حسبت علينا القومية العربية الممزوجة بطبيعتها بالقومية الاسلامية من الثوابت في هويتنا السورية

لقد حسبت علينا القومية العربية الممزوجة بطبيعتها بالقومية الاسلامية من الثوابت في هويتنا السورية ، ظهرت في الحاضر السوري كقيم و مبادئ انتماء ديكتاتوري أحادي بل هوية مصطنعة بأمتها العربية الكاذبة تتدعي امتلاك الحقيقة و هي تزور التاريخ و هكذا مع مرور الزمن و معه البوط العسكري على رؤسنا فرضت علينا العروبة السياسية متجملة بخطاب سياسي اجتماعي اعلامي ، ثم اصبح اقتصادي قطري في عصر النفط . اصبح انتماء عروبي نرجسي عنصري غيور لا يشارك في سوريا احد و لا يقبل النقاش كانظمة الدول العربي .. فرض الانتماء لاغيا سوريا بقومية احادية كالعقل العربي المشلول بوحداويته اللامبدعة .. و هذا الفرض السياسي تم عبر اجيال مهزومة بمناهج التعليم و طمس التاريخ و تغييب الجوانب الاخرى لانتمائاتنا السورية المركبة و المكونة لهويتنا السورية، تلك الهوية المغيبة و لكن الخاصة بارضنا بنا بجغرافيتنا و حتما بحضارتنا القديمة كاثار بلادنا.. و مع انه انتهى عصر القوميات و اصبحت فكرتها غير مقبولة و مع انه اصبح مفهوم الهوية الحديث مركب و تعددي في كل مكان و اصبح الانتماء محلي كانتماء العصفور لمكانه و ارتباطه بالشجرة و مع ان الدولة اصبحت شركة متعددة الجنسيات في كل مكان تقدم جنسيتها من ضمن الخدمات الاقتصادية و العقود المشتركة التي تربطها بمواطنيها ، الا انه يحق لسوريا انتمائنا لها و يحق لنا هوية سورية .. اي بذات المفهوم القانوني يجب ان يربطها بنا عقد ملزم ينص على ان المواطنة فيها تفرض علينا الاعتراف بانها أمة سورية و بانها دولة مستقلة بانتمائها لذاتها لا لامم اخرى و باننا حين ننتمي لها يصبح الانتماء هوية و الانتمائات الاخرى بما فيها العربية و الاسلامية ثانوية و ليست اساس العقد الدستوري الذي يحكم علاقتنا بها و علاقتها بنا.

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.