تحملونني علي الأكتاف.أنا لست أنتمى إليكم.أنا حجر لكننى لا أحمل قساوتكم.أنتم الحجر الذى لا يصرخ و أنا هنا أصرخ أنا لا أعرفكم.أنا أنطق بأمر إلهى دعوا من يبني يكرمه البناء و اقيموا البسطاء على الكراسى.
2- يموت البسطاء لأنهم أرادوا أن يكون وسط قريتهم كنيسة.يختلسون الزمن و الناس لكى يكتمل البناء فمتى إكتمل هاج عليهم الهمجيون و قتلوا منهم و اصابوا بعضهم و تدشنت الحجارة بدماء هؤلاء و أؤلئك .ثم يأت أحد الكبار و يتباهى بدم الشهداء و تغلق الكنيسة سنوات و صراخ الحجارة ينبعث من كل قطعة في الكنيسة.يهتف بإسم الشهيد و المصاب و المشارك بإخلاص في كل عمل و اي عمل. بينما يتوارى الكبار وقتها و لا يظهرون إلا في الموائد.و تبقي الحجارة تشهد جهل الكبار ببطولات الصغار التى بسببها وحدها يترآف الرب على شعبه.و من له فهم فليفهم.
3- كنائس كثيرة تبني في المهجر.و ليتها ما بنيت.فحجارتها تشتكي من الصراعات على كنيسة لم توجد بعد.و يضيع الناس بين أحزابها . تتبخر المحبة كالأثير.و يكتمل البناء ليكتمل الصراع.و تبقي بيوتاً هجرها الحب تحت إسم المسيح.و بإسم المسيح يتقاتلون.و بإسم المسيح يتشاجرون.و بإسم المسيح يطردون بعضاً و يحقرون بعضاً و تبقي الحجارة شاهدة لبيت قيل أنه كنيسة و ليس هو كنيسة لأن المسيح لن يدخلها وسط شجار.و الروح القدس لن يقدسها وسط الإنقسامات.إنها خرائب مزينة.يلزمها حب في القلوب لتنصلح و تتنقى.لا نريد خرائب بإسم المسيح .نريد مذابح تنذبح فيها الذوات و ينسى الكبير مع الصغير من هو و تبقَ محبة المسيح هدفاً و ملكوت السموات يسكنها .الحجارة في المهجر تصرخ كثيراً .تئن و تتساءل لماذا وضعتمونى سبباً لمشاجراتكم.أنا كنت أود لو أبقي حجراً مداساً في أرصفة الشوارع بدلاً من أن أكون أرضاً تتقاتلون عليها.كفاكم تغييباً بإسمى فأنا لم أطلب أن أوجد وسطكم.أنا أصرخ منكم .دعونى أنطلق من ههنا فأنا أوشك على الضياع.
4- حجارة تصرخ من البذخ و نفوس تئن من الجوع .تشارك الحجارة نفوس المحتاجين و يتجاهل البعض النفوس فتصرخ لهم الحجارة.أنا لا أحتاج زينة .زينتى أن أجد هؤلاء الأصاغرفرحين بوجودى يدخلون مستمتعين بالبركة التي أحضرها معهم أنا استمتع بأن أحتضنهم أيضاً .هل نقتطع من زينة الحجارة لأنها تصرخ طالبة أن تتجرد من كل زينة لأجل هؤلاء المحتاجين.لا تزينوا الحجارة يا كهنة الحجارة بل زينوا النفوس بالرعاية يا كهنة النفوس.يا اساقفة النفوس هؤلاء هم الكنيسة و يا اساقفة الحجارة ماذا أنتم حاصدون يوم تنهدم الحجارة.كونوا أساقفة للنفوس لعلها تشفع فيكم قدام المخلص فتخلصون بشفاعة هؤلاء البسطاء.أما الحجارة فهي تصرخ من الظلم و من الجحود و التجاهل.فإختاروا ما شئتم أن تكونوا كهنة حجارة أو كهنة نفوس.أما الحجارة فهي ترفض كهنوتكم فكم و كم يرفضكم المسيح و أما النفوس فتشتاق لمن يرعاها و بواسطتها يرض عنكم المسيح.
