تعب التلاميذ الليل كله و لم يصطادوا شيئاً.كافح التلاميذ الليل و البرد و السهر و النوم و الراحة و الريح و كانت النتيجة لا شيء.لم يصطادوا شيئاً. لم يلقوا شباكهم حيث يوجد الصيد؟ مؤلم جداً أن تتعب العمر كله ثم تنظر وراءك فلا تجد صيداً و لا تجد شيئاً .بل تجد أنك تعبت في المكان الخطأ و ألقيت شبكتك في مياه ضحلة فلا صيد بعد لكن خيبة الأمل هذه لها علاج عند المسيح إذ جاء صوت الرب مرشداً أدخلوا إلي العمق و ألقوا شباككم.
أدخل إلي العمق.فأنت لا زلت علي الشاطئ..أنت في البداية ما زلت .أنت لم تتحرك كثيرا. فقط أمضيت وقتاً طويلاً قرب الشاطئ دونما حكمة.فأدخل إلي العمق.
ما هو العمق
محبة القريب هي وقوف علي الشاطئ و محبة الأعداء هي دخول إلي العمق. منح الثوب وقوف علي الشاطئ و منح الرداء هو بداية العمق ثم بذل الذات دخول إلي العمق.الميل الأول وقوف عل يالشاطئ و الميل الثاني دخول إلي العمق. الذي يقرض يبدأ المسيرة و الذي لا يطلب الرد يدخل إلي العمق.الخد الأيسر بداية و الخد الآخر هو العمق.إبطال الغضب بداية و إتقان الصالحة عمق .أن تعط شيئاً مهما عظم فهو بداية لكن أن تعط نفسك فهذا هو العمق.أن تساعد الناس بحياتك فهذه بداية أما إن لزم أن تموت من أجلهم فهذا هو العمق…كل رموز العهد القديم كانت تقف بالبشرية علي الشاطئ و أما ملء الزمان و ما صنعه الرب يسوع بالتجسد فهو الذي أخذنا و يأخذنا إلي الأعماق.لأنه أخذ كل الرموز من الشاطئ إلي العمق و أتي بالصيد الوفير.لذا كل ما قيل للقدماء بداية و كل ما قيل برب المجد يسوع هو العمق.
المحبة عمق لأنها تنقل طبيعة الله إلي عالمنا .
الغفران عمق.لأنك تأخذ من الله قلباً متسعاً و تعط المخطئين سماحاً و صفحاً..
الإيمان عمق لأنه ثقة في غير المدرك و نظر في غيرالمرئي.
الدموع عمق لأنها تتغلغل في قلب الله و تغلب مراحمه.
الصمت عمق لأنه إنتظار لصوت الله.
الصبر عمق لأنه توقع ما يأتي من النعمة.هذا كله و غيره أعماق مقدسة لكن كيف السباحة إلي الأعماق؟
كيف نتعمق؟
1-إذا صارت الصلاة كلمات فأنت في جمود بعد لم تتحرك و لو خطوة هذا هو تكرار الكلام باطلاً.أما إذا صارت الصلاة مشاعر روحية فها أنت قد بدأت تخطو إلي العمق..الله يستجيب لما في الصلاة من مشاعر.فالكلمات مكررة لكن المشاعر متجددة.هذه الصلاة تنقلك من الأرض إلي أعماق السماء.
صلاة القلب عمق مثلما كانت حنة أم صموئيل تئن بمرارة حتي حسبها عالي الكاهن مخمورة.لكن الله سمع مشاعر المرارة و أعطاها صموئيل الذي معناه الله يسمع.و هكذا سمع قلب الله قلب حنة و إستجاب لأنينها المر.تماماً كما بكى بطرس بكاءاً بنفس المرارة و أكثر فوصل بكاء قلبه الصامت إلي قلب المصلوب النازف . لم يقل الكتاب أن بطرس نطق كلمة واحدة بل فقط خرج خارجاً و بكي بكاءاً مراً.هذه المشاعر أدخلته إلي العمق.فالمشاعر و الدموع ما دامت روحية تصير جسوراً تنقلك إلي العمق.الدموع علامة من علامات صلاة القلب.و تفاعل المشاعر مع الكلمات.أما ترديد النصوص من غير القلب فهو روتينية تجمد الروح و تبطل النمو.
2-لا يوجد عمق من غير سماع صوت الله.صوته أدخل التلاميذ إلي العمق.صوته جمع الصيد و ضاعفه مرات و مرات.صوت الرب ينقي القلب.حين تسمع صوته و تتبعه تصير من خرافه تدخل إلي حظيرته إلي ملكوته فأي عمق بعد ذلك؟ لن تجيد تمييز صوت الرب إلا بتفريغ الأذن من كلام الناس.و تفريغ العقل من التوافه.و تفريغ القلب من لصوص المشاعرمثل الإدانة و كثرة الكلام.إذا فعلت ذلك صار صوت الرب مميزاً واضحاً .لكنك لن تميزه وسط الزحام.يلزمك أن تدخل إلي داخل و تغلق بابك . وقتها تعرف صوته و تتبعه و يقودك إلي ما هو أعمق من معرفتك و خبراتك و علمك و عمرك .وقتها تسبح في أعماق كما كان يونان في بطن الحوت.فإسأل نفسك أين أنت؟
3- تعلم تسليم نفسك للرب.فيتكفل بحملك و يمنطقك لتذهب حيثما يشاء.فى حياة التسليم تكون أنت مسئولية الرب ذاته له المجد.أما الإعتماد علي النفس دون معونة سماوية فهي تجفف بحر النعم.تجعل الينبوع فارغاً مثل البئر الذي ألقي فيه أبناء يعقوب أخيهم يوسف.لابد أن تخرج من هذا البئر الفارغ.وتُباع للسائرين.حين تبيع نفسك للمسيح تصل ليس إلي عرش مصر بل إلي عرش الله و تجلس معه هناك.التسليم أن تتنازل عن نفسك لله.تتغاضي عن مشيئتك مقابل الشكر بما يختاره الله لك.تفرح بالألم كما تفرح بالنعم.تشتهي الصليب كما تشتهي المجد.حياة التسليم تبدأ حين تتساوي كل الأمور في عينيك .حين يتساوي أن تكسب أو تخسر الأشياء.تقتنيها أو تفقدها.تنال ما تريد أو يؤخذ منك ما نلته. حين تتجرد من إحساس الملكية الخاصة تكون قد إجتزت إلي عمق عميق.لذلك حين يخاطبنا ملك الملوك قائلاً من يهلك نفسه من أجلي يجدها فإنه يعني أن تقدم نفسك له كأنك مُت عن العالم لم تعد موجوداً به بل حياً فقط في المسيح.
