قراءة بين سطور الإتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين والازمة السورية

الصورة لترامب وبوتين من برنامج فكاهي اميركي

رأي أسرة التحرير 28\1\2016 © مفكر حر

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان أصدره بعد أول اتصال هاتفي له مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم, ان الطرفين أجريا محادثات “إيجابية” تركزت على مواضيع: النووي الإيراني, وأوكرانيا, والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وكوريا والعلاقات التجارية. انتهى الإقتباس

قراءتنا لما بين هذه السطور القليلة, هو انها تؤكد على ما قلناه بمقالات سابقة, بأن ترامب سيتابع في سوريا نفس السياسة الأميركية التي بدأها سلفه باراك أوباما دون أي تغيير على الإطلاق, وكما قلنا ايضاً بأن أميركا لا تحتاج لأن تغيير اي شئ بسياستها في سوريا, فهي من وجهة نظر المصالح الأميركية تربج كل يوم  دون ان تفعل أي شئ, وبالطرف المقابل فأن روسيا تخسر كل يوم وتغوص في المستنقع السوري أكثر فأكثر,.. وبالنهاية ماذا ستجني روسيا من بلد مدمر كله أنقاض, وشعبه إما مهجر او جريح او مريض نفسيا؟؟ ولهذا السبب رفض ترامب ان يتكلم مع بوتين بأي شئ عن سوريا, وكما قلنا سابقاً فأن السياسة الأميركية تتبع مقولة نابليون بونابرت المأثورة ” إذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه” .. هذا من جهة, ومن جهة اخرى فإن المواضيع التي تهم ترامب ليناقشها مع بوتين هي :

اولا الملف النووي الايراني, وكيفية تخليص ايران من هذه الورقة التي ترفعها كل مدة لكي تهدد بها اسرائيل والمنطقة وتجني من ورائها منافع وتنازلات اقتصادية وسياسية.

ثانياً: القضاء على تنظيم داعش الارهابي .. فاميركا لا مانع لديها من التعاون مع اي طرف للقضاء على داعش, وايضا لكي لا يستخدمها اي طرف في الشرق الاوسط , مثل ايران والنظام السوري والنظام الروسي, كورقة ويهدد بها اميركا والغرب ويجني من ورائها التنازلات السياسية والاقتصادية

ثالثاً: الموضوع الأوكراني واحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم, وهذا اكبر خازوق لبوتين بأن يفاتحه ترامب بهذا الموضوع بدل من نقاش موضوع رفع العقوبات الاقتصادية والتي تم فرضها اصلا بسبب هذا الموضوع.

أي بالمختصر المفيد السياسة الأميركية بسوريا هي بترك بوتين يغوص اكثر فأكثر بالمستنقع السوري لكي يستنزف موارده المادية والبشرية, ولن يتكلموا معه بأي موضوع أخر يهمه قبل ان ينسحب من شبه جزيرة القرم, ولكن لا مانع من ان يتعاونوا معه بالمواضيع التي تهم اميركا وحلفائها مثل النووي الايراني والقضاء على داعش فقط لا غير.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.