أكذوبة المهدى المنتظر

mostafarashed• يعتقد المسلمون بظهور المهدي المنتظر وهو شخص يؤمن المسلمون بظهوره في الفترة الأخيرة من حياة البشر على الأرض أو ما يعرف إسلامياً بـ”آخر الزمان”، ليكون هذا الشخص حاكماً عادلاً وعظيماً لدرجة أنه سينهي الظلم والفساد على وجه الأرض، وينشر العدل والإسلام الصحيح ويحارب وينتصر على أعداء الإسلام وأبرزهم “اليهود”. وعلى الرغم من أن الكثير من الفقهاء وكتب التراث يؤكدون على ظهوره إلا أنهم يختلفوا على شخصيته. وأبرز هذه الاختلافات هو بين أكبر جماعتين بالإسلام وهما أهل السنة والشيعة الاثنا عشرية، فيقول السنة بأن المهدي هو شخص اسمه محمد بن عبد الله وهو سليل أهل البيت من ولد فاطمة الزهراء (ض) بنت رسول الله(ص) زوجة على بن أبى طالب (ض) سيولد كأي إنسان عادي ليكون هو المهدي وسيملك سبع سنين أو أكثر ، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، وتنعم في عهده نعمة لم تنعمها قط، ومن صفاته أنه أجلى الجبهة أي منحسر الشعر عن جانبي جبهته، أقنى الأنف أي جميل الأنف وقيل بأن فيه طول ودقة ، بينما يقول الشيعة بأن المهدي تحديدا هو الإمام محمد بن الحسن نسل فاطمة وعلى رضى الله عنهما المولود عام 255هـ وقد أعطاه الله طول العمر فهو حي منذ ذاك الحين لكنه مختفٍ عن الأنظار فى سرداب أو مكان غير معلوم ولن يظهر إلا في آخر الزمان ليعلن دولته . وعند أهل السنة لم ترد أحاديث للمهدي في مايسمى بصحيح البخاري وصحيح مسلم مفصلة
بل جاءت أحاديث يمكن اعتبارها أحاديث مجملة يحتمل أنها عن المهدي كما في هذا الحديث من الصحيحين: :عن أبى هريرة (ض) قال رسول الله (ص) “‏كيف أنتم إذا نزل ‏ابن مريم ‏فيكم وإمامكم منكم” (الصحيحين).
• وقد خرٍّج أحاديث المهدي جماعة من أئمة الحديث منهم أبو داود والترمذي وابن ماجة والبزار والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلى، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة مثل علي بن أبي طالب وابن عباس وابن عمر وطلحة وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس وعلي الهلالي وعبد الله بن الحارث بن جزء م وإسناد أحاديثهم بين حسن وضعيف
• والمهدي عند اهل السنة يعتقدون أنه يولد قبل توليه الحكم ببضع عقود (والعقد عشر سنين) بينما تعتقد الشيعة أن المهدي ولد منذ أكثر من ألف عام وأن أبوه الأمام الحسن العسكري عقَّ عنه بثلاثمائة عقيقة وهذه أحد الدلالات على ولادته وعند أهل السنة الأرض لا تخلو من حجة وتوجد الأدلة الكثيرة، أما عن غيبته، فكانت الخوف من القتل، لئلاّ يكون في عُنقه عليه السّلام بيعة لظالم،
• ويرى كثير من الفقهاء على أن أحاديث المهدي بلغت حد التواتر المعنوي، ومنهم القاضي محمد بن علي الشوكاني الذي يقول في التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح: “والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً في الصحيح والحسن والضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف التواتر على ما دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً لها حكم الرفع إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك” ونحن نرى أن كلام القاضى الشوكانى جانب الصواب حيث أن كل الأحاديث الواردة عن المهدى جميعها منقطعة السند ولا ترتقى لمنزلة الصحيح ولا يمكن الأخذ بها كسند لموضوع هام خاص بنهاية الكون ومصير البشر بالاضافة لعدم ورود أى نص بالقرآن الكريم عن هذا الموضوع المصيرى رغم قوله تعالى فى سورة الأنعام آية 38 ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) وقد وردت أحاديث كثيرة في المهدي تخضع للجرح والتعديل ومن هذه الأحاديث المنقطعة مجهولة المصدر .
• عن أبو سعيد الخدري قال رسول الله : “‏المهدي مني ‏‏أجلى‏ ‏الجبهة‏ ‏أقنى‏ ‏الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين” سنن أبي داود وقال عنه الألباني حديث حسن.
• عن علي بن أبي طالب قال رسول الله ، لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت‏‏ جورا “، سنن أبي داود صححه الألباني ولا نعرف كيف صححه الألبانى رغم إنقطاع سنده وإنتفاء مصدره .
• ايضا عن عبد الله، “بينما نحن عند رسول الله ،‏ ‏إذ أقبل فتية من ‏بني هاشم ‏فلما رآهم النبي ‏ ‏اغرورقت عيناه وتغير لونه قال فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال ‏ ‏إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملئوها جورا ‏فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج”، سنن ابن ماجه وفي الزوائد إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي لكن لم ينفرد بزيد بن أبي زياد عن إبراهيم فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمر بن قيس عن الحكم عن إبراهيم.
• ايضا نسب لعبد الله، “لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ” ،سنن الترمذي صححه الألباني‏ ايضا رغم إنقطاع سنده وإنتفاء المصدر .
• مما يدل على أننا نعيش وَهّم وأكذوبة أسمها المهدى المنتظر لا دليل عليها من القرآن الكريم ولا الأحاديث المتواترة الصحيحة السند والمصدر .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د – مصطفى راشد عالم أزهرى أستاذ الشريعة ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام
E – rashed_orbit@yahoo.com

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

One Response to أكذوبة المهدى المنتظر

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟

    ١: بداية كل ذي منطق وعقل لا يقبل بترهات المهدي المنتظر ، فليس هنالك من مهدي منتظر غير السيد المسيح ، وإشراك قدومه مع المهدي المزعوم ماهو إلا خطة إبليس لتعمية عقول وعيون الحمقى والسذج والمغفلين ؟

    ٢: بالمنطق والعقل كيف لانسان ولد قبل الف عام أن يعيش لليوم ، فهل هو إنسان أم إله ، وأذا صدق الشيعة أو السنة فالمنطق يقول بأنه أشرف واكرم عند ألله والنَّاس من مُحَمَّد ، وهذا ما لايقبله المسلمين ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    تساءل لكل مسلم ذي عقل لماذا ياتي المهدي المنتظر مع المسيح ، وكيف ياتي بشر بالعدل والسلام والسيد المسيح هو الديان يوم الدين ، حقاً العقل زينه وخزينه ولكن عند الكثيرين بطيخة ويقطينة ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.