لا يأتي التغيير إلا من رحم الحلم… فاحلم…

لا يأتي التغيير إلا من رحم الحلم… فاحلم…
وسط الخراب قد يكون من الصعب أن تلتقط حلما، لكنه ليس من المستحيل، فانشد…
الحلم هو بداية الطريق، لكنه ليس النهاية… فتمسك بحلمك وثابر…
اطرق دربا لم يطرقه غيرك… لا تركز على الأحجار التي تتعثر بها، بل استمتع بكل زهرة برية تلمحها على جوانبه… حتى لو كان دربا في صحراء قاحلة ستصادف بين الحين والآخر عشبة تتحدى العطش وتشرأب..
انتقل من لحظة إلى لحظة مجردا من كل شيء إلا حلمك.. لا تترك اثقالك تنهك منكبيك.. كي لا تضطر أن تتخلى عنها فتخلط بينها وبين الحلم، وتلقيه معها…
تذكر أن الحياة طويلة كفاية لتستمع بما تحمله اللحظة… وقصيرة جدا جدا كي تسمح لك بالوصول إلى النهاية… الحلم ليس الوصول إليها بل الاستمتاع بكل خطوة باتجاهها…
…..
سأختم بوستي بقصة حقيقية قرأتها يوما: قفلوا المعكسر من كل أطرافه وراح ينقلون الأفراد في داخله مجموعة مجموعة إلى أفران النازية… أصاب الناس داخله حالة من الهلع والإحباط دفعتهم لأن ينهاروا في أماكنهم ينتظرون دورهم، إلا شخصا واحدا راح يدور بينهم ويتساءل: يجب أن نجد مخرجا، يجب أن نتمسك بأمل… لم يلق جوابا من أحد، إلا نظرات الاستخفاف بعقله وأسئلته، فلقد بدا الحلم داخل ذلك المعسكر ضربا من الجنون… بينما هو يدور بين ارتال البشر الجاثمة على الأرض لمح داخل المعكسر شاحنة تقف أمام الفرن وتحمل الجثث كي تنقلها إلى أماكن خاصة بها، وبسرعة البرق خلع ملابسه واندس بين كومة من الجثث…
غادرت الشاحنة بعد قليل المكان ووصلت إلى المكان المخصص فألقت بحمولتها… قام من بين الجثث وراح يركض عاريا حتى وصل إلى مكان ما…. مكان عاش فيه الحلم الذي تمسك به!
….
عزيزي القارئ: ليس شرطا أن تؤمن بصحة هذه القصة، بل من الضروري أن تؤمن بامكانية حدوثها، فرغم كل الخراب من حولك لا تيأس وتمسك بحلمك! قالت لي صديقة أمريكية مرة: حتى لو جاء ملاك الموت ليقبض روحي، سأجرب أن ألبطه بين فخذيه! في محاولة لوصف تعلقها بالحياة وتمسكها بالأمل حتى وهي تحتضر!
…..
شخصيا، لا أملك حلما يخصني للعام المقبل… فأنا لا أتعامل مع الزمن بالسنين… بل أتعامل معه بالأيام،
وأمام كل إشراقة شمس أحمل حلما جديدا، حلما أتكئ عليه كي أعبر يومي…

*****************
أعزائي وأصدقائي القراء: سأترك الصفحة مفتوحة أثناء غيابي، إذ سأغيب عنكم شهرا كاملا…
شهرا لن يكون سهلا، لكنه قد يكون ممتعا… أعدكم أنني ـ لو قًدر لي ـ سأعود إليكم وجعبتي مليئة بما لذ وطاب… شكرا لكل من مر يوما على صفحتي وترك بعضا من آثاره… وكل عام وأنتم بخير… أتمنى للجميع السلام والصحة وراحة البال
أحبكم جميعا
وفاء

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.