يسبون امريكا ويلهثون لدخولها

اثار القرار الجرئ لدونالد ترامب بمنع دخول المسلمين واللاجئين الى امريكا لمدة اربعة اشهر للحد من تسرب الارهابيين الى داخل امريكا ، اثار هذا القرار موجات من السخط والاستنكار لدى حكومات و سياسيي الكثير من الحكومات العربية والاسلامية و حتى الاجنبية ، و معارضة من قبل بعض قادة دول الاتحاد الاوربي و كندا . كما اثار حفيظة بعض الفئات من الشعب الامريكي و الجمعيات الاسلامية الامريكية . وخرجت تظاهرات مناوئة و مستنكرة لهذا القرار .
لكن المثير هو ان المسلمين الذين يسبون امريكا ليل نهار في كل خطاباتهم و كتاباتهم و ندواتهم التلفزيونية ، هم من يتباكون و يتهافتون للاعتراض على منع السفر الى امريكا !!
ترامب أكد أنه ليس ضد المسلمين ولكنه ضد المتأسلمين والمتطرفين والإرهابيين وصناع الإرهاب وأعوانهم .
صرح مسؤول امريكي في لقاء تلفزيوني ، ان سبب منع مواطني تلك الدول المشمولة بالقرار، هو ان حكوماتهم لا تعطي المعلومات الكاملة عن رعاياها الذين يطلبون تاشيرة الدخول الى امريكا ، وهذا ما يثير الشكوك حول قبولهم للدخول الى امريكا . بينما الدول الاسلامية و العربية التي لم يشملها القرار تتعاون مع امريكا بالمعلومات .
لا يخلو هذا القرار الامريكي من سلبيات واخطاء و نواقص ، فالارهابيين معروفون في خلفياتهم وانتماءاتهم و اعمالهم ومعدل اعمارهم ، اما ان يُشمل المنع جميع الفئات من تجار و اساتذة جامعات واطباء و سياسيين ورجال اعمال ومن بمستواهم، بهذا القرار فهذا اجراء خاطئ تماما ، ويحتاج لاعادة مراجعة و تعديل .
صحيح ان كل الآرهابيين الذين ارتكبوا جريمة ارهابية في امريكا او اوربا كانوا مسلمين ، لكن ليس كل مسلم هو ارهابي . فلا يجوز شمول الجميع بالمنع ..
من حق رئيس الولايات المتحدة الامريكية بموجب الدستور حماية شعبه وأراضي دولته كغيرها من الدول من تسرب الارهابيين و خطرهم ، الا ان قراراته لابد ان تكون مدروسة و غير متعجلة ، والتي جلبت عليه شخصيا النقمة من الكثيرين .
ترامب أكد أنه ليس ضد المسلمين ، ولكنه ضد المتأسلمين والمتطرفين والإرهابيين وصناع الإرهاب وأعوانهم من القاعدة و داعش و الجماعات الاسلامية المتطرفة .
لماذا من يلعن امريكا و يسبها و يصفها بالاستعمار و الدولة المحتلة و المضادة لللاسلام يتباكى اليوم للدخول الى امريكا ؟
حكومة ايران اول من استاء من قرار منع الايرانيين من دخول امريكا رغم ان العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين ايران وامريكا منذ قيام ثورة خميني سنة 1979 التي كانت مدعومة سرا من قبل الاستخبارات الامريكية ، وهي من نصحت شاه ايران محمد رضا بهلوي لمغادرة ايران لتسهيل حصول الانقلاب الخميني الاسلامي لاستخدام الاسلام و الاسلاميين كجدار صد ضد تمدد الاتحاد السوفيتي و ايقاف وصوله لمياه الخليج العربي ..انها كانت تستخدم ايران ورجالها والمد الاسلامي لوقف التمدد الشيوعي نحو الشرق الاوسط .
السودان استدعت السفير الامريكي للاحتجاج على منع رعاياها من السفر الى امريكا رغم ان امريكا تفرض عقوبات اقتصادية ضد السودان .
البرلمان العراقي طالب معاملة امريكا بالمثل . والكثير من اعضاءه و خاصة الاسلاميين والاحزاب الاسلامية تلعن امريكا وتسبها ليل نهار و ميليشياتها المنضوية في الحشد الشعبي يستعملون الاسلحة الامريكية ودبابتها واعتدتها لمقاتلة داعش .
البرلمانات والحكومات المعترضة على قرارات امريكا يسبونها باستمرار ويتعاملون معها ويشترون منها الاسلحة و القمح و المعدات الصناعية والطائرات و السيارات المختلفة ، ويعيشون على خيراتها ومنتجاتها الصناعية و الزراعية والعلمية .
اصبحت امريكا مثل السمكة (ماكول و مذموم) ، مرغوب لحمها ومكروه رائحتها.
حقا في السياسة مفارقات و امور لا يمكن تفسيرها .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

One Response to يسبون امريكا ويلهثون لدخولها

  1. س . السندي says:

    ١: عندما يصبح النفاق والدجل دين عند المتأسلمين ، فلا يلام لا ترامب ولا فيلون فرنسا غداً ولا حكام الهند والصين ؟

    ٢: بعض السذج والمغيبين لم يفهموا صيغة القرار فتم استغلالهم من قبل الساسة المتضررين والمسلمين المنافقين حيث مدة القرار 3 أشهر لغرض تجييك كل الفيز الصادرة في عهد أوباما الشيعي المرتشي من أيران ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    لِسَّه العيد ما أجا يا هدلة ، خل ينتهي رمضان وبعدين تشفون العدلة ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.