حرب النفط والغاز الدموية في سوريه

“یونگه ولت ” الألمانية
ترجمة عادل حبه

بدء هجوم أمريكا على افغانستان تحت شعار ” الحرب ضد الإرهاب” منذ 11 أيلول/سبتمبر عام 2001. وفي الوقت نفسه اعتبرت قوى اليسار هذه الحرب على أنها “حرب النفط”.
إن المعلومات التالية تشر إلى دوافع الحرب الجارية في المنطقة:
فمنذ عام 1990 جرى البحث في مد انبوب لنقل النفط والغاز من تركمنستان مروراً بأفغانستان وباكستان وينتهي بالهند، وينقل من هناك عن طريق البحر إلى موانيء المحيد الهندي. وطبقاً لهذا البرنامج، يتم نقل النقط والغاز من تركمنستان إلى الموانيء الباكستانية الواقعة على المحيط الهندي. وجرى التخطيط بأن تنضّم الهند إلى هذا المشروع على مدى السنوات التالية. وقد اتخذ المشروع أسم
“TAPI”.
في سنوات التسعينيات، جلب هذه المشروع اهتمام الشركات المتعددة الحنسيات، ومن بينها الشركة الأمريكية
“Unocal”
التي بادرت إلى فتح الحوار مع منظمة الطالبان من أجل مد هذا الانبوب. ففي ذلك الوقت كان الطالبان هم الذين يمسكون بزمام الأمور وشكلوا حكومتهم في كابول. وقد جرت عدة جلسات بين الطالبان والشركات الأمريكية. ومن أجل تحقيق الشركة الأمريكية
“Unocal”
أهدافها قبل المباحثات وبعد انتهاء الجولة الأولى من المباحثات، استعانت باللوبي ، ومن ضمنهم هنري كيسنجر. وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2015، وعلى الرغم من شروع تركمنستان ببناء الخط، توقف على حين غرة تنفيذ المشروع وأصبح في دائرة النسيان.
لقد جرى التخطيط للحرب على سوريا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها نتيجة لمعارضة بشار الأسد لمرور الأنبوب عبر الأراضي السورية، حيث كان الغرب يسعى إلى نقل الغاز القطري عن طريق سوريا ليصل إلى أوربا واسرائيل. وقد عارض الأسد ذلك المشروع في عام 2009 بسبب تنسيق الحكومة السورية مع برامج نقل الغاز الروسي إلى أوربا. إن أسم هذه الحرب بالأساس هو ” حرب مد الأنابيب في سوريا”. إن الخطأ الثاني لبشار الأسد بعد رفضه لمرور انابيب الغاز القطري عير الأراضي السورية، من وجهة نظر الغرب، هو عقده اتفاقية مع كل من العراق وسورية لمد أنبوب نقل الغاز في عام 2011، هذا الخط الذي يقوم بنقل الغاز الايراني عن طريق العراق وسوريا والأردن والذي عمل الغرب على الوقوف ضده. علماً إن كلا المشروعين الوارد ذكرهما، أي الانبوب القطري والايراني أعلاه يقومان في البدء على نقل الغاز الايراني إلى اوربا، وينتهي عند الأراضي التركية حيث يتم وصله بـ” انبوب باكو الجديد”، وهو الخط الذي يقوم بنقل الغاز الطبيعي ون منابع بحر قزوين

انبوب نفط “باكو الجديد

عن طريق آذربايجان وجيورجيا وتركية وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا، وينتقل إلى جميع الدول الأوربية. والهدف من كل هذه المشاريع هو الحد من اعتماد اوربا على روسيا من أجل تأمين الوقود. وقد دعمت غالبية دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة هذا المشروع، مما يعني أن جميعهم كان لهم ضلع في الحرب في سوريا. لقد اقترن الشروع بتأسيس “خط انابيب باكو الجديد” بخلافات متعدة، ولم يتم الاتفاق على المشروع إلاّ في عام 2013.
