شيخ يمدح فتى جاء ليخطب فتاة

obezyanهل سمعت يوما ثناءاً أكثر من هذا الثناء ؟
وهل سمعت تزكية مبالغاً فيها اشد المبالغة؟
فان كنت سمعت او لم تسمع ، فإليك كلاهما اللذان ان لم تسمعهما من قبل:
خطب رجل من بنى كلاب امرأة ، ردّت عليه أمها:
دعني ، حتى أسأل عنك..
أنصرف الرجل .. وقام يسأل عن أكرم الحيّ عليها ، فدل على شيخ منهم كان يحسن التوسط فى الأمر..
فأتاه يسأله أن يحسن عليه الثناء.. وانتسب له فعرفه ..
ثم إن والدة الفتاة غدت عليه .. فسألته عن الرجل ..
قال: أنا أعرف الناس به..!
قالت: فكيف لسانه؟
قال: مدرة* قومه .. وخطيبه
قالت: ومقدار شجاعته؟
قال: منيع الجار.. حامي الذِّمارُ*.
قالت: وماذا عن حماسته؟
قال: ثِّمال* قومه .. وربيعهم.
في الأثناء ، أقبل الفتى ، فقال الشيخ:
ما أحسن والله ما أقبل .. ما انثنى .. ولا انحنى..!!
ودنا الفتى ، وسلّم ..
قال: ما أحسن والله ما سلّم .. ما جأر* .. ولا خار*..!!
ثم جلس الفتى ..
قال: ما أحسن والله ما جلس .. ما دنا .. ولا نأى *..
ذهب الفتى ليتحرك .. فضَرط ..!
قال الشيخ: ما أحسن والله ما ضَرط .. ما أطّنها .. ولا أغّنها .. ولا بربرها .. ولا قرقرها ..!!!
نهض الفتى خجلاً..
قال: ما أحسن والله ما نهض .. ما أنفتل .. ولا أنخذل ..!!
أسرع الفتى للأنصراف ..
قال: ما أحسن والله .. ما خَطَّى .. ما أزوّر*.. ولا أقطوطي *. .!!
فصاحت والدة الفتاة بعلّو صوتها:
حسبك يا هذا.. وجّه إليه من يردّه .. فو الله .. لو سَلَحَ *في ثيابه لزوجناه..!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدرة : مكان الأقامة أو السكن ( القرية أو إقامة افراد القبيلة والعشيرة ) .
الذِّمارُ: الأهل والعرض .
ثِّمال : الملْجأ والغِيَاث .
جأر : رفع صوته .
خار : صاح .
نأى : أعرض بوجهه وأبتعد .
أنفتل : أنصرف .
خَطَّى : أبعدَ .
أزوّر : نظر بمؤخر عينه .
أقطوطي : أبطأ في مشيه .
سَلَحَ : تغوّط .

About المفتي ايوب

اني أيوب ناصر المفتي من مواليد بغداد /العراق ، اكملت دراستي الابتدائية والثانوية في بغداد ، واكملت تعليمي الجامعي في جامعة الحكمة / كلية الآداب في بغداد ، وبعدها في المملكة المتحدة لنيل شهادة الماجستير في الادب المقارن . عند عودتي الى بغداد ،تعرضت الى المضايقات والضغوطات التي مارستها الاجهزة الامنية والجهاز الحزبي البوليسي التابع الى السلطة البعثية الصدامية والدكتاتورية ،والتي ادت الى اعتقالي في معتقل الحاكمية السيئ الصيت التابع الى جهاز مخابرات السلطة دون تهمة محددة ، امضيت في المعتقل اكثر من تسعة شهور ، واطلق سراحي بتهمة الاشتباه. غادرت العراق في ١٩٨٠ قبل حرب الخليج الاولى الى المملكة المتحدة دون رجعةا لى في عام ٢٠٠٥ ،اقمت في بغداد لاسبوعين ،ثم غادرتها لعدم قناعتي بعراق مستقر تحت ظروف وطبيعة الاحزاب السياسية القائمة على المحاصصة والطائفية . وعند عودتي الى المملكة المتحدة ، قررت التوجه الى كندا لتكون المحطة الاخيرة في حط الرحال...
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.