ليتنا نتعلم من تجارب الأمريكان بعضا من تلك الأخلاق

wafasultan2015ألقت البارحة السيدة هيلاري كلنتون خطاب القبول بالنتائج، جاء في بعض منه:

We must accept these results and then look for the future Donald Trump is going to be out president . We owe him an open mind and the chance to lead. Our constitutional democracy enshrines the peaceful transfer of power , and we don’t just respect that we cherish it

يجب علينا أن نقبل نتائج الانتخابات، ومن ثم نتطلع إلى المستقبل.. دونالد ترامب سيكون رئيسنا.. نحن مدينون له بعقول منفتحة وأن نمنحه الفرصة ليقود… ديمقراطيتنا المحمية بالدستور تتطلب نقل السلطة بطريقة مسالمة، ونحن لا نحترم هذا وحسب، بل نقدسه! (ويقال أنها لبست طقما بنفسجيّ اللون وزوجها ربطة عنق من نفس اللون، تعبيرا عن ضرورة التحام
الشعب حول الرئيس الجديد، فالبنفسجي هو مزيج بين الأزرق والأحمر لونا الحزبين الديمقراطي والجمهوري)
………….
بينما قال الرئيس أوباما:
Everybody is sad when their side loses in election but the day after we have to remember that we actually are on one team We are not democratic first, we are not republican first, we are Americans first, we are patriotic first We are what what’s best for our country
كل انسان يحزن عندما يخسر الحزب الذي يدعمه ولكن في اليوم التالي يجب أن نتذكر أننا فريق واحد لسنا ديمقراطون أولا، لسنا جمهوريون أولا نحن أمريكان أولا… نحن وطنيون أولا… نحن ماهو الأفضل لبلدنا!
….
رغم خلافي مع مواقف السيدة كلنتون والرئيس أوباما السياسية، لكنني شعرت بانتمائي إلى أمريكا وأنا أستمع إليهما وشعرت بالفخر بهذا الإنتماء… تلك هي أمريكا! مهما اختلف الإنسان مع الآخر يجب أن يتقبل حقه في أن يعبر عن رأيه بحرية، وحقه في أن يفوز بأي انتخابات وطنية!
…..
ليتنا نتعلم من تجارب الأمريكان بعضا من تلك الأخلاق… حتى العرب المقيمين هنا لم يتأثروا كثيرا بقيم المجتمع الذي يعيشون به… ومازالوا يحملون رواسبهم ويفتخرون بها!
….
أعتقد أن هناك أكثر من خمسة ملايين عربي في أمريكا بين مسلم ومسيحي وغيرهم.. كم مرة قرأتم لأحدهم مقالة تثقيفية أو تقرير اخباري أو مقطع من كتاب، تأثر بها الكاتب وأراد أن يشارك به أبناء وطنه فقام بترجمته؟؟؟
أخبركم سرا من أسرارهم: أن أكثر من ٩٠٪ (وإن كبرت النسبة لن أظلمهم) لا يقرأ سطرا واحدا بالانكليزي،
ولا يفهم ما يجري خارج بيته إلا كلمة يلتقطها من هنا واخرى من هناك!

لقد تابعت تعليقاتهم على الفيس بوك بين مؤيد لهيلاري وآخر لترامب.. لم يشر واحد منهم إلى أسباب اختياره لمرشحه إلا بالشتائم وباقتضاب.
سيدة ـ صديقة وأحترم صداقتها ـ تركت تعليقا على بوستي السابق تقول فيه باختصار (لم أقرأ إلا القليل من بوستك لأنني لم أستطع أن أكمله)
تصوروا على هذا الموقف؟؟؟ لقد تعلمت أن أقرأ للمعارضين لأفكاري ومواقفي أكثر مما أقرأ للمؤيدين… لأن المؤيد يعزز ما اؤمن به ولا يضيف شيئا، بينما المعارض قد يساعدني على إعادة النظر بفكرة ما من أفكاري وبالتالي تجديد تلك الأفكار.
هكذا نتعلم ونتطور، عندما نقرأ لمن نحب ولمن نكره على حد سواء.. كي نقارن ونستفيد من المقارنة! السيدة لم تشر إلى أسباب موقفها من البوست الذي نشرته، وكان أضعف الإيمان أن تشرح وجهة نظرها كي يستفيد القارئ من المقارنة بين الوجهتين!
…..
معارض سوري يقيم في أمريكا ويُعتبر من “زبدة” المعارضة، كتب على صفحته يقول: من صوّت لصالح ترامب من العرب فهو من صوّت لصالح بشار الأسد والسيسي وحكام ايران وحزب الله! فتصورا يا رعاكم الله! هل هنا ضحالة فكرية وأخلاقية أكثر من ذلك؟؟؟؟ لو شرح أسباب اعتقاده هذا لربما فهمنا وجهة نظره وغيرنا وجهة نظرنا! ولكن متى كان الإتهام اللامبرر وغير المستند على حقائق فكرا وتحليلا سياسيا؟؟؟
….
لا تعتمدوا كثيرا على عرب المهجر، فلقد تحجروا في السنة نفسها التي هاجروا بها، ولا يعرف معظمهم عن السياسية الأمريكية سوى ما يقرأه بالعربي وتفرضه عليه بعض وسائل الإعلام العربية المنافقة والمأجورة.
….
في الختام أتمنى للسيدة هيلاري كلنتون أن تعيش حياتها بسلام ورضى، وأتمنى للرئيس اوباما خاتمة مسك… وللرئيس الجديد أربع سنوات ناجحة وموفقة… طالما نستطيع أن نخلعه بعد أربع سنوات “لو قُدر لها أن تكون عجافا”، لا يرعبني الأمر،
ونحن على استعداد لنواجه الواقع بعد فترة انتخابه الأولى وسأرحب دائما بما أعتقده الأفضل، بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه المرشح!
……
بقدر ما رأينا في سير الانتخابات الأمريكية تمثيلية كادت أن تبدو فكاهية، بقدر ما أثبتت نهايتها أن الديمقراطية وحق الشعب في تقرير مصيره هي الأصح وبالتالي الأبقى! فمتى يتعلم حكامنا الدرس؟؟؟ والأحرى متى يتعلم شعبنا الدرس، فهذا الشبل من ذاك الأسد!!!!! وهؤلاء الحكام منهم واليهم!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.