استودعكم الله ..!!

mahaboutiحابة فش خلقي واحكي عن وجعي ووجع كل السوريين أمثالي قبل ما أغلق صفحتي عالفيسبوك وامسح كل حساباتي عالانترنت ..!
وقت أعلنت ثورتي من خلال صفحتي وشاركت كل إحداثيات الثورة السورية كنا بثورة حقيقية خرج لها الأطفال قبل البالغين والنساء قبل الرجال والشباب قبل المسنين ..!
كنا صوتا واحدا ، وهدفا مشتركا ، وكنا صادقين مدفوعين بحب هذا الوطن المسلوب والمغتصب ..!
كان العالم بشرقه وغربه متعاطفا معنا قبل أن ينقلب علينا القريب قبل البعيد والعرب قبل الغرب ..!
قتل من قتل منا واعتقلنا وعذبنا وتحملنا كل تبعات هذه الثورة ضد سفاح استعمرنا بالقوة وبقبضة حديدية لاتعرف الهوادة ولا الرحمة ..!
وعن نفسي فقد حوربت من أهلي واقاربي لأنني كنت الوحيدة في عالم عائلتي التي خرجت عن الصمت والخنوع والتسليم لرغبة مجرمين هذا الوطن ..!
حتى أبنائي حاربوني وقالوا لي حرفيا :
أمي ..
مالك ولهذه الغوغائية فالتيار أقوى منك ولن تستطيعي تغيير الحال مهما بذلتي من طاقاتك الوطنية ..!
ليس كل السوريين يهتمون بوطنك كما تهتمين ولن تنالي رضا أحد ، ولن تلاقي قبول لا من النظام ولا من المعارضين ، وستعرضين حياتنا للخطر والمسائلات ..!!
وبجملة واحدة قالها لي ابني البكر لاتزال تتردد في أذناي :
ماما رح تكوني متل بياع الخرى لا رح ترضي البايع ولا رح ترضي الشاري ..!
فما اصدقها من جملة ..!!
لم أسمع لهم وقلت لهم حرفيا :
لستم أغلى من غيركم من أبناء هذا الوطن ، ولست أفضل من غيري من أمهات فقدوا فلذات اكبادهن وقدموا رجالهن وانفسهن عن طيب خاطر في سبيل أن يحيا الوطن ، وكانت القطيعة بيني وبين عائلتي وابنائي قد بدأت تأخذ طابعها القاسي والمؤلم ..!!
لم اتوانى للحظة عن نقل الخبر وتحري الصدق في كل ما يأتيني من إحداثيات مؤلمة ابكتني كثيرا ولا تزال ..!
صدقت عائلتي وصدق أبنائي فقد حوربت وشتمت وقرعت من معظم الفصائل التي أصرت على حرف مسار الثورة الشعبية إلى فتوحات إسلامية كاذبة لا طابع لها إلا الكذب والخيانات والمتاجرة بدماء الشعب ومقدراته وممتلكاته ، عدا عن التجاوزات الأخلاقية ضد بناتنا ونسائنا من اغتصابات يندى لها جبين الإنسانية ..!!
إستشرف من استشرف بحجة أنني اهاجم المجاهدين وأي مجاهدين ..؟!
اتهمت بالهرطقة والكفر وبعضهم نشر عني الأكاذيب وتم تكفيري ولاحقا حللوا دمي وهدروه ، هكذا بكل بساطة ..!!
لاحقوا صفحتي وحاولوا ولايزالون إغلاقها عدة مرات ..!
رفعوا بي تقارير إلى الفيسبوك وحظرت عدة مرات تجنيا بالكذب والبهتان ..!!
حتى الناشطين بعضهم حاربني بضراوة ولايزالون بحجة أنني اهاجم الثوار وانقل الأخبار الكاذبة وهذا كذب وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان ..!!
قد يصدق البعض وقد لايصدق المغرضون أنني مرضت مرضا شديدا جسديا ونفسيا وفارقني النوم إلى غير رجعة لشدة غضبي وقلقي على الأطفال والنساء والمسنين الذين زجوا في هذه المحرقة دون ذنب ..!
ومع ذلك قررت الإستمرار لأكون صوتا لمن لا تسمع أصواتهم ..!
مئات الآلاف من الرسائل كانت ولا تزال تصلني من المعذبين والمحاصرين لانقل معاناتهم إعلاميا علما أنني لست إعلامية ولم أكن يوما كذلك ولن أكون ..!!