لقد تم استخدام اصطلاح “حرب أنابيب النفط” لأول مرة في عام 2000 في مقالة نشرها روبرت أف. كندي، شقيق جون أف كندي رئيس الجمهورية الأمريكي الأسبق الذي اغتيل في عام 1963. علماً إن روبرت أف كندي هو الآخر تعرض لمحاولة اغتيال نجى منها في عام 1968. كان عنوان مقالة روبرت أف كندي هو
” Syria: Another Pipeline War”
والتي جلبت انتباه المحللين السياسيين واعتبروه مرجعاً. فقد كتب الصحفي ” گارث پورتر ” المتخصص بالبحوث السياسية مقالة نشرت في الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر هذا العام في موقع الانترنت
” Truthout”
جاء فيه أنه في سنوات 2010 و 2012 كان من المقرر أن يصل الغاز القطري إلى أوربا مروراً بالأردن وسوريا والغرب بحماية سعودية. وسعت قطر التحرر من سلطان العربية السعودية والظهور بمظهر الدولة المستقلة القادرة على صدور الطاقة إلى أوربا وأمريكا. ويشير المراسل الصحفي المذكور إلى أن الرئيس بشار الأسد عبّر عن ندمه عن عدم التعاون من أجل تنفيذ مشروع مد أنابيب الغاز القطري في عام 2009. ويشير المراسل إلى أن التغيير في موقف الأسد لم يجر نشره في أي من وسائل الإعلام. واكتفت وكالة فرانس برس بإيراد خبر مقتضب حول الموضوع من بين العديد من الأخبار العالمية التي نشرتها الوكالة.
ونشرت وكالات الأنباء في التاسع من تموز/ جولاي عام 2013 خبراً حول المحادثات التي جرت في الأول من تموز/جولاي عام 2013 بين لاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية وبين رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان. وقد اقترح الأمير السعودي على بوتين عقد اتفاقية بمبلغ 15 مليار دولار لشراء أسلحة والقيام بتوظيفات اقتصادية ضخمة في روسيا مقابل التخلي عن حماية بشار الأسد. وقد رفض بوتين هذا العرض. وفي 24 حزيران عام 2011 وقعت اتفاقية تمهيدية بين ايران وسوريا. وقد جرت التأكيد في هذه الاتفاقية إلى مد خط أابيب الغاز عبر العراق والأردن ثم سوريا ومنها إلى أوربا خلال ثلاث سنوات. وقُدرت كلفة المشروع بمبلغ 10 مليار دولار. يمكن أن تكون كلفة المشروع باهضة بالنسبة إلى إيران، خاصة وإن إيران كانت تعاني من برنامج الحصار الاقتصادي الأمريكي ضدها، خاصة وإن أمريكا قد هددت أمريكا كل أصحاب الصناعات الذين يتعاونون مع إيران بتعرضهم للأضرار. ولهذا تراجعت الشركات المعنية بشؤون النفط والغاز عن المشاركة في المشروع.

About عادل حبه

عادل محمد حسن عبد الهادي حبه ولد في بغداد في محلة صبابيغ الآل في جانب الرصافة في 12 أيلول عام 1938 ميلادي. في عام 1944 تلقى دراسته الإبتدائية، الصف الأول والثاني، في المدرسة الهاشمية التابعة للمدرسة الجعفرية، والواقعة قرب جامع المصلوب في محلة الصدرية في وسط بغداد. إنتقل الى المدرسة الجعفرية الإبتدائية - الصف الثالث، الواقعة في محلة صبابيغ الآل، وأكمل دراسته في هذه المدرسة حتى حصوله على بكالوريا الصف السادس الإبتدائي إنتقل إلى الدراسة المتوسطة، وأكملها في مدرسة الرصافة المتوسطة في محلة السنك في بغداد نشط ضمن فتيان محلته في منظمة أنصار السلام العراقية السرية، كما ساهم بنشاط في أتحاد الطلبة العراقي العام الذي كان ينشط بصورة سرية في ذلك العهد. أكمل الدراسة المتوسطة وإنتقل إلى الدراسة الثانوية في مدرسة الأعدادية المركزية، التي سرعان ما غادرها ليكمل دراسته الثانوية في الثانوية الشرقية في الكرادة الشرقية جنوب بغداد. في نهاية عام 1955 ترشح إلى عضوية الحزب الشيوعي العراقي وهو لم يبلغ بعد الثامنة عشر من عمره، وهو العمر الذي يحدده النظام الداخلي للحزب كشرط للعضوية فيه إعتقل في موقف السراي في بغداد أثناء مشاركته في الإضراب العام والمظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي للتضامن مع الشعب الجزائري وقادة جبهة التحرير الجزائرية، الذين أعتقلوا في الأجواء التونسية من قبل