الغرض من تجديد الخطاب الديني هو إعادة تقديم الدين مادة لبناء السلام في المجتمع و نبذ التطرف و العنف .تنقية الدين من دعوات متطرفة تستند على آيات و أحاديث و تفاسير و روايات متواترة. هذا كله في الدين الإسلامي .لذلك في أوساطنا تتردد عبارات صماء لا يدرك مغزاها من يرددها .هى موجات يتسلقها المنتفعون لكي يكون لهم من الشيئ و ضده أي مكسب لأن الإنتهازى لا يدع فرصة للمكاسب إلا و ينتهزها.وهكذا صارت عبارة تجديد الخطاب الديني مغنماً جديداً للإنتهازيين.بدأ مطلب الرئيس السيسي للأزهرين في عيد مولد نبيهم منذ عامين ثم تكرر النداء بعد عام دون جدوى و ساد كل الصفحات المقروءة و البرامج المسموعة حديث عن التجديد يقابل حيناً بالتهكم و حينا نجد من الأزهر دعوة مناقضة ليست بتجديد الخطاب بل بتجميد الخطاب الديني. ثم جاء دور المزايدين ليضيفوا المؤسسة الكنسية ليكون بها تجديد للخطاب الديني.هذا هو موضوع مقالنا,
جهل هذا الشعار
الذين يضمون الكنيسة مع الأزهر في نداءهم بتجديد الخطاب الديني يكررون سياسة السادات منذ حادث الخانكة الذي كلما حدث إرهاب يجعل الطرفين مشتركين فيه و يضبط أفراداً من المسيحيين مع الإرهابيين المسلمين لكي تبدو أنها مشاجرة بين فريقين و ليس حادثاً إرهابياً.وهذه ظلت السياسة السائدة منذ أيام النبوى إسماعيل الإخواني وزير الداخلية و حتي عهد قريب,لكن بعض الإعلاميين لا زالوا مصرين علي أن الكنيسة تحتاج إلي تجديد الخطاب الديني يغذيهم بعض المحسوبين مسيحيين و هم أجهل الناس بالمسيحية و هم حتي لا يعرفون ما هو هذا الخطاب الديني و هل أصلاً يوجد خطاب ديني بالكنيسة؟
حقيقة الأمر
لا يوجد بالكنيسة خطاب ديني لكي نجدده .بل يوجد إرشاد روحي . وعظ و تفسير للإنجيل الذي لا يحتوي علي عبارة واحدة تشجع علي العنف.إنجيلنا كله عن محبة المسيح للعالم . ممتلئ بالمحبة يحوى جميع الفضائل يبني قلباً نقياً خالياً حتي من مخاصمة الأعداء.حقيقة الأمر أن العقائد و التفاسير تختلف و تتنوع لكنها لا تذهب أبدأ إلي ما يخالف روح المحبة التي تشمل الكتاب المقدس مصدر تعليمنا.ليس عندنا أحاديث مصاحبة للإنجيل تخالف ما في الإنجيل .أما أقوال الآباء فهي أيضا تفسير للإنجيل لا تخرج عنه.و الكثير منها إرشادات في كيفية المسير في الحياة الروحية و الرهبانية.فلن تجد قولاً واحداً يأخذ منهج ضد المحبة لأننا سنتعبره ضد المسيح و هو أصلا غير موجود.فموضوع الخطاب الديني له تعريف مختلف عندنا نحن المسيحيون.الخطاب عندنا هو لتنقية القلب للقاء المسيح في الأبدية .هو للمصالحة مع الجميع في المجتمع.هو لمد جسور المحبة للكل لأن هذه هي العلامة الوحيدة التي يعرف بها العالم أننا تلاميذ المسيح.ليس في خطابنا تعبئة ضد طرف آخر فالكلام عندنا يأخذه كل من يسمعه كرسالة شخصية يتلقاها من المسيح.لا يوجد شحن ضد آخر.لا يوجد تجهيز للإنتقام.ليس عندنا دعوات للجهاد ضد الناس لكن ضد الخطية و ضد إبليس و ضد شهوات الجسد فنحن بدون تجديد خطاب ضد أي إرهاب لأن الإرهاب ضد محبة المسيح و خلاص النفوس..الخطاب عندنا يمس الروح و يربط الفكر بالأبدية و هو في كل هذا منقاداً بروح الله يصنع سلاماً بين الإنسان و نفسه و بين الإنسان و غيره.و يرفض الصراع في كل مستوياته.هذا هو ما نسميه عندنا التعليم الكنسي و ليس الخطاب الكنسي.لأنه ليس خطاب بل تعليم نتعلمه لنحياه.فالكلام لنا هو روح و حياة و ليس تجميع و حشد ضد أحد.
