أنت عبرت من هنا

يمضي عام و يأت عام و أنت على مدى الأعوام حب و حضن .كل الأيام جميلة ما دامت يدك ممتدة في كل الأحداث. أبواب مراحمك صارت لنا أكثر من خطايانا. وتعزياتك كانت و ما زالت أقوى من الآلام.كل تجارب العمر المنقضى كانت شاهداً كيف تعمل يدك بغير قيد أو شرط في الأرض. مراراً كنت تتدخل بشخصك المجيد لتوقفنا عن أن نضيف لخطايانا مزيداً .ها هى آثارك تعلن أنك عبرت من هنا لذلك نحن ما زلنا هنا. الدسم كان نعمتك الوفيرة و بها إجتزنا الأيام و إجتازتنا و مضت.
لسنا نملك ما يكفى للشكر اللائق بك.فكل لحيظة كنت هنا.لم تتركنا فريسة لأحد.حتي الذين هاجمتهم الذئاب أخذتهم من بين الذئاب ليكونوا وسط الملائكة.أين لي بلسان يتوجك بالشكر لا الشوك. يضع التسبيح بخوراً في مجامر القديسين قدام عرشك.أين لى بنشيد يتغني بك فيتعلمه لسانى لتمجيدك. فتحت عيني فوجدت آثارك فوقى و حولى و أينما سرت و عرفت بك إسمك عمانوئيل. يدك تطوقني كقلادة ثمينة.صوتك سكنني في كل حال.أتنفس بروحك لكي لا أغشي في الطريق.هل من لغة لائقة بشخصك.
ها قد مضت الأحداث و بقيت أنت حبيب ليس سواك.تضاربت أقوال الناس بينما صدقت كل وعودك.صوتك الهادئ وصل كل الأسماع رغم ضجيج البحار و ضوضاء الأرض . كنت موجوداً في الأيام التي إمتلأت بالمرارة فلم تفرغ من حلاوتك لأنك تفيض أيضاً في ذات اللحظة بالنعمة و التعزيات.ظلمة الأرض إنشقت بنورك فلم تعد ظلمة لكل من يملأ بك عينيه.
الأرض مهما فاض البؤس فيها أرضك و أنت شبعها.لأنك بقيت معنا كما بدأت معنا لم تتغير . ثبتت صورتك فينا فلم تؤرقنا كوارث الأرض . وجهك يملأ وجوه الناس.صوتك فى كل الأصوات.نورك يملأ كل الطرق.هذا أنت لمن يراك طريقاَ.
كيف نتذمر و قد أخذنا أكثر مما فقدنا أضعافاً مضاعفة.كيف نتمني أن يعود بنا الزمن و نحن نشتهى أن يمضي بنا إليك.كيف يكون للأنين موضعاً و نحن في حضنك نسكن. هل يحمل الرضعان هَماً؟ و أنت على صدرك تهدهدنا مثلهم و تطعمنا بغذاءك السماوى.نمجدك و نتهلل بلمساتك الحانية التى داوات الجراح و أعادتنا مثلما أعادت الروح إلى العظام فصارت جيشاً عظيماً.
إصنع ما شئت بنا فليس العام الجديد جديداً عليك.نعرف أن لنا فيه مراحمك المتجددة.نعرف أنك سوف تجدد الذين نشب العتيق فيهم مخالبه لتعيدهم شباباً كالنسور.إفعل خطتك لا تبال بما نريد نحن بل بما تريد أنت لنا.فكل ما عندك حلو. كل ما هو منك لخلاصنا.كل ما تريد لنا هو الأفضل .إفعل مشيئتك لا مشيئتنا.فليست هذه أيامنا بل أيامك أنت . تسيرها حسب إرادتك الصالحة.نحن بك غير خائفين و لا متزعزعين بل مطمئنين لأن سلامك يصاحب إرادتك لنا.فرحك يشمل كل تدابيرك.نعمتك تسكن خطة خلاصك .حضنك مفتوح قدام الكل لا يعبأ بسقطاتنا بل يظهر شوقك لعودتنا.إصنع ما شئت فقد جربنا كل ما شئناه و ندمنا.الآن خذ مكانتك فينا رأساَ مدبراَ و أب معتني و قائد حكيم و إله قادر على كل شيء.
نصلى لأجل أوطاناَ هي لك.نفوساً مت من أجلها. و لأن إرادتك أن يبصر العميان نصلى لأجل العميان حتى يبصرونك. و لأنك أتيت لتكون للكل حياة نصلى لأجل الموتى الذين وعدتهم بالحياة حتى يقابلوك و يقبلوك. و لأنك تعلم أوجاع الرأس نصلى من أجل آباءنا الروحانيين كي ينالوا منك نعمة تفوق مسئوليتهم الجسيمة.
في هذا العام الجديد إعطنا نمواً نتعلم منك ما لم نتعلمه بعد. و نكون قريبين منك كقربك منا.نتعمق فيك و نتعملق فيك.لنراك وجهاَ لوجه بأكثر وضوحاً من ذى قبل. صوتك مسموعاً أكثر مما مضى.العام لن يكن جديداً بغير أن نحبك حباً جديداً و نصنع توبة جديدة و نصلى بفكر جديد و نسترد الإنسان الجديد.كلما أخذنا منك كلما صار العام جديداً لأن كل ما في العالم فساداَ نأخذه و نندم .عطاياك محيية و عطايا العالم قاتلة فكف أيادينا عن أن تمتد لغيرك.و أفكارنا عن أن تتوق سواك.حضنك متسع للكل فخذ معنا أعداءنا إليك .صالح الناس معاً بمعرفتك الحقيقية و محبتك الغامرة.إجعله عاماً للحب السماوى و اللغة السمائية و التسبيح السماوى إجمالاَ إجعله جزءاً من أبديتنا لكي نتذوقك بغير إنقطاع.يا ملك الكل كن ملكاً لى مهما تصاغرت نفسى قدام وصاياك. يا مخلص العالم إفتدى كيانى من تراكمات السنين.لا تترك شعباً أو شخصاً يائساَ يا ينبوع الرجاء.تحنن دوماً لأننا عهدناك السامرى الصالح.كل الرعية رعيتك فإجمع خرافك في حظيرة واحدة.لكي تنظرك الأعين و تسبحك بإندهاش لعظم مجدك.
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.