5- حجارة أخرى تصرخ نحن صنعناها حجارة من إهمالنا.لم نروها و لم نفلح فيها.لم نعتن بها يوماً .بعدت النفوس عن محبة المسيح و تاهت.ذهبت إلي كورة بعيدة و إستوطنت.و هاج المراؤون عليها.كيف هان عليها أن تنكر المسيح.و هاج المسيح علي هؤلاء و كيف هان عليكم أن تهملوا محبتي و تتناسوا أن تقدموا لى تلك النفوس التى مت من أجلها محبة فيهم؟ أما أوكلتكم على تلك النفوس؟ أما تسلمتم تلك النفوس خصبة و لينة و طيعة للروح فكيف صارت قاسية؟ ألستم أنتم السبب الأكبر؟ فكيف تقذفونهم بحجارتكم و قساوتكم؟ هل سألتم أنفسكم عن المرتدين متى كانت آخر مرة دخلتم بيوتهم .عن المرضى قبل أن يموتوا متي آخر مرة زرتموهم.عن المنحرفين الآن الذين يأسوا أن يجدوا حضناً بينكم متي آخر مرة إهتممتم بهم.هؤلاء تقسوا بفعل فاعل.إنحرفوا بفعل فاعل.إرتدوا بفعل فاعل.ماتوا بفعل فاعل .و الفاعل أنتم.و الحجارة تشهد عليكم.حين كانوا يصارعون الحياة كنتم أنتم بين حجارة مكيفة وسط جدرانكم المذهبة. حين كانت تطلب حلاً لمشكلتها كنت أنتم منشغلين على موائد الكبار.حين كانت تئن من الوحدة كنتم أنتم تتضاحكون فى نزهاتكم الخلابة.و الآن تتسائلون كيف صارت تلك النفوس حجارة.
هذه الحجارة تصرخ فيكم أنتم القتلة.أنتم الجناة.أنتم المتغافلون.أنتم القساة.هذه الحجارة سيأتي يوماً و تعود إلى آدميتها لكن الخطر عليكم أنتم متى ستعودون؟ بعد كم ضحية ستعودون؟ بعد كم نفس تتوه ؟بعد كم أسرة تتهدم؟ ما هو مداكم في اللامبالاة.أم لا تسمعون صوت الحجارة.
6- حجارة تصرخ هى نفوس لم تجد من يقدم لها المسيح.تشتاق أن نكرز لها.هي تصرخ و تنادى إلها ليس هو الحقيقى و تنتظر منا أن نقدم لهم المخلص الوحيد لجنس البشر.فهل سندعها تصرخ هباءاً هكذا؟ أما تتحنن الكنيسة و ترسل من يعبر إليهم و يعينهم.أما تدمع الأعين على تلك الحجارة الصماء التي تصرخ جهلاً و تتنفس جهلاً و تنتظر من يشق قساوتها بفعل الروح القدس فينقسم حجابها إلي نصفين و تشرق فيها شمس البر بدلاً من العتمة.هذه الحجارة تصرخ هل من يسمع؟ هل من يستعد لخدمتها؟ هل من يشتاق لخلاصها كما يشتاق المسيح للجميع؟ هل نقف لنتقاذفها و نقذفها بعيداً أم نجلس معها و نسمع صراخها لعل الله يصنع منها أولاداً لإبراهيم.أليست هذه أفضل من حجارة نبنيها لجدران واهية.تسألكم حتي الحجارة متى تخدمون الحجارة الحية.
7- الحجارة التي لا تصرخ هم الذين توقفوا عن الصلاة.لم يتشبثوا بالرجاء .ألجمت ألسنتهم.أكتفوا بتأدية الطقوس بالجسد كأنما هي فرائض و ضاع منها عمل الروح.لا تصرخ على أحد .لا تبكي من القلب.لا تتوسل من أجل الخلاص.نفوس لا تصرخ هي حجارة صامتة حتي لو حملت رتبةً رفيعة. نفوسكم بكماء حتى تنطلق نحو السماء بصلاة دائمة.قلوبكم أحجار حتى تخشع من أجل الأسير و المخطوفة و المنسيين و المحتاجين و المتأزمين و المحرومين.قساوتكم تشهد عليكم حتي تتوقفوا عنها بعمل المحبة و بذل الرخيص و الغالى من أجل كل نفس كأنها الوحيدة التي يتوقف خلاص نفوسكم عليها.