4-خدمة الخلاص هي أحد معالم العمق.حين يفتح الرب أبواب الخدمة أمامك إقتنص الفرصة.فالنفوس التي عرض عليك أن تستثمرها بإسمه ليست رخيصة عنده.فهي مدخلك إلي أعماق قلب الله.فأنظر إلي الخدمة هكذا: هي باب قلب الله.شركة في عمله الخلاصى.ترجمة محبة عملية كما أحبنا الرب و صار و هو السيد خادماً بل جاء خصيصاً ليخدمنا.أي عمل يقود النفوس إلي الخلاص هو هبة إلهية لك لتشترك مع الله في عمله.فلا تتوان عن الخدمة.إبذل قصاري جهدك حتي الدم حتي آخر نسمة في فمك.من يتواني عن خدمته يطرد نفسه من حضرة الله.يفعل كما فعل الأخ الأكبر للإبن الضال.طرد نفسه حين توقف عن الخدمة.خرج و ظل خارجاً بينما الأفراح هي في الداخل.في العمق.فهل تفرح بالخدمة لأنها تقوتك روحياً أم تقدمها بتضرر فتكون كريهة قدام الرب.أخدم بقلبك لا بلسانك.أخدم بمحبة لا بتصنع.أخدم بحرارة لا ببرود.فمن يلتهب لخلاص النفوس ليس كمن يؤدى عملاً روتينياً.هل تريد العمق ؟إذن خدمة الخلاص ترحب بك و أنت إستقبلها في قلبك بترحاب و بشاشة.
صلاة من أجل الأعماق
يا سيد الأعماق.للبحر جعلت عمقاً.للأرض جعلت عمقاً .للسماء جعلت عمقاً .إنهم مثلك سيدي .العمق منك صار. يا من أعماقه غير مدركة.يا سيد الأعماق لا تدعني أربض علي الشاطئ حيث لا صيد.أدخلني إلي العمق حتي و لو هاجت الأمواج.و إضطربت السفينة.لأنه لا سلطان للموت حيث توجد أنت.أدخلني إلي حجالك.هناك أبيت معك إلي الأبد.فأدرك ما كنت أجهله عنك.و تستنير عيني بما كان مختبئاً فيك. يصرخ المتضايقون من عمق ضيقاتهم.يصرخ المتعبون من عمق أتعابهم. يصرخ الأبرار من عمق أشواقهم و محبتهم.أما أنا فأصرخ كي تضعني أولاً في أعماقك حينئذ أكتفي بأنين روحك فىً.و لأنني بعد ألقي شبكتي حيث لا صيد فأنت تقودني إذ أنت العارف أي عمق ينبغي أن أدخله.إني مطمئن لك يا سيدي.فالصيد في يدك و الشبكة في يدك و أنا في يدك و العمق عمقك أنت و ليس سواك فلهذا أطلب عمقك.أسكنني هناك.حينها لا توجد حاجة بعد لكل الموجودات.حين تبقي أنت الشبع بكل وفرة في كل شيء..ها أنا أمامك أدخلني شبكة خلاصك و ضعني في أعماقك لأغتني بزيادة .أنت الؤلؤة الفريدة التي لم يرها سوي السابحون في أعماقك.يا سيد الأعماق أنزل الذين علي السطح.لكي يكونوا في مجيئك مشتاقين إليك.يا من تغرمت بتكلفة الأعماق في كل الوصايا لا تسمح لي أن أعيش علي هامشها كالواقف قدام باب العُرس دون أن يدخل.يا سيد الأعماق من الأعماق أتيت لنا فإلي الأعماق تأخذنا و نمجدك.
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
فيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمحرب #اسرائيل مع #حماس دينية ام سياسية ؟
Published by:صباح ابراهيمعن الفنان السوري #فؤاد_غازي: أخدوه ع الشام و"خيسوه"، الله "يخيّس" آخرتهم.
Published by:مفكر حرمن تلفيقات الفقهاء وأكاذيب المفسرين
Published by:صباح ابراهيمنبوءة_اشعياء وحرب #اسرائيل وحماس
Published by:صباح ابراهيمشيعة #العراق وأزمة المواطنة
Published by:علي الكاش** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هلوسات د. سمير غطاس حول أرض الموعد وهيكل سليمان … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السنديالطفل اليانع
Published by:آدم دانيال هومهالعراق ما بين الماضي الزاهي والحاضر العاثر
Published by:مفكر حرأحدث التعليقات
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- س . السندي on سيناريوهات الحرب بين #حماس و #إسرائيل.
- س . السندي on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- الأب بولس فلوح on رواية الغريب وضياع الهويه