تحدثت بصدق وبعفوية مطلقة وبلهجتي العامية أحيانا وبلغتي العربية أحيانا أخرى ..!
خاطبت الضمائر والعقول بمصداقية وشفافية مطلقة حتى الآن وانا اكتب رسالة الوداع لكل أصدقائي الذين اعتززت كثيرا بصداقاتهم ومتابعاتهم لي بإخلاص ولكنني لم انال إلا التحجيم والمقاطعة ..!
منذ نشأتي الأولى وحتى الآن لم اتعود الكذب والتضليل ولم أستطع التكيف مع هذه النقيصة الأخلاقية ..!!
ولكن للأسف استنتجت أن معظمنا يحبون الكذب ويفضلون المراوغة ويرحبون بكل بتنميق الكلام والبعد عن الشفافية ..!!
معظم من أسلم ثورتنا لم يكونوا يوما كذلك ..!
قبل الثورة لم تكن إطالة اللحى وحلق الشارب من المظاهر المألوفة في وطني ، ولكن بعد عامين من الثورة انقلبت أحوال رجالنا فالتحوا وحلقوا الشوارب واعلنوا الجهاد وساهموا إلى درجة كبيرة في تغيير النظرة العامة عنا بحيث اتهمنا بالإرهاب والتكفيريين إرضاء لبعض المرتزقة الذين دخلوا إلى سوريه بحجة الجهاد ولم يكن هدفهم إسقاط النظام بل الاصطياد بالماء العكر وتشويه صورتنا أمام المجتمعات الدولية وتأليب الرأي العام العالمي علينا حتى كرهنا الجميع وصار يحذرنا ..!!
تاجروا بدمائنا واعراضنا ولايزالون ..!!
أدركت أخيرا أن التصفيق بيد واحدة من المستحيلات وان التيارات أقوى مني كما قالوا لي أبنائي ..!!
نحن لم نعد في ثورة شعب بل في ثورة فاسدة للكسب السريع وعلى حساب الأبرياء ..!
استمراري بالخوض على نهجي القديم واخلاصي لم يعد يجديني نفعا ولم أعد أستطيع إيصال صوتي إلى أولي الأمر كما يجب ..!
لذا قررت الإبتعاد ليس لأنني غيرت هدفي بل لأنني أرفض أن أكون جزءا من هذه الالاعيب القذرة التي تدار بأيدي مجرمين سفاحين اعتادوا على الإضطهاد والكذب والخداع ..!
أرفض بشدة أن أكون ضمن منظومة الضحك والكذب على الذات ..!!
لذلك :
بعد أسبوع من اليوم بإذن الله ساودعكم مرغمة عني ولكن قلبي دائما وابدأ سيكون على وطني وعيني ترنو إلى حرية لن نبلغها طالما هناك أصابع غريبة تعبث بمثلنا العليا ، وطالما هناك غريبا تغلغل في صفوفنا ليحل محل رجال هذا الوطن ..!!
استودعكم الله الذي لاتضيع عنده الودائع واتمنى دائما أن يكون كل أبناء وطني بخير مهما كان انتمائه الديني أو العرقي أو المذهبي ..!
سوريا لن تنتصر قبل أن يتم طرد كل الغرباء وخاصة مدعوا الجهاد بزندقة لم ارى مثلها في حياتي .،!!

About مها البوطي

حصلت على الثانوية الأمريكية في ولاية بنسلفانيا بعدها دخلت الجامعة لدراسة العلوم الطبية بعد سنتين غيرت مجال دراستي إلى دراسة الأمن الجنائي في ولاية نيو هامبشر أكملت في ولاية فلوريدا وتخرجت وعملت في مكتب المدعي العام في مدينة فورت بيرس حتى العام 2002 عدت بعدها إلى سوريه أول دراستي المدرسية انقسمت بين سوريه والسعودية حتى المرحلة الثانوية تخللها دراستي في مصر لتعلم اللغة الانجليزية في معهد اوكسفورد والجامعة الأمريكية قبل نهاية دراستي الثانوية التي اكملتها في الولايات المتحدة الأمريكية
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.