السلطات الفرنسية الإستعمارية في صيف عام 1956. دخل كلية الآداب والعلوم الكائنة في الأعظمية آنذاك، وشرع في تلقي دراسته في فرع الجيولوجيا في دورته الثالثة . أصبح مسؤولاً عن التنظيم السري لإتحاد الطلبة العراقي العام في كلية الآداب والعلوم ، إضافة إلى مسؤوليته عن منظمة الحزب الشيوعي العراقي الطلابية في الكلية ذاتها في أواخر عام 1956. كما تدرج في مهمته الحزبية ليصبح لاحقاً مسؤولاً عن تنظيمات الحزب الشيوعي في كليات بغداد آنذاك. شارك بنشاط في المظاهرات العاصفة التي إندلعت في سائر أنحاء العراق للتضامن مع الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي الإسرائيلي- الفرنسي البريطاني بعد تأميم قناة السويس في عام 1956. بعد انتصار ثورة تموز عام 1958، ساهم بنشاط في إتحاد الطلبة العراقي العام الذي تحول إلى العمل العلني، وإنتخب رئيساً للإتحاد في كلية العلوم- جامعة بغداد، وعضواً في أول مؤتمر لإتحاد الطلبة العراقي العام في العهد الجمهوري، والذي تحول أسمه إلى إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية. وفي نفس الوقت أصبح مسؤول التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي العراقي في بغداد والذي شمل التنظيمات الطلابية في ثانويات بغداد وتنظيمات جامعة بغداد، التي أعلن عن تأسيسها بعد إنتصار الثورة مباشرة. أنهى دراسته الجامعية وحصل على شهادة البكالاريوس في الجيولوجيا في العام الدراسي 1959-1960. وعمل بعد التخرج مباشرة في دائرة التنقيب الجيولوجي التي كانت تابعة لوزارة الإقتصاد . حصل على بعثة دراسية لإكمال الدكتوراه في الجيولوجيا على نفقة وزارة التربية والتعليم العراقية في خريف عام 1960. تخلى عن البعثة نظراً لقرار الحزب بإيفاده إلى موسكو-الإتحاد السوفييتي للدراسة الإقتصادية والسياسية في أكاديمية العلوم الإجتماعية-المدرسة الحزبية العليا. وحصل على دبلوم الدولة العالي بدرجة تفوق بعد ثلاث سنوات من الدراسة هناك. بعد نكبة 8 شباط عام 1963، قرر الحزب إرساله إلى طهران – إيران لإدارة المحطة السرية التي أنشأها الحزب هناك لإدارة شؤون العراقيين الهاربين من جحيم إنقلاب شباط المشؤوم، والسعي لإحياء منظمات الحزب في داخل العراق بعد الضربات التي تلقاها الحزب إثر الإنقلاب. إعتقل في حزيران عام 1964 من قبل أجهزة الأمن الإيرانية مع خمسة من رفاقه بعد أن تعقبت أجهزة الأمن عبور المراسلين بخفية عبر الحدود العراقية الإيرانية. وتعرض الجميع إلى التعذيب في أقبية أجهزة الأمن الإيرانية. وأحيل الجميع إلى المحكمة العسكرية في طهران. وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، إضافة إلى أحكام أخرى طالت رفاقه وتراوحت بين خمس سنوات وإلى سنتين، بتهمة العضوية في منظمة تروج للأفكار الإشتراكية. أنهى محكوميته في أيار عام 1971، وتم تحويله إلى السلطات العراقية عن طريق معبر المنذرية- خانقين في العراق. وإنتقل من سجن خانقين إلى سجن بعقوبة ثم موقف الأمن العامة في بغداد مقابل القصر الأبيض. وصادف تلك الفترة هجمة شرسة على الحزب الشيوعي، مما حدى بالحزب إلى الإبتعاد عن التدخل لإطلاق سراحه. وعمل الأهل على التوسط لدى المغدور محمد محجوب عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك، والذي صفي في عام 1979 من قبل صدام حسين، وتم خروجه من المعتقل. عادت صلته بالحزب وبشكل سري بعد خروجه من المعتقل. وعمل بعدئذ كجيولوجي في مديرية المياه الجوفية ولمدة سنتين. وشارك في بحوث حول الموازنة المائية في حوض بدره وجصان، إضافة إلى عمله في البحث عن مكامن المياه الجوفية والإشراف على حفر الآبار في مناطق متعددة من العراق . عمل مع رفاق آخرين من قيادة الحزب وفي سرية تامة على إعادة الحياة لمنظمة بغداد بعد الضربات الشديدة التي تلقتها المنظمة في عام 1971. وتراوحت مسؤولياته بين منظمات مدينة الثورة والطلبة