ما الذي تريدونه بهذا الوطن عندما تصادرون وجوه نسائنا؟

assilzebanليس من عادة ولا طباع الرجل الأردني أن ينظر إلى المرأة بازدراء. نعم هو مثقل كغيره من الرجال والنساء العرب أيضا بموروث ثقيل علمه بأن المرأة لا تعيش دون قيود وضوابط يضعها لها هو بنفسه. لكن تصرفاته عموما تشذ عن هذا الموروث. فالفارس الأردني كان يشتهر باسم أخته “أخو فلانة”. والمرأة كانت تقوم بواجب الضيوف في غياب زوجها دون أن يرى أحد في ذلك عيبا أو تجاوزا لدور الرجل. حتى في الرقص كانت المرأة “تحوشي” أمام الرجال في الأعراس. وتدك التتن في غليونها وتشعله دون أن يرمقها أحد بنظرات استهجان. كانت تتغاوى بالدق على وجهها ويديها. وحتى اليوم، و رغم كل التدهور الحاصل في منظومتنا الأخلاقية، ما زال الرجل الأردني في تعامله مع المرأة ونظرته إليها أفضل بكثييير من الكثير من الرجال العرب. نراه ممزقا أحيانا بين موروث يخبره بأن المرأة أدنى مرتبة منه، ونداء عقله الذي يطغى في بعض المواقف والذي يترجمه إلى تعامل سلس مع المرأة التي أصبح وجودها إلى جانبه أمرا واقعا لا يستطيع إنكاره. فمن أين أتيتمونا بصور الورود التي حلت محل وجوه نسائنا في اللافتات الانتخابية؟ ولماذا تحاربوننا في رجالنا الذين يقاومون مثلنا عبء المفاهيم المغلوطة والأدلجة البائسة ؟ كيف ستفعلون بنا ذلك و أنتم لا تشعرون بالفرح عند الفوز في الانتخابات إلا عند سماع زغاريد الأردنيات؟ كيف تستطيعون انتزاع الحبر من الدق على وجوه الجدات لتخطوا به منظومة غريبة علينا؟ ما الذي تريدونه بهذا الوطن عندما تصادرون وجوه نسائنا؟

About اسيل الزبن

اسيل الزبن كاتبة اردنية ليبرالية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.