أوهام تركيا وإيران بالزعامة الإقليمية

walifaqihطلال عبدالله الخوري 2\12\2016 © مفكر حر

كلما وصل زعيم عربي او مسلم للحكم بطرق مشروعة اوغير مشروعة, في بلد عربي او شرق اوسطي, وكثر من حوله دجالي رجال الدين او المتملقون من لاعقي الأحذية, اصيب “بالبارانويا” وأصبح يظن نفسه زعيماً إلهيا, وحدود بلاده قليلة عليه, .. فهذا ما ظنه في السابق جمال عبدالناصر زعيم القومية العربية, وبعده صدام حسين, وحافظ الاسد والقذافي.. والآن لدينا كل من أردوغان تركيا والوليه الفقيه الايراني اللذان يستغلان الكثير من طاقات بلادهما من آجل الوصول للزعامة الاقليمية على منطقة الشرق الاوسط وتزعم العالم العربي والاسلامي , ولسوء حظ السوريين ان كل منهما يستثمر في الحرب السورية من اجل تحقيق اهدافه, وايضاً بالمقابل هناك السعودية ودول الخليح ومصر التي لا يروق لهم طموحات كل من اردوغان والولي الفقيه, فيستثمرون بسخاء في افشال مشاريعهم في الحرب السورية, اي ضد كل من ايران وتركيا بنفس الوقت, وهذا هو السبب الرئيسي في عدم اتحاد الفصائل السورية المسلحة الى الأن, وذلك لان مموليهم لهم اهداف متضاربة, وهذا رأيناه جليا عندما تحاربت الفصائل فيما بينها وتوقفت عن محاربة جيش الاسد  .. ورأينا ايضا سابقا كيف استثمرت السعودية والامارات مليارات الدولارات لدعم انقلاب الجنرال “سيسي” في مصر ضد مشروع الاخوان المسلمين الاردوغاني واسقاط حكم محمد مرسي هناك.

من ابسط البديهيات, انه لكي تكون زعيما خارج حدود بلادك فيجب ان تكون قويا عسكريا واقتصاديا, وان تكون لديك القدرة على تصنيع الاسلحة المتطورة لا ان تستوردها!! والدولتان الوحيدتان القادرتان على ذلك هم الولايات المتحدة الاميركية زعيمة العالم الغربي الحر, وروسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفييتي زعيم الكتلة الشرقية السابق, وهما يتنافسان على كل شبر من الكرة الارضية لكي يكون تابعا لهم سياسيا واقتصاديا, فهذا يعني بكل بساطة ان طموح اي منكما (المقصود اردوغان والولي الفقيه ) في اي شبر من الارض سيكون اما على حساب حصة زعامة اميركا او على حساب حصة زعامة روسيا .. فبالله عليكم هل تصدقون بان روسيا او اميركا ستتخلى عن جزء من حصتها في الكعكة العالمية لكم؟؟ هههه هذا يذكرنا بسفاهة القاعدة وداعش والاخوان المسلمين الذين لديهم نفس طموحاتكم وهم غير قادرون على صناعة قطعة سلاح بسيطة!! والانكح من هذا ان تركيا وايران يعيشان على المساعدة والخبرات الاجنبية في تنفيذ مشاريعهما الصناعية البسيطة اما من اميركا او من روسيا؟؟ هههه وكأنهم يستجدون المساعدات من اميركا وروسيا لكي يقاسمونهم في النهاية على كعكة المصالح العالمية!!

ما نريد ان نقوله بأن اميركا لن تسمح لتركيا بان تحصل على اي شئ في سوريا لن يكون تحت ادارتها ومسخرا لمصالحها القومية الاميركية, وبنفس الطريقة لن تسمح روسيا لايران بأي شئ في سوريا لا يخدم اجنداتها في الوصول الى موقع دولة عظمى تنافس به الولايات المتحدة الاميركية.. ونحن نتوقع عاجلا ام أجلا بأن تتضارب المصالح الروسية والايرانية بسوريا وان يتحاربا ايضا بالدم السوري.. وقد رأينا هذا جليا مؤخرا في معركة حلب الاخيرة حيث وصلت تسريبات لوكالة الانباء “آكي” الإيطالية: ” إن روسيا على يقين بأن سقوط شرقي حلب وخسارة المعارضة المسلحة لها, سيفسح المجال للميليشيات الإيرانية ان تقتحم المدينة وتُهمين عليها، وهذا ما ترفضه روسيا، التي لا تريد أن تكون جنديا عند إيران, ويجب ان تكون استثماراتها بالحرب السورية تصب بالمصالح الروسية فقط وليس الايرانية.”.. ولايران تجربة ناجحة سابقة باستخدام الجندي الاميركي في الاستيلاء على العراق.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.