وريف بغداد. أختير في نفس العام كمرشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب إستقال من عمله في دائرة المياه الجوفية في خريف عام 1973، بعد أن كلفه الحزب بتمثيله في مجلة قضايا السلم والإشتراكية، المجلة الناطقة بإسم الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، في العاصمة الجيكوسلوفاكية براغ. وأصبح بعد فترة قليلة وفي المؤتمر الدوري للأحزاب الممثلة في المجلة عضواً في هيئة تحريرها. وخلال أربعة سنوات من العمل في هذا المجال ساهم في نشر عدد من المقالات فيها، والمساهمة في عدد من الندوات العلمية في براغ وعواصم أخرى. عاد إلى بغداد في خريف عام 1977، ليصبح أحد إثنين من ممثلي الحزب في الجبهة التي كانت قائمة مع حزب البعث، إلى جانب المرحوم الدكتور رحيم عجينة. وأختير إلى جانب ذلك لينسب عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية ويصبح عضواً في لجنة العلاقات الدولية للحزب. في ظل الهجوم الشرس الذي تعرض له الحزب، تم إعتقاله مرتين، الأول بسبب مشاركته في تحرير مسودة التقرير المثير للجنة المركزية في آذار عام 1978 وتحت ذريعة اللقاء بأحد قادة الحزب الديمقراطي الأفغاني وأحد وزرائها( سلطان علي كشتمند) عند زيارته للعراق. أما الإعتقال الثاني فيتعلق بتهمة الصلة بالأحداث الإيرانية والثورة وبالمعارضين لحكم الشاه، هذه الثورة التي إندلعت ضد حكم الشاه بداية من عام 1978 والتي إنتهت بسقوط الشاه في شتاء عام 1979 والتي أثارت القلق لدي حكام العراق. إضطر إلى مغادرة البلاد في نهاية عام 1978 بقرار من الحزب تفادياً للحملة التي أشتدت ضد أعضاء الحزب وكوادره. وإستقر لفترة قصيرة في كل من دمشق واليمن الجنوبية، إلى أن إنتدبه الحزب لإدارة محطته في العاصمة الإيرانية طهران بعد إنتصار الثورة الشعبية الإيرانية في ربيع عام 1979. وخلال تلك الفترة تم تأمين الكثير من إحتياجات اللاجئين العراقيين في طهران أو في مدن إيرانية أخرى، إلى جانب تقديم العون لفصائل الإنصار الشيوعيين الذين شرعوا بالنشاط ضد الديكتاتورية على الأراضي العراقية وفي إقليم كردستان العراق. بعد قرابة السنة، وبعد تدهور الأوضاع الداخلية في إيران بسبب ممارسات المتطرفين الدينيين، تم إعتقاله لمدة سنة ونصف إلى أن تم إطلاق سراحه بفعل تدخل من قبل المرحوم حافظ الأسد والمرحوم ياسر عرفات، وتم تحويله إلى سوريا خلال الفترة من عام 1981 إلى 1991، تولى مسؤلية منظمة الحزب في سوريا واليمن وآخرها الإشراف على الإعلام المركزي للحزب وبضمنها جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة. بعد الإنتفاضة الشعبية ضد الحكم الديكتاتوري في عام 1991، إنتقل إلى إقليم كردستان العراق. وفي بداية عام 1992، تسلل مع عدد من قادة الحزب وكوادره سراً إلى بغداد ضمن مسعى لإعادة الحياة إلى المنظمات الحزبية بعد الضربات المهلكة التي تلقتها خلال السنوات السابقة. وتسلم مسؤولية المنطقة الجنوبية حتى نهاية عام 1992، بعد أن تم إستدعائه وكوادر أخرى من قبل قيادة الحزب بعد أن أصبح الخطر يهدد وجود هذه الكوادر في بغداد والمناطق الأخرى. إضطر إلى مغادرة العراق في نهاية عام 1992، ولجأ إلى المملكة المتحدة بعد إصابته بمرض عضال. تفرغ في السنوات الأخيرة إلى العمل الصحفي. ونشر العديد من المقالات والدراسات في جريدة طريق الشعب العراقية والثقافة الجديدة العراقية والحياة اللبنانية والشرق الأوسط والبيان الإماراتية والنور السورية و"كار" الإيرانية ومجلة قضايا السلم والإشتراكية، وتناولت مختلف الشؤون العراقية والإيرانية وبلدان أوربا الشرقية. كتب عدد من المقالات بإسم حميد محمد لإعتبارات إحترازية أثناء فترات العمل السري. يجيد اللغات العربية والإنجليزية والروسية والفارسية. متزوج وله ولد (سلام) وبنت(ياسمين) وحفيدان(هدى وعلي).
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.