أتركوا مكاتبكم في الكنيسة فالمسيح واقف بعيدا عنها ينتظركم.النفوس الضالة في الشوارع.المنحرفين يشيرون إليكم بخجل من نواصيها.و الهاربون من تخاذلكم في علاج مشاكلهم الأسرية يتمنون و لو كلمة رجاء أن أزمتهم لها نهاية سريعة.أتركوا كراسيكم فهى لجلوس المسيح و ليس لجلوسكم.أما أنتم فإهربوا إلي الكور البعيدة لتجدوا هناك من هربوا بعيدا فتحملونهم بفخر عائدين بهم قائلين ها أنا و الأولاد الذين أعطانيهم الرب.الحجارة في مكاتبكم تطردكم فهي ليست مستقراً لكم.أنتم مذبح متنقل.أنتم مسيح يطوف يصنع خيراً.هل سمعتم عن مسيح يسكن مكتباً مكيفاً؟ هل رأيتمونه ينتظر في بيت.المسيح ليس له بيت فكونوا له بيت و إحملوه كما يحملكم.إنه بالخارج يطوف.إنه على الأبواب يقرع.إنه يزور المرضي و السجناء و المحتاجين.إنه يبعد عن مكاتبكم و يبغضها.فأخرجوا إليه و تصالحوا.الحجارة تصرخ فهل من يسمع.
يا صخرتى إصنع لنا حجارة
أيها الصخرة التي نزلت نحو جنس البشر لا لتسحقه بل لتسحق الشر.كم مرة أردت أن تجتذب القساة و قد فعلت ذلك كثيرا حتي لان قلب الذي إضطهدك و الذى أنكرك و الذى شك فيك و الذين تركوك و هربوا.أنت إجتذبت القتلة و منحت الزناة توبة و سلام.أنت الذي لما لم يجد بيتاً بات عند العشارين و الخطاة و كسبتهم لملكوت السموات.أيها الصخرة فتت الأحجار. صرنا نظن كل حجر ثميناً فميز لنا بين الثمين و الغث. علمنا من جديد لأن الجهل أصابنا في مقتل.لم نعد نفرق بين الحجارة الصماء و الحجارة الحية.الغشاوة في الأعين و القساوة في القلب فكيف لا تصرخ منا الحجارة.أقول لك إسمع صراخ الحجارة لأجلنا فهذا أفضل من صراخنا لأجلها.إصنع لك من الحجارة خداماً ملتهبون محبةً.ممتلئون غيرةً.مشتاقون لخلاص النفوس منشغلون برسالة الملكوت.إصنع لنا حجارة و هذبها بروحك فتصبح حجارة حية.عندئذ نبصرها فنشهد قائلين يا الله ما أجمل بيتك.لأنهم بيتك.
كل حجر أفلت بعيداً عن البناء السماوي هو في يدك أنت البناء الحكيم و أنت ستضعه حيث يجب أن يكون و ترده إلى موضعه مزيناً بفضائل روحك القدوس.كل حجر تقسي من الإهمال بأي نوع من اي أحد إحمله في حضنك حتي يستدفأ و يلين بزيت نعمتك و يكون أهلاً لمسكن مصنوع في السماويات.كل حجر أنكر أو إنحرف أو إرتد أو ضاع أو تاه أو نُسي من الجميع فأنت ترقبه.عيناك تلحظه.من التراب تقيمه كما يستخرجون الكنوز.و تجعله تاجاً لرؤوس من يخدمونه.و إكليلاً لمن يتسع قلبه لهم.و سبب خلاص لكثيرين و رجاء لكل الكنيسة في كل العالم.
كل حجر يصرخ علِمه أن يرحب بدخولك أورشليم.لأن الهتاف لأورشليم بدا يتلاشي و صرنا نهتف للعالم.علمنا أن نرحب بك حتي متى حان مجيئك تجد الإيمان على الأرض . تجد نفوساً تصرخ أفضل من الهيكل الذى تهدم . تجد من يخرج إليك كما خرجت إلينا و يقدس إسمك بصلاة من صنعك و يشارك الذين هتفوا قائلاً مبارك الآتى بإسم الرب .
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.