“زواج تقليدي”

Ahlem Ben Abd RazekAhlem Ben Abd Razek*

“زواج تقليدي”
– مرحباً عمي، لقد جئتك طالبًا ابنتك للجنس و الإنجاب
= ما هي وظيفتك؟
– أعمل محاسبًا في أحد البنوك
= ألديك بيتًا جاهزًا؟
– بلى
= أكنت متزوجاً من قبل؟
– لا
= لقد قمتُ بتجهيز ابنتي لسنوات طويلة، انها تجيد الطبخ و الغسل و المسح، و تملكُ قوامًا ممشوقًا، لم تمارس الجنس مع أحد و تحتفظ بغشائها، و تملك شهادة جامعية، فحقنا أن نطلب مهرًا عاليًا و بيتًا جيدًا و ذهبًا!
– لك ما طلبت و لكن أيمكنني أن أراها؟!
= بالطبع..
تدخل الفتاة على استحياء لتجلس مع الرجل وحدهم، و بعد 15 دقيقة يجب أن يحدد كلاهما إن كان قد تقبل الآخر أم لا، و بالفعل أقرَّ كُلاً منهما أنه شعر بالراحة للآخر.
و في الزيارة التالية يجلس الشاب مع الفتاة على إنفراد:
– لِمَ قبلتِ بي؟
= لا أعلم، أعتقد أنني فقط بحاجة لأكون تحت بند المتزوجات، و أريد أن أشبع غريزة الأمومة لديّ، كما أنني أرغب بتجربة الجنس، و لأتخلص من نظرات أم عصام و أدعية جارتنا فاطمة التي تشعرني بالنقص! و أنت لِمَ قبلتَ بي؟َ!
– لستُ مختلفاً عنكِ كثيراً، مللت من الوحدة، أريد اشباع رغباتي الجنسية، و لأصبح أبًا، و لأتخلص من إلحاح والداي، و لكي أجد من يعتني ببيتي في غيابي و أعود لأرى الطعام جاهزاً، و كما أنكِ تبدين لي مقبولة، ما يهمني هو ألا تناقشيني و أن تفعلي ما آمرك به، و ألا تجرحي “رجولتي” أمام الآخرين!
= لا مشكلة لدي، أنت أيضاً تبدو لي مقبولاً، و لكن في المقابل أريد بيتًا جيدًا، و مهرًا و ذهبًا، و زفافًا و فستانًا أفتخر به أمام الجميع!
– اتفقنا، لكن لا داع لفترة خطبة طويلة، دعينا ننهي هذا الأمر بسرعة
= لا مشكلة لدي، إنني أرى المثل
هذا ما يبدو عليه الزواج التقليدي دون “تجميل” و بصراحة تامة، لِمَ لا يعترفون بأن هذا هو مضمون الزواج التقليدي؟
نشاشطة يسارية تونسية: سوسة تونس*

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.