تجديد الخطاب القبطي
هذا شعار كاذب.يبدا بريئاً ثم يظهر علي حقيقته حين نسمع من الأزهر أنه لن يجدد شيئاً إلا بصحبة الكنيسة.يعني يربط تجديد خطابه بتجديد خطاب الكنيسة و بما أنه لا يوجد عندنا أصلا خطاب ديني لذلك سيتقاعس الأزهر بعد أن يضعنا كأننا العقبة التي عطلت تجديد خطابه.لكن الحقيقة هي هذه و سأكتبها بغير تجميل.الإسلام كله إرهابى .الدين و الأحاديث و الأئمة و المفسرين و الأزهر بقادته كلهم إرهابيين.و لا توجد وسيلة لتجديده.فلا يمكن تجديد الشر ليصبح خيراً.و لا تجميل الذئب ليبدو حملاً فليس هناك أمل في أصحاب السيوف أن يصبحوا صناع سلام.لا تكذبوا علي الحقيقة..الحل ليس في تجديد الخطاب بل تحجيم دور الأزهر و تعديل المناهج في التعليم و الجامعات و الإعلام. الحل في دستور مدني و دولة مدنية لا يكون للدين فيها أي دور سوي تكافل إجتماعي . الحل أن ينحصر دور الأزهر في مساجده يشعلها إذا شاء بتعاليمه الإرهابية على أن يقف خارج أبوابها حراس القانون بالمرصاد لكي يجازى كل من يتجرأ علي زعزعة إستقرار الدولة. الحل أن تغلقوا الإعلام في وجه كل رجال الدين مسلمين و مسيحيين. و أن لا يكون لهم وجود في المحافل العامة الرسمية. و لا تنتظروا تعليق أعذاركم علي الكنيسة.فليس في الكنيسة إرهاب.لم يخرج منها من ينسف و من ينتحر أو يفجر و من يقتل و من يحرق.لم يخرج كل قداس أحد مجموعة تدمر مساجد المسلمين.لم يتفق بعض المسيحيين علي تشكيل خلايا إرهابية و ذراع عسكري يؤيده الأزهر سراً و يشجبه علناً.لم يحدث أن ضبطوا مسيحي يحمل خنجراً في كنيسة و لم يحدث أن مسيحي مختل ذهب إلي جامع ليقتل المصلين.فعن أي تجديد خطاب تتحدثون؟ هل التعليم في كنيستنا أفرز إرهابا حتي تحملونه مسئولية الإرهاب بطلبكم الخبيث بتجديد الخطاب الكنسى كأننا طرف في الإعمال الإجرامية.كفاكم تدليساً.
أما التجديد المطلوب فهو هذا
لا يميز التعليم المسيحي سوى المحبة المستمدة من محبة المسيح فإملأوا عظاتكم محبة.قدموا عقيدة مستقيمة بغير هجوم علي من يختلف معنا.قدموا الصحيح من التفاسير و هذا وحده سيكشف المخالفين.لا تعلموا بهجوم على أحد بل بإحتضان لأولئك الذين يحتاجون إلي مزيد من المعرفة و الحكمة و التعليم الذي لن يقبلونه سوى بالمحبة و الوداعة بغير تعالي أو إفتخار لأننا لسنا ملائكة و لا نحن أحسن الناس فلنتضع لكي نربح الآخرين للملكوت لأنه بهذه نستثمر وزناتنا .أما التعصب فلا يصنع أرباحا بل خسائر.
يا طوائف الكنائس المختلفة لا تسخروا من بعضكم البعض.و ما لا يعجبكم عند غيركم لا يجب أن يكون مصدرا لتهكمكم لأنكم بهذا تنالون دينونة.إجعلوا منابركم حضناً يذيب الإختلافات. تجرأوا علي تصحيح ما تكتشفون أنه خطأ.و ستجدون نعمة و ليس ثورة عليكم.المسيح يسند كل من يريد الصلاح.إنتبهوا لألفاظكم التي تستخدمونها في كنائسكم و تأكدوا أنها تليق بأن تكون صوت الروح القدس.لئلا تكونوا صوتاً للغريب.فليبارككم الرب إن كنتم تباركون الكل و تحبون الكل و تربحون الكل.
صلاة من أجل التجديد
يا من يجدد مراحمه كل يوم جددني أنا أيضاً.فالقلب عتيق و الفكر عتيق فهل من قلب جديد و هل تستبدل فكري بفكرك.الروح صارت متهالكة تتهاوى فهل تجدد شبابها كالنسر.أريد أن أتأهل من جديد لكي يسبح شوقى في السمائيات.و تلتصق شهوتي بالروحيات.يا من يجدد الأرض بنسمته أرضي تنتظرك لتجددها.فالثمر متعطل منذ وقت.و أدوات فلاحتي إنكسرت من يدى.كيف أحرث أرضاً بيدٍ يابسة فإعطني يدك لأحرث.ضاعت منى بذور الفضيلة التي كنت أقتنيها كطفل فيا من خرجت لتزرع لا أريد منك بذرة جديدة بل أريد أن تصنعني أنا بذرة في أرضك لأكون من مقتنياتك بغير تراجع.تستطيع لأنك دوماً القادر تستطيع أن تكسيني بالإنسان الجديد.حينها تكون كل تطلعاتى سماء و مجد.تسبيح و حب.سلام و مسرة.فأذهب إليك في كل لحظة و لا أعود.و أعود فيك في كل لحظة و لا أذهب عنك.لأنك لما تكسونى بالجديد تضع في الجديد قلباً لا ينجذب لسواك.لا ينظر إلا لقدام.يمر العتيق قدامه و لا يبال.بل هو فقط ينتظر أرضاً جديدة و سماءاً جديدة.
#Oliver_the_writer
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمحرب #اسرائيل مع #حماس دينية ام سياسية ؟
Published by:صباح ابراهيمأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية